حديث: من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترك الكفارة وعدم الحنْث أشدُّ إثْمًا من التمادي والإصرار على اليمين فيما يتأذى به أهل الحالف

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: والله لأنْ يلجّ أحدكم بيمينه في أهله، آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي فرض الله».
وفي رواية: «من استلجّ في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا ليبرّ» يعني: الكفارة.

متفق عليه: رواه البخاري في الأيمان والنذور (٦٦٢٥)، ومسلم في الأيمان والنذور (١٦٥٥) كلاهما من حديث عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ فذكر أحاديث، منها، فذكره.

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: والله لأنْ يلجّ أحدكم بيمينه في أهله، آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي فرض الله».
وفي رواية: «من استلجّ في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا ليبرّ» يعني: الكفارة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: «وَاللَّهِ لأَنْ يَلِجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ، آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي فَرَضَ اللَّهُ». وفي رواية: «مَنِ اسْتَلَجَّ فِي أَهْلِهِ بِيَمِينِهِ فَهُوَ أَعْظَمُ إِثْمًا لِيُبَرَّ» يَعْنِي: الْكَفَّارَةَ.


1. شرح المفردات:


● يَلِجَّ / اسْتَلَجَّ: من (اللَّجَاج) وهو الشدة والمبالغة في الخصومة والعناد والإصرار على الأمر والتمادي فيه. والمعنى: أن يصرَّ المرء على يمينه (حلفه) في أمر يتعلق بأهله (زوجته) عنادًا وشدة، ويمنع نفسه من أداء الكفارة.
● بِيَمِينِهِ: أي بالحلف بالله (كأن يقول: والله لا أفعل كذا، أو والله لتفعلين كذا).
● فِي أَهْلِهِ: أهله هنا يُقصد بهم الزوجة على الأرجح، كما هو الغالب في استعمال اللفظ، وقد泛指 من يعولهم الرجل.
● آثَمُ لَهُ: أي أكثر إثمًا وأعظم ذنبًا.
● كفارته التي فرض الله: أي الكفارة المفروضة شرعًا على من حنث في يمينه، وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.


2. شرح الحديث:


يُحذِّر النبي ﷺ في هذا الحديث تحذيرًا شديدًا، يُقسم فيه بالله تعالى على عظم الجرم، من أن يتمادى الرجل في عناده وإصراره على يمين حلفها في أمر يتعلق بمعاشرة زوجته أو معاملتها.
المقصود: أن الرجل قد يحلف يمينًا (مثل: والله لا أكلمك، والله لا أدخل عليك البيت، والله لا أنفق عليك...) ثم يندم على هذا الحلف لأنه يضر بزوجته وببيته، فيجد في نفسه حرجًا من الحنث في اليمين (أي مخالفتها) لأنه يعلم أن عليه كفارة.
فجاء الحديث ليبين أن الإصرار على هذا اليمين والعناد في تنفيذه مع ضرره بأهله، هو إثم أعظم عند الله من إثم حنث اليمين نفسه وأداء كفارته.
الحديث يرفع الحرج عن المسلم، ويبين له أن المصلحة في أن يحنث في يمينه (يخالفها) ويؤدي الكفارة الميسورة، خيرٌ وأخف إثمًا من أن يظل مصِرًّا على يمينه يؤدي إلى قطيعة أو أذى أو تفكك أسري لمجرد العناد.
والرواية الثانية توضح المعنى أكثر: «مَنِ اسْتَلَجَّ فِي أَهْلِهِ بِيَمِينِهِ فَهُوَ أَعْظَمُ إِثْمًا لِيُبَرَّ» أي: أن الذي يبالغ في الإصرار على يمينه فيما يضر بأهله، يكون إثمه أكبر (بسبب هذا الإصرار والعناد والضرر) من إثم أن يحنث في يمينه ويبرها (أي يكفر عنها) بالكفارة المشروعة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم العناد والإصرار على الباطل: خصوصا إذا ترتب على هذا العناد ضرر بالغ بالآخرين، وخصوصًا الأهل والأقارب.
2- مراعاة المشاعر والحفاظ على العلاقات الأسرية: الشرع يقدم مصلحة حفظ الأسرة وتماسكها وجلب المودة والرحمة فيها على التمسك الشكلي بأيمان قد حلفت في ساعة غضب.
3- التيسير ورفع الحرج: من رحمة الإسلام أنه شرع الكفارات لمحو الأوزار وتخفيف الآثام، وجعل ارتكاب أخف الإثمين (الحنث مع الكفارة) أولى من ارتكاب الأعظم (الإضرار بالأهل).
4- خطورة الاستهانة بالأيمان: الحديث لا encourages على الحلف بكثرة أو الحنث باستمرار، بل يحذر من الاستمرار في اليمين الضار بعد ظهور ضرره. فأصل الحلف في غير ضرورة مكروه.
5- الحكمة من تشريع الكفارة: وهي تطهير المسلم من ذنب حنث اليمين، وإغاثة للمحتاجين (بالإطعام أو الكسوة)، مما يحول الذنب إلى طاعة وأجر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
● الكفارة المذكورة هي كفارة اليمين، وهي مُفصلة في قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا ح
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأيمان والنذور (٦٦٢٥)، ومسلم في الأيمان والنذور (١٦٥٥) كلاهما من حديث عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ فذكر أحاديث، منها، فذكره. والرواية الأخرى، رواها البخاري (٦٦٢٦) عن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا يحيى بن صالح، حدّثنا معاوية، عن يحيى، عن عكرمة، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا

  • 📜 حديث: من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب