حديث: عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جواز أكل الضب

عن أبي الزبير، قال: سألتُ جابرًا عن الضب؟ فقال: لا تطعموه وقذِرَه، وقال: قال عمر بن الخطاب: إن النبي ﷺ لم يحرّمه، إن الله عز وجل ينفع به غير واحد، فإنما طعامُ عامّة الرعاء منه، ولو كان عندي طعمتُه.

صحيح: رواه مسلم في الصيد والذبائح (١٩٥٠) عن سلمة بن شبيب، حدّثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير، فذكره.

عن أبي الزبير، قال: سألتُ جابرًا عن الضب؟ فقال: لا تطعموه وقذِرَه، وقال: قال عمر بن الخطاب: إن النبي ﷺ لم يحرّمه، إن الله ﷿ ينفع به غير واحد، فإنما طعامُ عامّة الرعاء منه، ولو كان عندي طعمتُه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي الزبير أنه سأل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن أكل الضب، فأجابه بعدم تناوله ووصفه بالقذارة، ثم نقل قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك.

شرح المفردات:


● الضب: حيوان بري معروف، يشبه الوزغ (البرص) لكنه أكبر حجماً، يعيش في الصحاري.
● قذره: أي وصفه بالقذارة والاستقذار، من القَذَر وهو النجاسة أو ما يستقذر منه.
● الرعاء: جمع راعٍ، وهم الذين يرعون الإبل والغنم.
● لم يحرّمه: أي لم ينه عن أكله تحريماً.

شرح الحديث:


يذكر جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم أكل الضب، بل تركه دون تحريم، وأن الله تعالى ينفع به غير واحد من الناس، حيث كان طعاماً لعامة الرعاة والبدو في الصحراء لسهولة صيده وتوفره في بيئتهم. ثم بين عمر رضي الله عنه أنه لو كان الضب موجوداً عنده لأكله، مما يدل على جواز أكله عند عمر.
أما استقذار جابر للضب ونهيه عن تناوله، فهو اجتهاد منه أو تقزز شخصي، وليس تحريماً، لأن التحريم يحتاج إلى دليل شرعي، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تحريمه، بل ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قدَّم له الضب على مائدة طعام، لكنه لم يأكل منه، وقال: (إِنَّهُ لَيْسَ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ).

الدروس المستفادة:


1- عدم تحريم ما لم يحرمه الله ورسوله: فالأصل في الأطعمة الإباحة ما لم يرد دليل بالتحريم، والضب لم يحرم، فبقي على أصل الإباحة.
2- احترام اجتهاد الصحابة: فقد كان جابر يستقذر الضب، وعمر يراه جائزاً، وكل منهما يحترم رأي الآخر ما دام لا يخالف النص.
3- مراعاة اختلاف العادات: فما يستقذره شخص قد يكون طعاماً لآخر، depending على البيئة والعادة.
4- التيسير على الناس: حيث أباح عمر أكل الضب لكونه طعاماً للرعاة والفقراء، مما يدل على مراعاة ظروف الناس وحاجاتهم.

معلومات إضافية:


- حكم أكل الضب جائز عند جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) لأنه من حيوانات البر التي لا تستقذر عادة، ولم يرد نص بتحريمه.
- تركه النبي صلى الله عليه وسلم لأكله كان للعافة (عدم الشهية له) لا للتحريم، كما في حديث ابن عباس: (أُكِلَ الضَّبُّ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا أَكَلَ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم).
- ينبغي عدم تحريم ما أباحه الله، وعدم إلزام الآخرين بما نستقذره نحن، مراعاة للاختلاف الشرعي والطبيعي بين الناس.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيد والذبائح (١٩٥٠) عن سلمة بن شبيب، حدّثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب

  • 📜 حديث: عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب