كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال

حديث: كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال

عن جابر بن عبد الله قال: كنا نأكل لحوم الخيل.
قال عطاء: والبغال؟ قال: لا.

صحيح: رواه النسائي (٤٣٣٣)، وابن ماجه (٣١٩٧) كلاهما من طريق عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن جابر، فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: كنا نأكل لحوم الخيل.
قال عطاء: والبغال؟ قال: لا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 4219) عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح ثابت.

1. شرح المفردات:

● لحوم الخيل: لحم الخيول.
● البغال: جمع بغل، وهو حيوان هجين ناتج من تزاوج الفرس (أنثى الحصان) مع الحمار.

2. شرح الحديث:

يخبر الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يأكلون لحم الخيل، وهذا دليل على جواز أكل لحم الخيل. وعندما سأله عطاء بن أبي رباح (وهو أحد كبار التابعين) عن أكل لحم البغال، أجابه جابر بالنفي، أي أنهم لم يكونوا يأكلون لحم البغال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

3. الدروس المستفادة منه:

● جواز أكل لحم الخيل: وهذا باتفاق أهل العلم، وهو مذهب الجمهور (الحنفية والشافعية والحنابلة)، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
● تحريم أكل لحم البغال: وهذا هو الراجح عند جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة)، لأن البغل حيوان هجين من جواز (الحصان) وحمار أهلي، والحمار الأهلي حرام الأكل بنص الحديث الصحيح، فكان البغل متولداً من أصل محرم، فيحرم أكله قياساً.
● الفقه في أسئلة التابعين: حرص التابعين على سؤال الصحابة عن أحوالهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعرفة الأحكام الشرعية.
● التقيد بما ورد في الشريعة: الصحابة لم يكونوا يأكلون لحم البغال مع وجودها وكثرتها، لأنهم لم يسمعوا الإذن بأكلها من النبي صلى الله عليه وسلم.

4. معلومات إضافية:

- الخيل من الطيبات التي أباحها الله تعالى، قال الله تعالى: "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً" (النحل: 8)، ولم يذكر الأكل هنا، لكن جاءت السنة بالإذن بأكل الخيل.
- وردت أحاديث أخرى تبين جواز أكل لحم الخيل، منها ما رواه الإمام أحمد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: "نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً فأكلناه".
- أما البغال فتحرم لأنها متولدة من أصل محرم (الحمار الأهلي)، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحمر الأهلية: "إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام" فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس؟ فقال: "لا، هو حرام" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: "قاتل الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فأجملوها فباعوها" (متفق عليه).
فهذا الحديث يوضح حرص الصحابة على التمسك بما أباحه النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب ما لم يأذن به، وهو درس في اتباع السنة والوقوف عند حدود الشرع.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٣٣٣)، وابن ماجه (٣١٩٧) كلاهما من طريق عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن جابر، فذكره. وإسناده صحيح، وعطاء هو ابن أبي رباح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 18 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال

📜 حديث: كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية