حديث: إذا حاضت لم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الحائض تترك الصيام وعليها القضاء

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال النَّبِيُّ ﷺ: «أليس إذا حاضتْ لم تَصلِّ ولم تصمْ؟ فذلك نقصان دينها».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩٥١)، ومسلم في الإيمان (٨٠) من وجوه عن سعيد ابن أبي مريم، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، حَدَّثَنِي زيد (هو ابن أسلم)، عن عياض (هو ابن عبد الله)، عن أبي سعيد الخدريّ، به.

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال النَّبِيُّ ﷺ: «أليس إذا حاضتْ لم تَصلِّ ولم تصمْ؟ فذلك نقصان دينها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:

نص الحديث:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ فذلك نقصان دينها».


١. شرح المفردات:


● حاضت: أي أصابها الحيض، وهو الدم الخارج من رحم المرأة في أوقات معينة.
● لم تصلِّ: أي تترك الصلاة.
● لم تصم: أي تترك الصيام.
● نقصان دينها: أي نقص في أعمالها الدينية التي تكتب لها.


٢. شرح الحديث:


كان هذا الحديث جواباً من النبي صلى الله عليه وسلم لاستفسار من الصحابة عن سبب شهادة امرأتين برجل واحد في بعض الأمور، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا ليس انتقاصاً للمرأة من حيث أهليتها أو كمال عقلها، ولكن لسبب آخر.
فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة تمر بأحوال طبيعية يشرع لها فيها ترك بعض العبادات، كالصلاة والصيام في أيام الحيض والنفاس، وهذا الترك ليس اختيارياً منها، وإنما هو أمر شرعي يجب عليها فيه الامتثال. وبسبب هذا الترك المؤقت، قد تفوتها بعض العبادات، فيحصل بذلك نقص في كميتها المكتوبة في صحيفة أعمالها مقارنة بالرجل الذي لا يعفى من هذه العبادات في العادة.
فالمقصود أن هذا النقصان ليس في أصل الدين، ولا في القيمة الإنسانية، ولا في العقل، وإنما هو نقصان في فرص اكتساب الحسنات بسبب الأحكام الشرعية المرتبطة بفطرتها التي خلقها الله عليها.


٣. الدروس المستفادة منه:


١- حكمة التشريع الإلهي: بيان حكمة الله تعالى في تشريعه المختلف للرجال والنساء بما يتناسب مع فطرة كل منهما وطبيعته.
٢- العدل الإلهي: أن هذا النقصان في كمية الأعمال لا يعني ظلماً للمرأة، فالله تعالى هو العدل الذي لا يظلم الناس شيئاً، وقد يعوضها الله على هذا الترك بأجر آخر، كصبرها على أقدار الله وامتثالها لأمره.
٣- الرد على الشبهات: توجيه هذا الكلام للرد على من يتوهم أن الإسلام ينتقص من المرأة، بل هو يبين طبيعة التكليف المناسب لها.
٤- تقبل أحكام الله: تدريب المؤمن والمؤمنة على تقبل أحكام الله تعالى даже لو لم تكن واضحة الحكمة لهم، فالله أعلم بمصالح خلقه.
٥- الفهم الصحيح للنصوص: عدم فهم النصوص على إطلاقها، بل فهمها في سياقها ومعرفة مقاصدها.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث لا يعني أن المرأة أقل درجة عند الله من الرجل، فالتقوى هي معيار التفاضل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
- المرأة يمكنها أن تعوّض هذا النقصان في كمية العبادات بأنواع أخرى من الطاعات، كذكر الله، والدعاء، وصلة الرحم، وبر الوالدين، وغيرها من الأعمال الصالحة.
- هذا النقصان مؤقت في الدنيا فقط، وأما في الآخرة، فيمكن أن تسبق المرأة الكثيرين من الرجال بإيمانها وتقواها.
أسأل الله أن يرزقنا الفهم في الدين، وأن يجعلنا من المتقين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩٥١)، ومسلم في الإيمان (٨٠) من وجوه عن سعيد ابن أبي مريم، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، حَدَّثَنِي زيد (هو ابن أسلم)، عن عياض (هو ابن عبد الله)، عن أبي سعيد الخدريّ، به. واللّفظ للبخاريّ. ومضى مطوَّلًا في كتاب الإيمان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 331 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا حاضت لم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها

  • 📜 حديث: إذا حاضت لم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا حاضت لم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا حاضت لم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا حاضت لم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب