حديث: أفطرنا على عهد النبي يوم غيم ثم طلعت الشمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا أفطر الصائم ظانًا غروب الشّمس ثمّ طلعت الشّمس، هل يجب عليه قضاء ذلك اليوم أو لا؟

عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: أفطرنا على عهد النَّبِيّ ﷺ يوم غيم، ثمّ طلعت الشّمس.
قيل لهشام: فأُمروا بالقضاء؟ قال: بدٌّ من قضاء.
وقال معمر: سمعت هشامًا يقول: لا أدري أقضوا أم لا.

صحيح: رواه البخاريّ في الصوم (١٩٥٩) عن عبد الله بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة (هي ابنة المنذر)، عن أسماء بنت أبي بكر، فذكرته.

عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: أفطرنا على عهد النَّبِيّ ﷺ يوم غيم، ثمّ طلعت الشّمس.
قيل لهشام: فأُمروا بالقضاء؟ قال: بدٌّ من قضاء.
وقال معمر: سمعت هشامًا يقول: لا أدري أقضوا أم لا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تتعلق بأحكام الصيام، وخاصة مسألة الإفطار بناء على غلبة الظن بغروب الشمس.

شرح المفردات:


● أفطرنا: تناولنا الطعام والشراب بظن انتهاء وقت الصيام.
● يوم غيم: في يوم كانت السماء مغطاة بالغيوم.
● طلعت الشمس: ظهرت وبانت بعد أن كانت مختفية خلف الغيوم.
● بد من قضاء: لا بد من القضاء، أي وجوب قضاء ذلك اليوم.

شرح الحديث:


تخبرنا السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أفطروا في يوم كانت فيه السماء مغيمة، فظنوا أن الشمس قد غربت، ولكن بعد أن أفطروا ظهرت الشمس وتبين أنها لم تغرب بعد.
وهنا تنقسم الرواية إلى قولين في حكم هذه الواقعة:
1. رواية فيها أن هشام بن عروة (الراوي عن أسماء) قال: "بد من قضاء" أي أنهم أمروا بقضاء ذلك اليوم.
2. ورواية أخرى عن معمر أنه سمع هشامًا يقول: "لا أدري أقضوا أم لا" مما يدل على أن هناك ترددًا في نقل الحكم.

الدروس المستفادة والفقهية:


1- وجوب التحري في دخول وقت الإفطار: لا يجوز للمسلم أن يفطر بمجرد الظن أو التخمين، بل يجب أن يتأكد من غروب الشمس يقينًا أو بغلبة الظن بناء على علامات واضحة.
2- حكم من أفطر بناء على ظن ثم تبين خطؤه: ذهب جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية) إلى وجوب القضاء في هذه الحالة، وهو ما تؤيده رواية "بد من قضاء". وهذا لأن الصيام لا يزول إلا بيقين الغروب، فإذا تبين أنه أفطر قبل الوقت، فإن صومه ذلك اليوم يبطل ويجب عليه قضاؤه.
3- التيسير ورفع الحرج: رغم وجوب القضاء، فإن هذا الخطأ لا إثم فيه لأنه نتيجة اجتهاد بناء على الظن الحاصل بسبب الغيم، مما يدل على أن الشريعة تراعي الظروف الطارئة.
4- أهمية التوثيق والنقل الدقيق: اختلاف الرواية في حكم القضاء يدل على دقة المحدثين في النقل وحرصهم على عدم الجزم بما ليس لهم به علم، وهذا من أخلاق الرواية.

معلومات إضافية:


- استدل العلماء بهذا الحديث على أن من أفطر ظانًا غروب الشمس ثم تبين أنها لم تغرب، فإنه يجب عليه الإمساك فورًا (أي الامتناع عن الأكل والشرب حتى الغروب) ثم قضاء ذلك اليوم بعد ذلك.
- الفقهاء يوصون في الأيام المغيمة بالانتظار حتى يتأكد من الغروب إما برؤية مباشرة أو بسؤال ثقة أو بالتقويمات المعتمدة إذا كانت دقيقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩٥٩) عن عبد الله بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة (هي ابنة المنذر)، عن أسماء بنت أبي بكر، فذكرته.
قول هشام: «بدٌّ من قضاء» هذا اجتهاد منه، بدليل قوله: «لا أدري أقضوا أم لا؟».
ولذا اختلف أهل العلم في وجوب القضاء وعدمه.
وفي أصح الروايتين عن عمر بن الخطّاب أنه قال في مثل ذلك: «من كان أفطر فليصم يومًا مكانه».
لقد أورد الحافظ البيهقيّ في «سننه» (٤/ ٢١٧) عدة روايات عن عمر تدلّ على وجوب القضاء.
وأمّا ما رُوي عن زيد بن وهب، قال: بينما نحن جلوس في مسجد المدينة في رمضان، والسماء متغيّمة فرأينا أنَّ الشّمس قد غابت، وإنا قد أمسينا، فأخرجت لنا عِساس من لبن من بيت حفصة. فشرب عمر وشربنا. فلم تلبث أن ذهب السحاب، وبدت الشّمس فجعل بعضنا يقول البعض: تقضي يومنا هذا. فسمع ذلك عمر، فقال: والله لا نقضيه وما تجانفنا لإثم.
فهي مخالفة لروايات الثّقات. والعِساس مفرده عسّ، وهو القدح الكبير.
قال البيهقيّ: وكان يعقوب بن سفيان الفارسي يحمل على زيد بن وهب هذه الرواية المخالفة للروايات المتقدمة، وبعدها مما خولف فيه، وزيد ثقة إِلَّا أنَّ الخطأ غير مأمون.
قال الخطّابي في «معالمه»: قال أكثر أهل العلم: القضاء واجب عليه. وقال إسحاق بن راهويه وأهل الظاهر: لا قضاء عليه، ويمسك بقية النهار عن الأكل والشرب حتّى تغرب الشّمس.
وقال الحافظ في «الفتح»: وجاء ترك القضاء عن مجاهد والحسن، وبه قان إسحاق وأحمد في رواية، واختاره ابن خزيمة».
قال الأعظمي: وهو الذي رجَّحه أيضًا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الحافظ ابن القيم في «تهذيب السنن» (٣/ ٢٣٧ - ٢٣٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 330 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفطرنا على عهد النبي يوم غيم ثم طلعت الشمس

  • 📜 حديث: أفطرنا على عهد النبي يوم غيم ثم طلعت الشمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفطرنا على عهد النبي يوم غيم ثم طلعت الشمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفطرنا على عهد النبي يوم غيم ثم طلعت الشمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفطرنا على عهد النبي يوم غيم ثم طلعت الشمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب