حديث: ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أكل صيد البحر، وطعامه متاعا لكم وللسيارة

عن عبد الله بن عمر قال: أحلت لنا ميتتان ودمان: الجراد والحيتان، والكبد والطحال.

صحيح: رواه البيهقي (١/ ٢٥٤) من حديث ابن وهب، ثنا سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر فذكره.

عن عبد الله بن عمر قال: أحلت لنا ميتتان ودمان: الجراد والحيتان، والكبد والطحال.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث التي تتعلق بأحكام الطعام والحلال والحرام فيه. سأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● أحلت لنا: أي أباحت لنا الشريعة الإسلامية وأذنت لنا بأكلهما.
● ميتتان: أي جيفتان أو ميتتان من الحيوانات، والميتة في الأصل محرمة إلا ما استثني.
● دمان: أي نوعان من الدماء، والدم في الأصل محرم إلا ما استثني.
● الجراد: حشرة معروفة من الحشرات الطائرة.
● الحيتان: جمع حوت، وهي الأسماك التي تعيش في الماء.
● الكبد: عضو في الجسم معروف.
● الطحال: عضو في الجسم معروف أيضًا.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يستثني من التحريم العام للميتة والدم، حيث أن الأصل في الميتة أنها حرام لقوله تعالى: "حرمت عليكم الميتة" (المائدة: 3)، وكذلك الدم المسفوح حرام بنص القرآن. ولكن جاء هذا الحديث ليستثني نوعين من الميتة ونوعين من الدم، فيباح لنا:
● الجراد: وهو من الحشرات، وقد أباحته الشريعة مع أنه يموت دون ذكاة شرعية، لأنه طاهر في نفسه ونافع، وقد ثبتت الإباحة بالحديث الصحيح.
● الحيتان (الأسماك): وهي من حيوانات البحر، وقد أجمع العلماء على أن سمك البحر حلال سواء أكان ميتًا أو مذكى، لأن البحر طهور ماؤه وحل ميتته، كما في الحديث الآخر: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته".
● الكبد والطحال: وهما من الدماء، لكنهما يستثنيان من تحريم الدم لأن الكبد والطحال يعتبران من الأعضاء التي يختزن فيها الدم، وليسا دمًا مسفوحًا، فحلهما من رحمة الله وتيسيره على العباد.
فهذا الحديث من رحمة الله تعالى وتيسيره على المسلمين، حيث أباح هذه الأشياء مع أن أصلها من المحرمات، تخفيفًا وتيسيرًا على الأمة.

3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير ورفع الحرج: الشريعة الإسلامية جاءت بالتيسير ورفع المشقة عن الناس، وهذا الحديث نموذج لذلك.
● استثناء المحلل من المحرم: يجب على المسلم أن يعلم أن هناك استثناءات في الشريعة، فلا يجوز التعميم في التحليل والتحريم دون علم.
● الاعتماد على النصوص الشرعية: في معرفة الحلال والحرام، فلا مكان للهوى أو الآراء الشخصية في تحليل الطعام أو تحريمه.
● نعمة الله تعالى: حيث وسع على عباده في الرزق وأباح لهم طيبات الطعام.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وصححه الألباني وغيره.
- اتفق أهل السنة والجماعة على العمل بهذا الحديث، وهو من الأحاديث التي تدل على سماحة الإسلام.
- ينبغي للمسلم أن يشكر الله على هذه النعم ويحرص على أكل الحلال الطيب.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يزيدنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي (١/ ٢٥٤) من حديث ابن وهب، ثنا سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر فذكره.
قال البيهقي: «هذا إسناد صحيح وهو في معنى المسند».
وكذا قال أيضًا ابن عبد الهادي في التنقيح (٤/ ٦٤٣): «والصحيح في هذا الحديث ما رواه سليمان بن بلال - الثقة الثبت - عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر، أنه قال: «أحلت لنا ميتتان«وهو موقوف في حكم المرفوع» اهـ
وقال ابن القيم في زاد المعاد (٣/ ٣٩٢): «هذا حديث حسن، وهذا الموقوف في حكم المرفوع؛ لأن قول الصحابي: «أحل لنا كذا«وحُرّم علينا» ينصرف إلى إحلال النبي ﷺ.
وقد روي مرفوعًا ولا يصح. رواه ابن ماجه (٣٢١٨)، وأحمد (٥٨٧٢)، والبغوي في شرحه (٢٨٠٣) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ فذكر الحديث، وعبد الرحمن بن زيد ضعيف. قال الإمام أحمد: روى حديثا منكرًا حديث: «أحلت لنا ميتان ودمان». ذكره العقيلي (٢/ ٣٢١).
وأما ما روي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «ما ألقى البحرُ أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه» فهو معلول.
رواه أبو داود (٣٨١٥)، وابن ماجه (٣٢٤٧) عن أحمد بن عبدة، ثنا يحيى بن سليم الطائفي، ثنا إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن جابر .. فذكره.
قال أبو داود: «روى هذا الحديثَ سفيان الثوري، وأيوب، وحماد، عن أبي الزبير أوقفوه على جابر، وقد أُسند هذا الحديث أيضًا من وجهٍ ضعيف عن ابن أبي ذئب، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي ﷺ. اهـ ومن طريق أبي داود رواه البيهقي (٩/ ٢٥٥ - ٢٥٦) وقال: «يحيى بن سليم الطائفي كثير الوهم سيء الحفظ، وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أمية موقوفًا».
ولعله يعني بالغير إسماعيل بن عياش، فقد رواه الدارقطني (٤٧١٦) من طريقه، عن إسماعيل
ابن أمية، عن أبي الزُّبير، عن جابر أنه سمعه يقول: «ما ألقى البحرُ أو حسر عنه من الحيتان فكلْه، وما وجدته طافيا فلا تأكله»، قال الدَّارقطنيّ: «موقوف وهو الصَّحيح».
وقد روي أيضًا من أوجه أخرى مرفوعًا وكلها معلولة، والصحيح أنه موقوف. انظر: سنن البيهقيّ (٩/ ٢٥٦). وأمّا السمك الطافي فانظر تفصيله في المنة الكبرى (٨/ ٢٧٨ - ٢٧٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.

  • 📜 حديث: ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب