حديث: نهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أكل لحوم الخيل

عن جابر بن عبد الله قال: ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، فنهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل.

صحيح: رواه أبو داود (٣٧٨٩)، وأحمد (١٤٨٤٠) وصحّحه ابن حبان (٥٢٧٢)، والحاكم (٤/ ٢٣٥) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، فنهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهو يتعلق بأحكام الذبائح والأطعمة في الإسلام، وخاصة في غزوة خيبر العظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● ذبحنا: قتلنا بالطريقة الشرعية (الذبح) لأجل الأكل.
● يوم خيبر: أي أثناء غزوة خيبر التي وقعت في السنة السابعة للهجرة.
● الخيل: الحصان المعروف.
● البغال: حيوان هجين من أنثى الحمار وذكر الحصان.
● الحمير: الحمار المعروف، سواء كان أهلياً أو وحشياً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي جابر رضي الله عنه أن المسلمين في غزوة خيبر، ولشدة حاجتهم للطعام وقلة الزاد، ذبحوا وأكلوا من لحم الخيل والبغال والحمير. فلما علم النبي ﷺ بذلك، نهى عن أكل لحم البغال والحمير، وأما الخيل فلم ينه عن أكلها، بل أقرهم على ذلك وسكت عنه، والسكوت في مثل هذا المقام يُعد إقراراً وجوازاً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز أكل لحم الخيل: هذا الحديث أصل في إباحة أكل لحم الفرس، وهو مذهب جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة). واستدلوا أيضاً بقوله تعالى: "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً" (النحل: 8)، حيث ذكرها الله مع ما يُركب ويتزين به ولم يذكرها في معرض التحريم. وقال بعض العلماء (كالمالكية) بكراهة أكلها وليس تحريمها، لما فيها من قوة وشجاعة يحتاج لها في الجهاد.
2- تحريم أكل لحم الحمار الأهلي: النهي هنا للتحريم، وهو ما أجمع عليه العلماء. والحكمة من تحريمه - والله أعلم - لأنه كان يُستخدم للركوب وحمل المتاع بشكل كبير، فذبحه للأكل يفوت هذه المنفعة العامة. وقيل لأسباب طبية تتعلق بطبيعة لحمه.
3- تحريم أكل لحم البغل: وهو كذلك حرام عند جمهور العلماء، لشبهه بأحد أبويه المحرم (الحمار).
4- التدرج في التشريع: يظهر من الحديث كيف كان التشريع الإسلامي يتنزل تدريجياً بما يناسب أحوال الناس وحاجاتهم. فلم يحرم الله عليهم هذه الأشياء من أول الأمر، فلما ذاقوها ووجدوا الحاجة إليها، بين لهم النبي ﷺ الحكم الشرعي.
5- رفع الحرج والمشقة: الأصل في الأطعمة الإباحة، والتحريم يحتاج إلى دليل. وقد راعى الشرع ظروف الصحابة في الغزو وعدم توفر الطعام، فلم يعنفهم بل بين لهم الحكم برفق.

رابعاً. معلومات إضافية:


● الحمار الوحشي: اختلف العلماء في حكمه، فمنهم من قاسه على الحمار الأهلي فحرّمه، ومنهم من أباحه لأنه صيد وليس من الحيوانات المستأنسة التي تُستخدم في المنفعة.
● الاستدلال بالسكوت: سكوت النبي ﷺ عن إنكار أكل الخيل مع علمه بفعلهم دليل على الجواز، وهو من قواعد أصول الفقه المهمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٨٩)، وأحمد (١٤٨٤٠) وصحّحه ابن حبان (٥٢٧٢)، والحاكم (٤/ ٢٣٥) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وزاد الحاكم في إسناده: «عن أبي الزبير وعمرو بن دينار».
وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».
وفيما قاله بعض النظر، نعم لم يخرجاه بهذا السياق، ولكن أخرجاه - كما سبق - من طريق
عمرو بن دينار، عن محمد بن علي، عن جابر.
وأخرجه مسلم من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر - وفي كلا الطريقين النهي عن لحوم الحمر، والترخيص في لحوم الخيل، وليس عندهما ذكر «لحوم البغال».
وقد تبين من رواية الصحيحين أن عمرو بن دينار - كما في طريق الحاكم - لم يسمعه من جابر، وإنما بينهما واسطة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل

  • 📜 حديث: نهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب