حديث: إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القسم بـ»وأيم الله«

عن ابن عمر قال: بعث رسول الله ﷺ بعْثًا، وأمّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمْرته، فقام رسول الله ﷺ فقال: إن كنتم تطعنون في إمْرته، فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ، وإنّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده».

متفق عليه: رواه البخاري في الأيمان والنذور (٦٦٢٧) ومسلم في الفضائل (٦٣: ٢٤٢٦) كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر يقول، فذكره.

عن ابن عمر قال: بعث رسول الله ﷺ بعْثًا، وأمّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمْرته، فقام رسول الله ﷺ فقال: إن كنتم تطعنون في إمْرته، فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ، وإنّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بَعَثَ رسولُ الله ﷺ بَعْثًا، وأَمَّرَ عليهم أُسامةَ بنَ زيدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ الناس في إمَارَتِه، فقام رسولُ الله ﷺ فقال: «إنْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ في إمَارَتِه، فقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ في إمَارَةِ أَبِيهِ مِن قَبْلُ، وأيْمُ اللهِ إن كان لَخَلِيقًا للإمَارَةِ، وإن كان لَمِنْ أَحَبِّ الناسِ إليَّ، وإن هذا لَمِنْ أَحَبِّ الناسِ إليَّ بَعْدُ».


1. شرح المفردات:


● بَعْثًا: جيشًا أو سريةً عسكرية.
● أَمَّرَ عليهم: جعله أميرًا وقائدًا عليهم.
● طَعَنَ بَعْضُ الناس: اعترض بعض الناس أو انتقدوا.
● خليقًا للإمارة: جديرًا بالقيادة وأهلًا لها.
● أيْمُ الله: قسمٌ بالله تعالى.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ جهز سرية عسكرية وأمر عليها أسامة بن زيد رضي الله عنه، وكان شابًا صغير السن (حوالي 18 أو 20 سنة)، فاعترض بعض الناس على تعيينه قائدًا لجيش فيه كبار الصحابة مثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فغضب النبي ﷺ من هذا الاعتراض وخطب في الناس قائلًا:
● «إن كنتم تطعنون في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل»: يشير إلى أن بعض الناس قد طعنوا سابقًا في قيادة والد أسامة، زيد بن حارثة رضي الله عنه، عندما ولاه النبي ﷺ قيادة بعض السرايا. وكان زيد مولى للنبي ﷺ ثم أعتقه وتبناه قبل الإسلام، فكان بعض الناس ينظرون إليه نظرة دونية.
● «وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة»: يقسم النبي ﷺ بالله أن زيدًا كان جديرًا بالقيادة وأهلًا لها.
● «وإن كان لمن أحب الناس إلي»: يؤكد النبي ﷺ أن زيدًا كان من أحب الناس إليه.
● «وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده»: ويؤكد أيضًا أن ابنه أسامة هو من أحب الناس إليه بعد أبيه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الرد على العصبية الجاهلية: الحديث يرفض التعصب للقبيلة أو اللون أو النسب، ويؤكد أن المعيار في الإسلام هو التقوى والكفاءة، لا الحسب والنسب. فزيد كان مولى وأسامة ابن مولى، ومع ذلك ولاهما النبي ﷺ على من هو أعلى منهما نسبًا.
2- مكانة زيد وأسامة رضي الله عنهما: يبين الحديث مكانة زيد بن حارثة وابنه أسامة عند النبي ﷺ، وأنهما كانا من أحب الناس إليه.
3- وجوب طاعة ولي الأمر: النبي ﷺ ينهى عن الطعن في القادة المعينين شرعًا، ويؤكد على وجوب الطاعة في المعروف.
4- الثقة بالشباب وإعطاؤهم الفرصة: أسامة كان شابًا صغيرًا، ومع ذلك ولاه النبي ﷺ قيادة جيش فيه كبار الصحابة، مما يدل على أهمية إتاحة الفرصة للشباب الكفء وتحمل المسؤولية.
5- الحكمة في معالجة الاعتراضات: لم يهمل النبي ﷺ اعتراض الناس، بل واجهه بالحكمة والبيان، وذكرهم بسوابق مماثلة وردّ على شبهتهم.
6- التأكيد على الكفاءة: القيادة في الإسلام لا تُعطى للنسب أو الغنى، بل للكفاءة والقدرة، كما قال تعالى: *"إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"* (الحجرات: 13).


4. معلومات إضافية:


- أسامة بن زيد رضي الله عنه كان يلقب بـ "الحب بن الحب" لحبه الشديد للنبي ﷺ وحب النبي له.
- هذه السرية التي أمّر عليها أسامة كانت آخر سرية جهزها النبي ﷺ قبل وفاته، وقد أوصى بأن تنفذ السرية كما خطط لها، فخرج بها أسامة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- الحديث يدل على أن الطعن في ولاة الأمر من الأمور المنهي عنها، ما داموا مستقيمين على شرع الله.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ، وأن يردنا إلى دينه ردًا جميلًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأيمان والنذور (٦٦٢٧) ومسلم في الفضائل (٦٣: ٢٤٢٦) كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر يقول، فذكره.
ورواه مسلم من طريق سالم بن عمر عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال وهو على المنبر: «إن تطعنوا في إمارته - يريد أسامة بن زيد - فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله إن كان لخليقًا لها، وأيم الله إن كان لأحبّ الناس إلي، وأيم الله إن هذا لها لخليق - يريد أسامة بن زيد -، وأيم الله إن كان لأحبّهم إليّ من بعده، فأوصيكم به فإنه من صالحيكم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه

  • 📜 حديث: إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب