حديث: أكل لحم الضب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في كراهة أكل الضب

عن عبد الرحمن بن شبل: أن رسول الله ﷺ نهي عن أكل لحم الضب.

حسن: رواه أبو داود (٣٧٩٦)، والبيهقي (٩/ ٣٢٦)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٣١١ - مسند عمر بن الخطاب) كلهم من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل فذكره، وإسناده حسن من أجل الكلام في ضمضم بن زرعة الحمصي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.

عن عبد الرحمن بن شبل: أن رسول الله ﷺ نهي عن أكل لحم الضب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ أَكْلِ لَحْمِ الضَّبِّ".
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


* نهى: أي حرَّم أو منع منعًا شديدًا.
* الضَّبُّ: هو حيوان معروف من الزواحف، يعيش في الصحراء، له ذنب طويل وشوكة على ظهره، ويُعرف أيضًا بـ "الضبّ المنزوِي" أو "السحلية الصحراوية".


2. شرح الحديث:


يدل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحم حيوان الضب.
ولكن يجب أن نفهم هذا النهي في إطاره الصحيح، وذلك من خلال جمع الروايات الأخرى في الباب:
وردت روايات أخرى تبين أن النهي كان في بداية الأمر، ثم نسخ هذا النهي لاحقًا. فقد روى الشيخان البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أُكِلَ الضَّبُّ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَا أَكَلَ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ".
وفي رواية أخرى: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه سأل النبي ﷺ: "أحرام هو؟ قال: «لا، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ»". أي أنه ليس بحرام، ولكن لأنه لم يكن موجودًا في أرض قومي (مكة) فأنا لا أشتهيه وأستقذره.
الجمع بين الروايات والراجح عند العلماء:
جمهور العلماء على أن النهي الوارد في حديث عبد الرحمن بن شبل كان في أول الإسلام، ثم نُسخ هذا النهي وأبيح أكل لحم الضب، بدليل فعل الصحابة وأكلهم له على مائدة النبي ﷺ وسكوته عنهم، وتصريحه بأنه ليس بحرام.
فالحكم النهائي الذي استقر عليه الأمر هو إباحة أكل لحم الضب، وكان نهيه ﷺ عنه initially إما للكراهة أو لأنه كان مستقذرًا عند بعض العرب، أو أنه نهي خاص بوقت معين ثم نسخ.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب جمع النصوص في المسألة الواحدة: لا يُفهم حديث واحد بمعزل عن بقية النصوص الواردة في نفس الباب،以免 الوصول إلى حكم غير صحيح. وهذا من أصول الفقه المهمة.
2- نسخ الأحكام: من حكمة الشريعة الإسلامية أنها كانت تشرع الأحكام تدريجيًا، فبعض الأحكام التي نزلت في البداية قد تنسخ بأحكام لاحقة، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده وتيسيره عليهم.
3- التيسير ورفع الحرج: الأصل في الأشياء الإباحة، والتحريم يحتاج إلى دليل صريح وقطعي. والضب من الحيوانات المباحة التي كان بعض العرب يأكلها، فأقرها الإسلام ولم يحرمها.
4- أدب النبي ﷺ: في قوله «وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ» دليل على أدبه العظيم، حيث نسب عدم أكله لطبيعته البشرية (العادة والطبع) وليس لأنه حرام، حتى لا يظن أحد التحريم.
5- اختلاف الطبائع والعادات: يستقذر بعض الناس أكل شيء بينما يعتاده آخرون، وهذا لا يعني تحريم المستقذر، بل هو أمر نسبي يختلف باختلاف البيئات والعادات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم أكل الضب عند جمهور العلماء (الشافعية، والحنابلة، والمالكية) هو الإباحة.
* ذكى الضب كذكاة أي حيوان مباح آخر.
* هذا الحديث من الأمثلة الكلاسيكية التي يذكرها العلماء لبيان أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ في السنة النبوية.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٩٦)، والبيهقي (٩/ ٣٢٦)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٣١١ - مسند عمر بن الخطاب) كلهم من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل فذكره، وإسناده حسن من أجل الكلام في ضمضم بن زرعة الحمصي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث. وإسماعيل بن عياش وإن تكلم فيه غير أن حديثه عن أهل بلده قوي، وهذا منها، وكذا حسّنه أيضًا الحافظ في الفتح (٩/ ٦٦٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكل لحم الضب

  • 📜 حديث: أكل لحم الضب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أكل لحم الضب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أكل لحم الضب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أكل لحم الضب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب