حديث: رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض قومه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جواز أكل الضب

عن خالد بن الوليد بن المغيرة، قال: إنه دخل مع رسول الله ﷺ بيت ميمونة
زوج النبي ﷺ فأتي بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله ﷺ بيده، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله ﷺ بما يريد أن يأكل منه، فقيل: هو ضبٌّ يا رسول الله، فرفع يده، فقلتُ: أحرامٌ هو يا رسول الله؟ فقال: «لا. ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه» قال خالد: فاجتررته فأكلته ورسول الله ﷺ ينظر.

متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (١٠) عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، عن عبد الله بن عباس، عن خالد بن الوليد، فذكره.

عن خالد بن الوليد بن المغيرة، قال: إنه دخل مع رسول الله ﷺ بيت ميمونة
زوج النبي ﷺ فأتي بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله ﷺ بيده، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله ﷺ بما يريد أن يأكل منه، فقيل: هو ضبٌّ يا رسول الله، فرفع يده، فقلتُ: أحرامٌ هو يا رسول الله؟ فقال: «لا. ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه» قال خالد: فاجتررته فأكلته ورسول الله ﷺ ينظر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله ﷺ بيت ميمونة (زوج النبي ﷺ) فأتي بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله ﷺ بيده، فقال بعض النسوة: أخبروا رسول الله ﷺ بما يريد أن يأكل منه، فقيل: هو ضبٌّ يا رسول الله، فرفع يده، فقلتُ: أحرامٌ هو يا رسول الله؟ فقال: «لا. ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه». قال خالد: فاجتررته فأكلته ورسول الله ﷺ ينظر.


1. شرح المفردات:


● ضبّ: حيوان بري معروف، يشبه الوزغ (البرص) لكنه أكبر حجماً، يعيش في الصحاري.
● محنوذ: مشوي على الجمر أو الحجارة الساخنة.
● أهوى إليه: مد يده ليأكل منه.
● أعافه: أكرهه وأستقذره طباعاً وعادة.


2. شرح الحديث:


يدخل الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه مع النبي ﷺ إلى بيت السيدة ميمونة بنت الحارث (إحدى زوجات النبي ﷺ وأخت أم المؤمنين أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب). وقد قُدم للضيوف طعامٌ هو "ضب محنوذ" أي مشوي.
● مد النبي يده للأكل: أهوى النبي ﷺ بيده ليأكل من هذا الضب، مما يدل على أنه لم يكن يعلم ما هو هذا الطعام في البداية.
● تنبيه النساء: قامت بعض النساء في البيت (وربما كن من قريشات يعرفن عادة النبي ﷺ) بإخبار الحاضرين أن يبلغوا النبي ﷺ بأن هذا الطعام هو "ضب" قبل أن يأكل منه.
● رفع النبي يده: عندما عرف النبي ﷺ أن الطعام هو ضب، رفع يده وامتنع عن الأكل.
● سؤال خالد بن الوليد: استغرب خالد رضي الله عنه من امتناع النبي ﷺ، فسأله: "أحرام هو يا رسول الله؟" أي هل هو حرام فأمتنعتَ عن أكله؟
● جواب النبي ﷺ: أجاب النبي ﷺ بأنه ليس حراماً، ولكن سبب امتناعه هو أنه لم يكن موجوداً في أرض قومه (مكة)، فلم يعتد على أكله، ولذلك يستقذره ويجد في نفسه عافةً ونفوراً منه.
● أكل خالد بن الوليد: ثم أكل خالد رضي الله عنه من الضب أمام النبي ﷺ، والنبي ﷺ ينظر إليه دون أن ينكر عليه، مما يدل على إباحته.


3. الدروس المستفادة:


1- إباحة أكل الضب: الحديث دليل على أن أكل الضب حلال، لأنه لو كان حراماً لما أقره النبي ﷺ على خالد وهو يأكل، ولما قال "لا" أي ليس بحرام.
2- التفريق بين الحلال والطيب: الحلال أوسع من الطيب، فما كان حلالاً قد لا يكون طيباً في نفس الشخص لعارضٍ من العوارض، كعدم الاعتياد عليه أو الاستقذار الطبعي.
3- احترام عادات الناس وأذواقهم: النبي ﷺ لم يأكل الضب لا لأنه حرام، ولكن لأنه لم يعتد عليه، وهذا درس في احترام اختلاف الأذواق والعادات في الطعام بين الناس.
4- التنبيه على الخير برفق: تصرف النساء في التنبيه على النبي ﷺ برفق وأدب، يدل على حسن التربية وخوفهن من أن يأكل النبي ﷺ ما لا يرغبه.
5- جرأة الصحابة وسؤالهم عن العلم: سؤال خالد بن الوليد مباشرة يدل على حرص الصحابة على فهم أحكام الدين، وعدم التردد في سؤال النبي ﷺ عن ما يشكل عليهم.
6- التيسير ورفع الحرج: النبي ﷺ بين أن المنع ليس للتحريم، بل لعادة شخصية، مما يرفع الحرج عن الآخرين إذا كانوا يأكلون مما لا يأكله هو.


4. معلومات إضافية:


● حكم أكل الضب: جمهور العلماء على إباحة أكل الضب، وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
● الفرق بين الكراهة والتحريم: كراهة النبي ﷺ لأكل الضب كانت كراهة طبعية وليست كراهة تحريمية، وهذا مهم في فهم أسباب امتناعه ﷺ.
● من فوائد الحديث: أنه يجوز للإنسان أن يمتنع عن أكل الحلال إذا كان لا يستطيبه أو لا يعتاده، دون أن ينكر على من يأكله.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (١٠) عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، عن عبد الله بن عباس، عن خالد بن الوليد، فذكره.
ورواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٥٣٧) من طريق مالك به.
ورواه مسلم في الصيد والذبائح (١٩٤٥) عن يحيى بن يحيى (التميمي)، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عباس قال: «دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله ﷺ بيت ميمونة ...» الحديث. فجعله من مسند ابن عباس.
والجمع ممكن بأن الحديث في أصله من مسند خالد بن الوليد، وابن عباس ممن كان حاضرا في بيت خالته ميمونة عند السؤال، فأبو أمامة عزاه إلى ابن عباس لكونه كان حاضرا، فكان هو أيضًا يروي هذه القصة كما في الحديث الآتي:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 32 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض قومه

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض قومه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض قومه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض قومه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض قومه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب