حديث: لا آكله ولا أحرّمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جواز أكل الضب

عن ابن عمر قال: سأل رجلٌ رسول الله ﷺ وهو على المنبر عن أكل الضب؟ فقال: «لا آكله ولا أحرّمه».

صحيح: رواه مسلم في الصيد والذبائح (١٩٤٣: ٤١) عن محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر قال: سأل رجلٌ رسول الله ﷺ وهو على المنبر عن أكل الضب؟ فقال: «لا آكله ولا أحرّمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سأل رجلٌ رسول الله ﷺ وهو على المنبر عن أكل الضب؟ فقال: «لا آكله ولا أحرّمه».
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● الضب: حيوان زاحف معروف، يشبه الوزغ (البرص) لكنه أكبر حجمًا، وكان يعيش في صحراء الجزيرة العربية ويؤكل عند بعض العرب.
● لا آكله: أي أنا لا آكل هذا الحيوان.
● ولا أحرّمه: لا أجعله حرامًا بمجرد عدم أكلي إياه.


2. شرح الحديث:


السياق والمناسبة:
كان النبي ﷺ يخطب على المنبر -وهو موضع عالٍ للتوجيه والتعليم- فجاءه سائل وسأله عن حكم أكل لحم الضب، فأجابه بهذه الإجابة الموجزة والحكيمة.
المعنى الإجمالي:
بيّن النبي ﷺ في هذا الموقف موقفين:
● موقف شخصي: وهو أنه ﷺ لا يأكل الضب، إما لعدم اعتياده عليه في طعام قومه، أو لاستقذاره إياه، أو لغير ذلك من الأسباب الذاتية.
● موقف تشريعي: وهو أنه لا يحرمه على الأمة، لأنه لم يرد دليل من الله تعالى بتحريمه، فبقي على الأصل وهو الإباحة.
الحكمة من الجواب:
في هذا الجواب فصلٌ بين العادة والعبادة، وبين الذوق الشخصي والحكم الشرعي. فليس كل ما لا يعجب الشخص أو لا يأكله يكون حرامًا على الآخرين، بل الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله.


3. الدروس المستفادة:


1- الفصل بين العادة والعبادة: فعدم فعل النبي ﷺ لشيء لا يعني تحريمه، ما لم يرد النص بالتحريم. وهذا من أدب التعامل مع السنة النبوية.
2- الحكمة في التعليم: أجاب النبي ﷺ وهو في موقف الخطبة بإجابة مختصرة جامعة، تناسب المقام، وتفي بالغرض.
3- الأصل في الأشياء الإباحة: ما لم يرد دليل بالتحريم، فالأطعمة وغيرها مباحة، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29].
4- التيسير ورفع الحرج: الإسلام دين يسر، وليس من التشديد تحريم ما لم يحرمه الله.
5- آداب السؤال والاستفتاء: السائل جاء إلى النبي ﷺ في مكان عام وسأله عن مسألة تهمه، وهذا يدل على جواز السؤال عن أمور الدين، ولو في المجالس العامة.


4. معلومات إضافية:


● الضب في أحاديث أخرى: ورد في بعض الأحاديث أن الضب قد قدم إلى النبي ﷺ على مائدة طعام، فلم يأكله، لكنه لم يمنع أحدًا من أكله، بل قال: «إنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه» (متفق عليه). وهذا يؤكد أن تركه له كان لعادة وليس للتحريم.
● الحكم الشرعي للضب: جمهور العلماء على إباحة أكل الضب، لأنه من حيوانات البر التي لا تستخبث، ولم يرد نص بتحريمه.
● الفرق بين الترك التحريمي والترك العادي: ليس كل ما تركه النبي ﷺ يكون حرامًا، بل قد يتركه لعدم الحاجة، أو للعادة، أو لغير ذلك. والضب مثال واضح على ذلك.


الخلاصة:


حديث ابن عمر رضي الله عنهما يوضح لنا منهجًا نبويًا قويمًا في الفصل بين الذوق الشخصي والحكم الشرعي، ويؤكد على مبدأ الإباحة الأصلية في الأمور، ويدعو إلى التيسير ورفع الحرج عن الأمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيد والذبائح (١٩٤٣: ٤١) عن محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا آكله ولا أحرّمه

  • 📜 حديث: لا آكله ولا أحرّمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا آكله ولا أحرّمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا آكله ولا أحرّمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا آكله ولا أحرّمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب