حديث: لعمْر الله لنقتلنَّه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القسم بـ «لعمْرُ الله»

عن عائشة زوج النبي ﷺ حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله، فقام النبي ﷺ فاستعذر من عبد الله بن أبي، فقام أسيد بن حضير، فقال لسعد بن عبادة: لعمْر الله لنقتلنَّه.

متفق عليه: رواه البخاري في الأيمان والنذور (٦٦٦٢) ومسلم في التوبة (٥٦: ١٧٧٠) من طريق عن الزهري، سمعت عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي ﷺ حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله، وكلّ حدثني طائفة من الحديث، فذكره والسياق للبخاري في هذا الموضع، وهو عند مسلم بطوله وتمامه.

عن عائشة زوج النبي ﷺ حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله، فقام النبي ﷺ فاستعذر من عبد الله بن أبي، فقام أسيد بن حضير، فقال لسعد بن عبادة: لعمْر الله لنقتلنَّه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكر -أيها السائل الكريم- هو جزء من قصة عظيمة وقعت في حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، تُعرف بـ حادثة الإفك، وقد ذكرها الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "الشهادات"، باب "قوله تعالى: {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [النور: 4]".

أولاً. شرح المفردات:


* أهل الإفك: هم الذين قالوا الكذب والبهتان على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. والإفك هو الكذب العظيم، والصدُّ عن الحق.
* برأها الله: أي طهّرها وبيّن براءتها مما نسب إليها، ونزل قرآن يتلى يُبرئها إلى يوم القيامة في سورة النور.
* استعذر: طلب العذر، أي طلب من عبد الله بن أبي أن يتبرأ مما قاله وينكر ذلك ويعتذر.
* عبد الله بن أبي: هو عبد الله بن أبي بن سلول، رأس المنافقين في المدينة.
* أسيد بن حضير: هو أسيد بن حضير رضي الله عنه، من كبار الأنصار وأشرافهم، وكان من النقباء ليلة العقبة.
* سعد بن عبادة: هو سعد بن عبادة رضي الله عنه، سيد الخزرج، وكان من كبار الأنصار أيضاً.
* لعمْر الله: قَسَم، أي وحياة الله أو وعمر الله.

ثانياً. شرح الحديث والسياق:


القصة بإيجاز:
في إحدى الغزوات (غزوة بني المصطلق)، تأخرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الجيش لسببٍ ما، فحملها الصحابي صفوان بن المعطل رضي الله عنه على جمله وأعادها إلى المدينة. فوجد المنافقون في هذا الحدث فرصة للطعن في عرض النبي ﷺ، وبدأوا يشيعون الإشاعة الكاذبة، وتولى كبره رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول.
موقف النبي ﷺ والمؤمنين:
ابتلي النبي ﷺ بهذا الأمر، وحزن حزناً شديداً، وانتظر الوحي من الله تعالى. واستمر الحال شهراً كاملاً، وكانت عائشة رضي الله عنها مريضة لا تعلم بما يُقال عنها. ثم أنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات في آيات من سورة النور تُتلى إلى يوم القيامة:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ...} إلى قوله تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور: 11-12].
موقف النبي ﷺ مع عبد الله بن أبي:
بعد أن نزلت البراءة، أراد النبي ﷺ أن يُحاسب من تولى كبر هذه الفرية، وكان يعلم أن رأسها عبد الله بن أبي. فقام ﷺ فاستعذر من عبد الله بن أبي، أي خاطبه قائلاً: "يا عبد الله، ما بالك بلغني عنك كذا وكذا؟" أو "ماذا تقول في ما قيل؟" طالباً منه أن يُنكر ذلك ويعتذر، ويُظهر التوبة أمام الناس.
رد فعل الأنصار:
الأنصار كانوا يحفظون لسعد بن عبادة مكانته كسيد للخزرج، وكانت بينه وبين عبد الله بن أبي روابط قبل الإسلام. فلما واجهه النبي ﷺ، ربما رأى سعد أن هذا المواجهة علنية فيها شيء من الإحراج لقبيلته. لكن أسيد بن حضير (وهو من الأوس، وكان من النقباء) غضب غضباً شديداً لله ورسوله ولعرض أم المؤمنين. فقام وقال لسعد بن عبادة: "لعمْر الله لنقتلنَّه"، أي نحن على استعداد لقتل هذا المنافق الذي تجرأ على عرض رسول الله ﷺ. وهذا الموقف يُظهر غيرة أسيد بن حضير على دين الله ورسوله، وتقديمه للدين على كل روابط القبيلة والجاهلية.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عصمة أعراض المؤمنين: الحديث يدل على حرمة عرض المسلم وعظم الجرم في القذف، خاصة قذف أزواج النبي ﷺ أمهات المؤمنين، وقد جعل الله عقوبته حداً في الدنيا (جلد القاذف) وعذاباً أليماً في الآخرة.
2- عدل النبي ﷺ وحكمته: موقف النبي ﷺ في طلب العذر من عبد الله بن أبي مباشرة يُظهر عدله وحكمته في معالجة الأمور، وإعطاء الفرصة للاعتذار قبل اتخاذ إجراء صارم.
3- الغيرة على حرمات الله: موقف أسيد بن حضير هو نموذج للغيرة لله تعالى، حيث تغلب على روابط القبلية والعصبية، وقدم دينه ورسوله على كل شيء. قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71].
4- براءة عائشة رضي الله عنها من السماء: الحادثة فيها أعظم دليل على طهارة وصدق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث نزل قرآن يُتلى يُبرئها إلى يوم القيامة، فمن شكك فيها بعد هذا فقد كذّب القرآن.
5- كيد المنافقين ودوافسه: تُظهر الحادثة مدى حقد المنافقين وكيدهم للإسلام وأهله، واستغلالهم لأي فرصة للتفريق بين المؤمنين والطعن في رموز الدين.
6.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأيمان والنذور (٦٦٦٢) ومسلم في التوبة (٥٦: ١٧٧٠) من طريق عن الزهري، سمعت عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي ﷺ حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله، وكلّ حدثني طائفة من الحديث، فذكره والسياق للبخاري في هذا الموضع، وهو عند مسلم بطوله وتمامه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 9 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لعمْر الله لنقتلنَّه

  • 📜 حديث: لعمْر الله لنقتلنَّه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لعمْر الله لنقتلنَّه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لعمْر الله لنقتلنَّه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لعمْر الله لنقتلنَّه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب