حديث: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإفطار أفضل لمن شقَّ عليه الصَّوم

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ الله يحبُّ أن تُؤتي رُخصه كما يحبُّ أن تُؤتي عزائمُه».

حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (١١/ ٣٢٣)، والبزّار - كشف الأستار (٩٩٠)، وأبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٢٧٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٣٥٤) كلّهم من حديث الحسين بن محمد بن الزارع، قال: حَدَّثَنَا أبو محصن حصين بن نمُير، قال: حَدَّثَنَا هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ الله يحبُّ أن تُؤتي رُخصه كما يحبُّ أن تُؤتي عزائمُه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديثنا اليوم هو حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا إلى منهج متوازن في التعامل مع شرع الله تعالى. وهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن خزيمة، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

أولاً. شرح المفردات:


● يُحبُّ: الإرادة والرضا، فالله تعالى يرضى ويريد من عباده أن يأتوا بما شرع لهم.
● رُخَصه: جمع رخصة، وهي ما شرعه الله تعالى من تخفيف في بعض الأحكام لعذر معين، مثل: الفطر في السفر والمرض، والقصر والجمع في الصلاة، والمسح على الخفين، وغير ذلك.
● عزائمه: جمع عزيمة، وهي الأحكام الأصلية التي شرعها الله تعالى دون تخفيف، مثل: إتمام الصلاة في الحضر، والصوم في غير رمضان، وغيرها.

ثانيًا. شرح الحديث:


معنى الحديث أن الله تعالى يرضى من عباده أن يأتوا بالرخص التي شرعها لهم عند وجود الأعذار، كما يرضى منهم أن يأتوا بالعزائم التي هي الأحكام الأصلية. فليس من الصواب أن يترك الإنسان الرخصة مع وجود سببها، بحجة التشدد في الدين، بل الأخذ بالرخصة اتباع لشرع الله وامتثال لأمره، كما أن الأخذ بالعزيمة اتباع وامتثال.
فالحديث يدعو إلى التوازن في تطبيق الشريعة، ويرشد إلى أن الأخذ بالرخصة عند وجود سببها هو محبة الله ورضاه، وليس من التقوى تركها مع الحاجة إليها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- التيسير ورفع الحرج: من مقاصد الشريعة الإسلامية التيسير على العباد ورفع الحرج عنهم، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]. فالأخذ بالرخصة تحقيق لهذا المقصد.
2- الابتعاد عن التشدد: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشدد في الدين، فقال: «إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين» (رواه النسائي وابن ماجه). فترك الرخصة مع وجود سببها نوع من الغلو.
3- اتباع الشرع: الأخذ بالرخصة اتباع لشرع الله، وليس تهاونًا أو تفريطًا، كما أن الأخذ بالعزيمة اتباع للشرع.
4- التوازن في الحياة: الإسلام دين التوازن، فلا إفراط ولا تفريط، فلا ينبغي للمسلم أن يشق على نفسه بما لم يشرعه الله.
5- الرحمة بالمؤمنين: من أسباب محبة الله للعبد أن يرحم الناس، وييسر عليهم، ولا يشدد عليهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن» (رواه الترمذي).

رابعًا. معلومات إضافية:


- من الأمثلة على الرخص: الفطر في السفر والمرض، والجمع بين الصلوات في السفر والمطر، والمسح على الخفين، والترخيص في بعض أنواع البيوع لحاجة الناس، وغير ذلك.
- ليس كل أحد يؤتى الرخصة، بل لا بد من وجود سبب شرعي يبيح الأخذ بها، فمن لم يكن له عذر فلا رخصة له.
- ينبغي للمسلم أن يكون على علم بالرخص وأسبابها، حتى لا يأخذ بها دون سبب، أو يتركها مع وجود السبب.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (١١/ ٣٢٣)، والبزّار - كشف الأستار (٩٩٠)، وأبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٢٧٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٣٥٤) كلّهم من حديث الحسين بن محمد بن الزارع، قال: حَدَّثَنَا أبو محصن حصين بن نمُير، قال: حَدَّثَنَا هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحسين بن محمد الزارع فإنه صدوق كما قال أبو حاتم.
وذكره الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٦٢) وقال: «رجال البزّار ثقات».
وكان ابن عباس يقول: «الإفطار في السَّفر عزيمة». رواه البزّار -كشف الأستار (٩٨٦) -.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 327 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه

  • 📜 حديث: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب