حديث: بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أكل صيد البحر، وطعامه متاعا لكم وللسيارة

عن جابر بن عبد الله يقول: بعثنا رسول الله ﷺ ونحن ثلاثمائة راكب، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح، نرصد عيرًا لقريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، فأصابنا جوع شديد، حتى أكلنا الخبط، فسُمّي جيش الخبط، فألقى لنا البحر دابةً يقال لها: العنبر، فأكلنا منها نصف شهر، وادَّهنا من ودكها حتى ثابت أجسامنا، قال: فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه، ثم نظر إلى أطول رجل في الجيش، وأطول جمل فحمله عليه، فمر تحته. قال: وجلس في حِجاج عينه نفر، قال: وأخرجنا من وقْت عينه كذا وكذا قلة ودك. قال: وكان معنا جراب من تمر، فكان أبو عبيدة يعطي كل رجل منا قبضة قبضة، ثم أعطانا تمرة تمرة، فلما فني وجدنا فَقْده.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الذبائح والصيد (٥٤٩٤)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٣٥: ١٨) كلاهما من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن عمرو (هو ابن دينار) أنه سمع جابرًا يقول فذكره.

عن جابر بن عبد الله يقول: بعثنا رسول الله ﷺ ونحن ثلاثمائة راكب، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح، نرصد عيرًا لقريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، فأصابنا جوع شديد، حتى أكلنا الخبط، فسُمّي جيش الخبط، فألقى لنا البحر دابةً يقال لها: العنبر، فأكلنا منها نصف شهر، وادَّهنا من ودكها حتى ثابت أجسامنا، قال: فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه، ثم نظر إلى أطول رجل في الجيش، وأطول جمل فحمله عليه، فمر تحته. قال: وجلس في حِجاج عينه نفر، قال: وأخرجنا من وقْت عينه كذا وكذا قلة ودك. قال: وكان معنا جراب من تمر، فكان أبو عبيدة يعطي كل رجل منا قبضة قبضة، ثم أعطانا تمرة تمرة، فلما فني وجدنا فَقْده.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، يرويه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ويحكي قصة من قصص الغزوات التي أرسل فيها النبي ﷺ سرية لقطع طريق قريش وإضعاف قوتها الاقتصادية.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● بعثنا رسول الله ﷺ: أرسلنا النبي ﷺ في سرية عسكرية.
● عيرًا لقريش: قافلة تجارية كبيرة تابعة لقريش تحمل بضائع وأموالاً.
● الساحل: منطقة ساحل البحر الأحمر.
● الخبط: ورق الشجر الذي يخبط (يضرب) حتى يصير طريًا يؤكل.
● العنبر: حوت ضخم جدًا، وهو من أكبر الكائنات البحرية.
● ادَّهنا من ودكها: الادهان هو التدهين بالدهن، والودك هو الشحم المذاب.
● ضلعًا من أضلاعه: عظمة من عظامه، والتي كانت ضخمة جدًا.
● حِجاج عينه: محجر العين، أي التجويف الذي تستقر فيه العين.
● وقْت: الوعاء المصنوع من الجلد.
● قلة: قربة أو وعاء من الجلد.
● جراب: وعاء كبير من الجلد يوضع فيه الطعام.
● قبضة قبضة: يعطي كل شخص حفنة من التمر بيده.
● فني: نفد التمر وانتهى.
● فقدنا فقده: أحسسنا بفقدان التمر ونفاده، مما يدل على قيمته في تلك الظروف.
2. شرح الحديث:
يحدثنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن سرية عسكرية بعثها النبي ﷺ لتتعقب قافلة لقريش، وكان عددهم ثلاثمائة مقاتل، وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة.
أقام الجيش في منطقة ساحلية لمدة نصف شهر (خمسة عشر يومًا) يرصدون القافلة، ولكنهم لم يجدوها، وفي نفس الوقت أصابهم جوع شديد بسبب قلة الطعام، حتى اضطروا لأكل ورق الشجر بعد أن يخبطوه (يضربوه) ليكون طريًا، ومن هنا سموا "جيش الخبط".
ثم قدم الله لهم رزقًا عجيبًا، حيث ألقى البحر حوتًا ضخمًا (العنبر) فأكلوا من لحمه لمدة نصف شهر، وادهنوا بشحمه حتى عادت أجسامهم قوية بعد ما أصابها الضعف من الجوع.
ومن عظمة هذا الحوت أن ضلعه كان ضخمًا جدًا، حيث قام أبو عبيدة رضي الله عنه بأخذ ضلع منه ونصبه كقوس، ثم نظر لأطول رجل وأطول جمل في الجيش وحمل الرجل على الجمل فمر من تحت الضلع دون أن يمسه، وهذا يدل على ضخامة حجم هذا الحوت.
كما أن محجر عينه كان واسعًا جدًا حتى أن مجموعة من الرجال جلسوا فيه، واستخرجوا منه كميات كبيرة من الشحم (الودك).
وكان مع الجيش جراب (وعاء) من التمر، وكان أبو عبيدة رضي الله عنه يعطى كل رجل قبضة (حفنة) من التمر، ثم عندما قل التمر أصبح يعطي كل رجل تمرة واحدة فقط، وعندما نفد التمر تمامًا أحس الجنود بفقده وقيمته.
3. الدروس المستفادة منه:
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: أخذ الجيش بالأسباب بالاستعداد والانتظار، ولكن الرزق جاءهم من حيث لا يحتسبون.
● الصبر على الشدة: صبر الصحابة على الجوع والشدة حتى جاءهم الفرج من الله.
● عظمة قدرة الله تعالى: خلق الله لهذا الحوت الضخم (العنبر) وجعله رزقًا للجيش الجائع.
● الحكمة من الابتلاء: الابتلاء بالجوع جعل الصحابة يقدرون نعمة الطعام ويشكرون الله على رزقه.
● قيادة الحكيمة: حكمة أبي عبيدة رضي الله عنه في توزيع الطعام (التمر) بشكل عادل حتى يستفيد الجميع.
● الاعتدال وعدم الإسراف: حتى مع وفرة اللحم والشحم، كانوا يعطون التمر بشكل مقنن.
● التقوى سبب للرزق: هذه السرية كانت في سبيل الله، فكان الرزق من الله تعالى.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذه السرية تسمى "سرية سيف البحر" وكانت في سنة 8 هـ.
- أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه من كبار الصحابة، ولقبه "أمين الأمة".
- قصة العنبر من الآيات المعجزة التي حدثت للصحابة، والتي تبين كيف أن الله يرزق عباده من حيث لا يعلمون.
- الحديث يدل على جواز أكل لحوم الحيتان والحيوانات البحرية، وهو من الأمور المجمع عليها بين العلماء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الذبائح والصيد (٥٤٩٤)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٣٥: ١٨) كلاهما من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن عمرو (هو ابن دينار) أنه سمع جابرًا يقول فذكره.
والسياق لمسلم، وهو عند البخاري مختصر، لكن زاد في آخره: «فلما اشتدَّ الجوعُ نحر ثلاث جزائر، ثم ثلاث جزائر، ثم نهاه أبو عبيدة».
وقوله: «حتى ثابت أجسامُنا»: أي صلحت كما في البخاري.
وقوله: «في حجاج عينه»: أي وقْب عينه كما في الرواية الآتية أي داخل عينه ونقرتها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش

  • 📜 حديث: بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب