حديث: أكل الجراد مع النبي ﷺ في الغزوات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أكل الجراد

عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع النبي ﷺ سبع غزوات أو ستا، كنا نأكل معه الجراد. وفي رواية: «سبع غزوات» بالجزم.

متفق عليه: رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٤٩٥)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٥٢) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي يعفور، قال: سمعت ابن أبي أوفى فذكره.

عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع النبي ﷺ سبع غزوات أو ستا، كنا نأكل معه الجراد. وفي رواية: «سبع غزوات» بالجزم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النصي الذي رواه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه:
الحديث:
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع النبي ﷺ سبع غزوات أو ستا، كنا نأكل معه الجراد. وفي رواية: «سبع غزوات» بالجزم.


1. شرح المفردات:


● غزونا: خرجنا للقتال في سبيل الله.
● سبع غزوات أو ستا: العدد فيه تردد من الراوي، سبع أو ست غزوات.
● بالجزم: في إحدى روايات الحديث وردت كلمة "سبع" بشكل مؤكد (بالجزم) بدلاً من التردد.
● الجراد: هو الحشرة المعروفة، وكان من الطعام المباح والمتاح في البادية.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، وهو من الصحابة الذين شهدوا الغزوات مع النبي ﷺ. يذكر أنه شارك في ست أو سبع غزوات مع النبي، وكانوا خلال هذه الغزوات يأكلون الجراد معه ﷺ.
والجراد من الطيبات التي أحلها الله تعالى، وقد ثبت أكل النبي ﷺ له، كما في هذا الحديث وغيره. وكان الجراد طعامًا متوفرًا في بعض المناطق، وسهل الاصطياد، مما يجعله مناسبًا للحالات التي يعيش فيها المجاهدون في البرّ ويحتاجون إلى طعام سريع ومغذّ.


3. الدروس المستفادة منه:


● تواضع النبي ﷺ: كان النبي ﷺ يعيش مع أصحابه في الغزوات كواحد منهم، يأكل ما يأكلون، ولا يتعالى عليهم.
● الجراد حلال: وهو من الأطعمة المباحة في الشريعة الإسلامية، وقد أكله النبي ﷺ وأصحابه.
● قلة الزاد في الغزوات: كان الصحابة رضي الله عنهم يتحملون المشاق في الغزو، وكان طعامهم بسيطًا مثل الجراد، مما يدل على صبرهم وإخلاصهم في الجهاد.
● جواز أكل الجراد: فهو من الطيبات، وقد أجمع العلماء على حلّيته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الجراد كان معروفًا في الجزيرة العربية، ويُصطاد ويُؤكل حتى يومنا هذا في بعض البلدان.
- هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يعيش حياة الكفاف والزهد، خاصة في حالات الجهاد.
- روى هذا الحديث الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنّة نبيه ﷺ، وأن يوفقنا لاتباع هديه وسيرته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٤٩٥)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٥٢) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي يعفور، قال: سمعت ابن أبي أوفى فذكره. واللفظ للبخاري.
وفي صحيح مسلم: «وسبع غزوات» يعني من غير شك.
وأما ما روي عن سلمان الفارسي قال: سئل النبي ﷺ عن الجراد فقال: أكثر جنود الله، لا
أكله ولا أحرمه» فهو معلول.
رواه أبو داود (٣٨١٣) عن محمد بن الفرج البغدادي، ثنا ابن الزبرقان، ثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان فذكره.
ورجاله ثقات غير ابن الزبرقان وهو محمد بن الزبرقان أبو همام الأهوازي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، وقد خالف هنا الثقات، فقد رواه الثقات عن سليمان التيمي مرسلا. أي: لم يذكروا سلمان.
وقد أشار أبو داود إلى هذه العلة حيث قال عقب الحديث: «رواه المعتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن النبي ﷺ، لم يذكر سلمان». اهـ
قال الأعظمي: ورواية المعتمر بن سليمان التيمي أخرجها عبد الرزاق (٨٧٥٧) عنه، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، قال: «سئل النبي ﷺ عن الجراد فقال: جند من جنود الله، ليس جند أعظم منه لا أكله ولا أحرمه، وكان يقول: ما لم يحرّم فهو حلال».
وتابعه أيضا يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة (٥/ ١٤٥ - طبعة الحوت) ومحمد بن عبد الله الأنصاري عند البيهقي (٩/ ٢٥٧) كلاهما عن التيمي به مرسلًا.
ورواه أبو داود أيضًا (٣٨١٤)، وابن ماجه (٣٢١٩) من طريق زكريا بن يحيى بن عمارة، عن أبي العوام الجزّاز، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان أن رسول الله ﷺ سئل فقال: مثله. قال أبو داود عقبه: «رواه حماد بن سلمة، عن أبي العوام، عن أبي عثمان، عن النبي ﷺ. لم يذكر سلمان». اهـ
ورواية حماد بن سلمة أولى بالصواب لأنه أوثق.
سئل أبو حاتم عن رواية أبي العوّام هذه الموصولة فقال: «هذا خطأ، الصحيح مرسل ليس فيه سلمان». اهـ. العلل (١٤٩٥).
والخلاصة أن الحديث ضعيف لإرساله، وإن صحّ فليس فيه دليل على التحريم بل فيه دليل على الحل، ولذا قال البيهقي عقب الحديث: «إن صمم هذا ففيه دلالة على الاباحة، فإنه لم يحرمه فقد أحله، وإنما لم يأكله تقذرًا». اهـ

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 22 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكل الجراد مع النبي ﷺ في الغزوات

  • 📜 حديث: أكل الجراد مع النبي ﷺ في الغزوات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أكل الجراد مع النبي ﷺ في الغزوات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أكل الجراد مع النبي ﷺ في الغزوات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أكل الجراد مع النبي ﷺ في الغزوات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب