حديث: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت

عن عبد الله بن عمر، أن النبي ﷺ قال: «من كان حالفًا فلْيحلْف بالله أو ليصمت».

متفق عليه: رواه البخاري في الشهادات (٢٦٧٩)، ومسلم في الأيمان والنذور (٣: ١٦٤٦) كلاهما من طريق نافع، عن ابن عمر، فذكره، والسباق للبخاري.

عن عبد الله بن عمر، أن النبي ﷺ قال: «من كان حالفًا فلْيحلْف بالله أو ليصمت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم في النهي عن الحلف بغير الله، وتوجيه المسلم إلى أن يحلف بالله تعالى وحده إن اضطر إلى الحلف، أو يسكت ويترك الحلف أصلاً.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق الخطوات المطلوبة:

### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى. وهو من الأحاديث المتواترة التي رواها جمعٌ عن جمعٍ، مما يؤكد أهميته وعظم موقعه في الدين.
### ثانياً. شرح المفردات
● مَنْ كَانَ حَالِفًا: أي من كان مضطرًا أو مقدمًا على القَسَم والحلف.
● فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ: أي فليقسم ويحلف باسم الله تعالى وحده، مستخدمًا إحدى صيغ الحلف المشروعة مثل: "والله"، "تالله"، "عز وجل".
● أَوْ لِيَصْمُتْ: أي إن لم يرد أن يحلف بالله، فليمسك عن الحلف تمامًا وليسكت. وهذا نهي عن الحلف بغير الله.
### ثالثاً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي
يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث توجيهاً حاسماً في مسألة الحلف والقسم، ويضع له قاعدة ذهبية:
1- التوحيد في التعظيم: المعنى الأساسي للحديث هو النهي عن الحلف بغير الله، كالحلف بالنبي، أو بالكعبة، أو بالآباء، أو بالشرف، أو بالحياة، أو بأي مخلوق. فالحلف يُعظِّم المحلوف به، والتعظيم كله حق لله تعالى وحده. فمن حلف بغير الله فقد أشرك شركًا أصغر في التعظيم، لأنه ساوى بين الخالق والمخلوق في صفة من صفات الله، وهي أنه يُحلف به.
2- البديل الشرعي: يبين النبي صلى الله عليه وسلم البديل الصحيح لمن أراد الحلف، وهو أن يحلف باسم الله تعالى وصفاته (كالعزة، والجلال، وغيرها). فالحلف بالله جائز عند الحاجة، كتأكيد قول أو نفي تهمة.
3- الخيار الأمثل: يقدم الحديث خيارًا أفضل من الحلف أصلاً، حتى ولو كان بالله، وهو السكوت وترك الحلف. وذلك لأن كثرة الحلف – حتى بالله – مذمومة وقد توقع صاحبها في اليمين الغموس (الكاذبة) أو تقلل من هيبة القسم في قلبه. فالسكوت هنا هو وقاية من الوقوع في المحذور.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- الحفاظ على توحيد الله: الحديث من أهم النصوص التي تحرس توحيد العبد وتصونه من الشرك في التعظيم، وهو درس عظيم في تنقية العقيدة من شوائب الشرك الأصغر.
2- التقليل من الحلف: الحث على تجنب الحلف مطلقًا إلا عند الضرورة القصوى، فخير الكلام ما قل ودل.
3- النهي عن تعظيم المخلوقات: النهي عن كل ما يؤدي إلى تعظيم مخلوق كتعظيم الخالق، ولو باللسان.
4- التربية على عظمة الله: يغرس الحديث في نفس المسلم تعظيم الله تعالى وحده، وأنه المستحق لأن يُقسم به دون سواه.
5- التحذير من الغلو في الأشخاص: وهو تحذير واضح من الغلو في الأنبياء والصالحين، فلو كان الحلف بهم جائزًا لأذن به النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه قصر الحلف على الله وحده.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
● حكم الحلف بغير الله: جمهور العلماء على أنه شرك أصغر، وهو من كبائر الذنوب، ولكنه لا يخرج من الملة. وقد ذهب بعض السلف إلى أنه قد يكون شركًا أكبر إذا اقترن باعتقاد تعظيم المحلوف به كتعظيم الله.
● ما يقال لمن سمع أحدًا يحلف بغير الله: يُنصح ويُعلّم، ويقال له: "لا تحلف بغير الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك"، ويذكر له هذا الحديث.
● من أمثلة الحلف المنهي عنه: "وحياتك"، "وأبي"، "وشرفي"، "ونور وجهك"، "والكعبة"، "والنبي".

الخلاصة: هذا الحديث قاعدة عقدية وأخلاقية عظيمة، تحفظ للعبد دينه ولسانه، وتذكره دائمًا بأن التعظيم كله لله، والحلف إن وقع فباسم الله، والأولى تركه والسكوت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الشهادات (٢٦٧٩)، ومسلم في الأيمان والنذور (٣: ١٦٤٦) كلاهما من طريق نافع، عن ابن عمر، فذكره، والسباق للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت

  • 📜 حديث: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب