حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لحوم الحمر وأمر بلحوم الخيل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في أكل لحوم الخيل
حسن: رواه الطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ١٨٠)، والأوسط (٥٧٦٠)، والدارقطني (٤٧٨٢) من طريق محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ثنا محمد بن عُبسد المحاربي، ثنا عمر بن عبيد، عن سماك بن حرب، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفيه نهي النبي ﷺ عن أكل لحوم الحمر الأهلية، وإباحة أكل لحوم الخيل. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:
1. شرح المفردات:
● نهى: أي منع وتحريم.
● لحوم الحمر: جمع حمار، والمقصود هنا الحمر الأهلية المستأنسة، وليست الحمر الوحشية.
● أمر: هنا بمعنى أباح وأذن، وليس بمعنى الوجوب.
● لحوم الخيل: جمع فرس، أي الخيول.
2. شرح الحديث:
نهى رسول الله ﷺ عن أكل لحوم الحمار الأهلي (المستأنس)، وأباح أكل لحم الخيل. وهذا النهي عن أكل الحمر الأهلية جاء في عدة أحاديث صحيحة، منها ما في صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال يوم خيبر: "إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية، فإنها رجس".
أما لحوم الخيل، فقد أباحها النبي ﷺ كما في هذا الحديث وغيره، ومن الأدلة على ذلك أيضًا ما رواه الإمام أحمد وأبو داود عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "نحرنا على عهد رسول الله ﷺ فرسًا فأكلناه".
3. الدروس المستفادة منه:
● التفريق بين الحلال والحرام: الإسلام يبين للمسلمين ما يحل لهم وما يحرم عليهم من المأكولات، تحقيقًا لمصالحهم الدينية والدنيوية.
● الحكمة من التحريم والإباحة: لحوم الحمر الأهلية قد تكون ضارة أو مستقذرة طبعًا أو شرعًا، بينما الخيل طاهرة ونافعة، وقد استخدمت في الجهاد في سبيل الله.
● الامتثال لأمر النبي ﷺ: المسلم مطالب بالانقياد لأوامر النبي ﷺ واجتناب نواهيه، سواء علم الحكمة أو لم يعلمها.
● التيسير ورفع الحرج: الإسلام لم يحرم إلا ما فيه ضرر، وأباح الطيبات من الطعام، ومنها لحم الخيل الذي هو مصدر للبروتين والمنفعة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم أكل لحم الحمار الوحشي: يحل أكل لحم الحمار الوحشي؛ لأنه من صيد البر، وقد ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يأكلونه.
● حكم أكل لحم الخيل: هو حلال عند جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية)، وهو مذهب أحمد في الرواية المشهورة، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
● الفرق بين النهي والأمر في الحديث: النهي هنا للتحريم، والأمر للإباحة والاستحباب عند بعض العلماء، ولا يعني الوجوب.
● مناسبة الحديث: ذكر ابن حجر في فتح الباري أن النهي عن لحوم الحمر الأهلية كان في غزوة خيبر سنة 7 هـ.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل سماك وكذا محمد بن عبد فهما حسنا الحديث، وبقية رجاله ثقات، وجابر بن زيد هو أبو الشعثاء، وعمر بن عيد هو الطنافسي.
وقال الحافظ: «سنده قوي». الفتح (٩/ ٦٥٠).
وأما ما روي عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر، أصاب الناس مجاعة فأخذوا الحمر الأهلية، فذبحوها وأغلوا منها القدور فبلغ ذلك النبي ﷺ قال جابر: فأمرنا رسول الله ﷺ فكفأنا القدور، وقال: إن الله سيأتيكم برزق هو أحل لكم من هذا وأطيب من ذاك، قال: فكفأنا يومئذ القدور وهي تغلي قال: فحرم رسول الله ﷺ لحوم الحمر الإنسية، ولحوم الخيل، والبغال، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، وحرم المجثمة، والخلسة والنهبة». فهو معلول.
رواه الطبراني في الأوسط (٣٦٩٢) من طريق عصام بن علي - والبزار (الكشف ٢٨٥٧) من
طريق أبي النضر (هو هاشم بن القاسم) كلاهما عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر فذكره. والسباق للطبراني، وهو عند البزار مختصر.
وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عكرمة».
قال الأعظمي: وعكرمة هو ابن عمار العجلي وإن كان صدوقا، ولكن روايته عن يحيى بن أبي كثير فيها اضطراب، قاله الإمام أحمد وعلي بن المديني والبخاري وأبو داود والنسائي وأبو حاتم وغيرهم وقد رواه الترمذي (١٤٧٨)، وأحمد (١٤٤٦٣)، وابن أبي شية (٧/ ٢٩٦) من طريق الهاشم بن القاسم مطولا ومختصرًا، وليس عندهم ذكر الخيل.
ثم قد خولف عكرمة في إسناده، خالفه محمد بن عمرو بن علقمة، فرواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ: «أن رسول الله ﷺ حرّمَ كل ذي ناب من السباع».
رواه الترمذي (١٤٧٩) عن قتيبة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو به. وقال: «حديث حسن».
وقال في العلل الكبير (٢/ ٦٣١): «سألت محمدا عن هذا الحديث؟ فقال: حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة أشبه، وعكرمة بن عمار يغلط الكثير في أحاديث يحيى بن أبي كثير». اهـ.
وكذلك لا يصح ما روي عن خالد بن الوليد، أن رسول الله ﷺ نهي عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير. وزاد في رواية: «وكل ذي ناب من السباع».
رواه أبو داود (٣٧٩٠)، والنسائي (٤٣٣١)، وابن ماجه (٣١٩٨) وأحمد (١٦٨١٧) من طرق عن بقية بن الوليد حدثني ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معديكرب، عن أبيه، عن جده، عن خالد بن الوليد، فذكره. والزيادة المذكورة عند أبي داود والنسائي.
وإسناده ضعيف من أجل صالح بن يحيى بن المقدام بن معديكرب، وأبيه يحيي فهما لا يعرفان.
قال البخاري عن صالح بن يحيى: فيه نظر. وذكر الذهبي في ديوان الضعفاء فقال: صالح بن يحيى بن مقدام، عن أبيه، عن جده: «مجهولون». ولكن لو قال: مجهولان لكان صحيحا، لأن جده معديكرب صحابي مشهور.
وهكذا نُقل أيضًا عن موسى بن هارون الحافظ بقوله: لا يعرف صالح، ولا أبوه، ولا جده.
ونقل النووي في شرح مسلم عنه على الصواب وهو قوله: ولا يُعرف صالح بن يحيى ولا أبوه.
وقال الخطابي: في إسناده نظر، قال: وصالح بن يحيى، عن أبيه، عن جده لا يعرف سماع بعضهم من بعض.
ورواه الإمام أحمد (١٦٨١٨) مطولا من طريق أبي سلمة الحمصي، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن ابن المقدام، عن جده المقدام بن معديكرب قال: غزوت مع خالد بن الوليد الصائفة ... «فذكره بطوله وفيه: «أيها الناس ما بالكم أسرعتم في حظائر لليهود؟ ألا لا تحل
أموال المعاهدين إلا بحقها، وحرام عليكم حُمُر الأهلية والإنسية وخيلها وبغالها، وكل ذي ناب من السبع، وكل ذي مخلب من الطير». وفي إسناده ما سبق، وابن المقدام لعله يحيى بن المقدام، وفي متنه نكارة وهي قول خالد بن الوليد: غزوت مع رسول الله ﷺ غزوة خيبر».
لأن خالدا إنما أسلم بعد خيبر وقبل الفتح على الصحيح. وأعله البيهقي بالاضطراب وبمخالفته الحديث الثقات، السنن الكبري (٩/ ٣٢٨).
قال أبو داود عقب الحديث: «وهو قول مالك» يعني في النهي عن لحوم الخيل.
ثم قال أبو داود: «وهذا منسوخ، قد أكل لحوم الخيل جماعة من أصحاب النبي ﷺ منهم: ابن الزبير، وفضالة بن عبيد، وأنس بن مالك، وأسماء بنت أبي بكر، وسويد بن غفلة، وعلقمة، وكانت قريش في عهد رسول الله ﷺ تذبحها».
وقال ابن عبد البر: «أما أهل العلم بالحديث، فحديث الإباحة في لحوم الخيل أصح عندهم وأثبت، من النهي عن أكلها».
وممن كره أكل لحوم الخيل أيضًا ابن عباس، وهو مذهب أبي حنيفة، واحتجوا بقوله تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [سورة النحل: ٨].
ولم يذكر فيه الأكل، وذكر الأكل من الأنعام في الآية التي قبلها، وأجاب الجمهور بأن عدم ذكر الأكل لا يستلزم تحريم الأكل، فإن الآية خصت بالذكر الركوب والزينة لأنها معظم المقصود من الخيل، ثم إن السنة جاءت بيان إباحة أكله أيضا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 20 من أصل 127 حديثاً له شرح
- 1 ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب...
- 2 ما أحل الله فهو حلال وما حرم فهو حرام وما...
- 3 ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرّم فهو...
- 4 ما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثم كل
- 5 شربنا من مزادة امرأة مشركة وغسلنا صاحبنا الجنب
- 6 إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا
- 7 إن كان لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكن عليك
- 8 النبي ﷺ كان يحب الذراع
- 9 أعطني الذراع
- 10 ذراع الشاة أحب العراق إلى رسول الله ﷺ
- 11 رسول الله ﷺ لا يحلف على يمين ويأتي الذي هو...
- 12 عن أبي موسى الأشعري: رأيت النبي ﷺ يأكل دجاجا
- 13 أخذ أرنبًا فذبحه وبعث به إلى النبي فقبله
- 14 أمرني بأكلهما
- 15 نهى النبي ﷺ يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخص في...
- 16 أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ونهانا النبي عن الحمار...
- 17 نهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن...
- 18 كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال
- 19 ذبحنا فرسا على عهد رسول الله وأكلناه
- 20 نهى رسول الله ﷺ عن لحوم الحمر وأمر بلحوم الخيل
- 21 تحريم أكل الحمار الاهلي
- 22 أكل الجراد مع النبي ﷺ في الغزوات
- 23 الضبع صيد هي؟ قال: نعم
- 24 سألت رسول الله ﷺ عن الضبع؟ فقال: هو صيد
- 25 لا أدري لعله من القرون التي مسخت
- 26 أكل لحم الضب
- 27 لم يأكل رسول الله ﷺ من الضب ولم ينه عنه
- 28 أمة فقدت أو مسخت فأكفأنا القدور
- 29 الضب أمة مسخت دوابًّا في الأرض
- 30 الضب أمة مسخت من بني إسرائيل
- 31 لست بأكل الضب ولا بمحرمه
- 32 رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض...
- 33 أهدت خالتي إلى النبي ضبابًا وأقطًا ولبنًا
- 34 كلوا أو أطعموا فإنه حلال ولكن ليس من طعامي
- 35 لا آكله ولا أحرّمه
- 36 لا آكله ولا أنهي عنه ولا أحرمه
- 37 عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب
- 38 طعام عامة الرعاء
- 39 إني في غائط مضبة وإنه عامة طعام أهلي
- 40 بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش
- 41 بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرا لقريش
- 42 ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.
- 43 من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها
- 44 ما شبع آل محمد من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام
- 45 ما أشبع رسول الله أهله ثلاثة أيام تباعًا من خبز...
- 46 ما رأى رسول الله ﷺ منخُلاً منذ ابتعثه الله حتى...
- 47 خرج رسول الله ﷺ من الدنيا ولم يشبع من خبز...
- 48 كان النبي ﷺ يبيت طاويا وأهله لا يجدون عشاءً
- 49 ما أكل النبي خبزًا مرققًا ولا شاة مسموطة
- 50 رُدِّيه فيه ثم اعجِنيه
معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لحوم الحمر وأمر بلحوم الخيل
📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لحوم الحمر وأمر بلحوم الخيل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لحوم الحمر وأمر بلحوم الخيل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لحوم الحمر وأمر بلحوم الخيل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لحوم الحمر وأمر بلحوم الخيل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








