حديث: ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تأخير قضاء رمضان

عن عائشة، قالت: ما كنتُ أقضي ما يكون عليَّ من رمضان إِلَّا في شعبان. حتّى توفي رسول الله ﷺ.

حسن: رواه الترمذيّ (٧٨٣)، والإمام أحمد (٢٤٩٢٨)، وابن خزيمة (٢٠٥٠) كلّهم من حديث إسماعيل السدي، عن عبد الله بن البهي، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: ما كنتُ أقضي ما يكون عليَّ من رمضان إِلَّا في شعبان. حتّى توفي رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "مَا كُنْتُ أَقْضِي مَا يَكُونُ عَلَيَّ مِنْ رَمَضَانَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ. حَتَّى تَوَفَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ".
أخرجه البخاري (1950) ومسلم (1146).


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● أَقْضِي: أي أؤدي وأعوّض.
● مَا يَكُونُ عَلَيَّ: ما يلزمني من الصيام الواجب قضاؤه.
● مِنْ رَمَضَانَ: من الأيام التي أفطرتها في رمضان لعذر شرعي (كحيض أو مرض).
● إِلَّا فِي شَعْبَانَ: إلا في شهر شعبان الذي يسبق رمضان مباشرة.
● حَتَّى تَوَفَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: استمرت على هذه العادة طوال حياة النبي ﷺ.

# 2. شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن عادتها في قضاء صيام الأيام التي كانت تفطرها في رمضان بسبب الحيض. فلم تكن تقضي هذه الأيام مباشرة بعد انتهاء رمضان، ولا تتساهل في تأخيرها، بل كانت تؤجل القضاء إلى شهر شعبان من العام التالي، أي قبل دخول رمضان الجديد مباشرة. وكانت تستمر على هذه السنة حتى بعد وفاة النبي ﷺ.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● جواز تأخير قضاء رمضان إلى شعبان: وهذا دليل على أن المدة المباحة للقضاء تمتد من نهاية رمضان إلى بداية رمضان التالي. قال النووي في "شرح مسلم": "وفيه دليل على جواز تأخير قضاء رمضان إلى شعبان، وأنه لا يجب المبادرة بعد زوال العذر مباشرة".
● الحكمة من التأخير إلى شعبان: قد يكون في ذلك تيسير على النفس، فالصيام في شعبان (وهو شهر يسبق رمضان) يكون بمثابة تدريب وتهيئة للصيام، كما أن تأخير القضاء يضمن أداءه بقرب من رمضان الجديد فلا ينسى الإنسان.
● حرص الصحابة على أداء الواجبات: يظهر من فعل عائشة رضي الله عنها حرصها الشديد على أداء ما عليها من حقوق الله تعالى، وعدم التفريط فيها، مع الاختيار للأيسر والأفضل في الوقت.
● أن القضاء فرض: الحديث دليل على وجوب قضاء الصوم على من أفطر في رمضان لعذر، وأنه لا يسقط إلا بأدائه.
● الاقتداء بالنبي ﷺ في العبادات: استمرار عائشة على هذه العادة بعد وفاة النبي ﷺ يدل على أن هذا كان هو هديه وعمله، فقد كان ﷺ يكثر من الصيام في شعبان، فكانت هي تؤدي فرضها في الوقت الذي يتقرب هو فيه بالنوافل.

# 4. معلومات إضافية:


● حكم من أخر القضاء حتى دخل رمضان الثاني دون عذر: ذهب جمهور العلماء إلى أنه يأثم ويجب عليه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم (كفارة التأخير)، وهو مذهب الشافعية والحنابلة.
● صيام النبي ﷺ في شعبان: كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شعبان حتى كان يصوم معظمه، كما في الحديث الآخر عن عائشة رضي الله عنها. فكان قضاء عائlesia لها في هذا الشهر موافقاً لهديه ﷺ.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٧٨٣)، والإمام أحمد (٢٤٩٢٨)، وابن خزيمة (٢٠٥٠) كلّهم من حديث إسماعيل السدي، عن عبد الله بن البهي، عن عائشة، فذكرته.
قال الترمذي: حسن صحيح.
قال الأعظمي: فيه إسماعيل السدي وهو ابن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدي -بضم المهملة وتشديد الدال- مختلف فيه، فوثقه الإمام أحمد والعجلي وابن حبَّان. وقال النسائيّ: صالح.
والخلاصة: أنه حسن الحديث إذا لم تكن مخالفته خلاف المعروف. فزيادته في الحديث: «حتّى توفي رسول الله ﷺ» ليس فيها ما يخالف المعروف.
وظاهر الحديث يدل على جواز تراخي قضاء رمضان على أن تنتهي من القضاء قبل مجيء رمضان آخر. كما أن قوله تعالى: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ يدل على أنه لا بأس أن يفرق، وبه قال جمهور أهل العلم.
وأمّا إن دخل عليها رمضان آخر ولم تقضِ، فالواجب عليها أن تصوم رمضان، ثمّ تقضي ما فاتها من رمضان الحاضر، ثمّ تقضي رمضان الماضي.
واختلف أهل العلم هل عليها فدية أم لا؟ فقال ابن عباس، وأبو هريرة، ومالك، والشافعيّ، وأحمد: عليها فدية. مدان عن كل يوم. وعند الشافعي مد. وقال أبو حنيفة، وداود والأخرون: لا فدية عليها، والذي يرجحه الإمام البخاريّ في صحيحه، فقال: «ولم يذكر الله تعالى الإطعام إنّما قال تعالى: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾.
قال الحافظ ابن حجر: «لكن إنّما يقوي ما احتجّ به إذا لم يصح في السنة دليل الطعام، إذ لا يلزم من عدم ذكره في الكتاب أن لا يثبت في السنة. ولم يثبت فيه شيء مرفوع، وإنما جاء فيه عن جماعة من الصّحابة، منهم من ذكر، ومنهم عمر عند عبد الرزّاق. ونقل الطحاويّ عن يحيى بن أكثم قال: «وجدته عن ستة من الصحابة لا أعلم لهم فيه مخالفًا» انتهى كلام الطَّحاويّ.
قال الحافظ: وهو قول الجمهور. وخالف في ذلك إبراهيم النخعي وأبو حنيفة وأصحابه. ومال الطحاويّ إلى قول الجمهور.
وممن قال بالإطعام ابن عمر، لكنه بالغ في ذلك، فقال: «يُطعم ولا يصوم».
قال الأعظمي: مثله قال سعيد بن جبير، وقتادة: يُطعم ولا يقضي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 335 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان

  • 📜 حديث: ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب