حديث: النبي ﷺ كان يحب الذراع
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في أطاييب اللحم
متفق عليه: رواه البخاري في الأنبياء (٣٣٤٠)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من طريق أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث بطوله في الشفاعة يوم الحشر.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر جزء من حديث أطول رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو:
> عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي دَعْوَةٍ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ - وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ - فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً، ثُمَّ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟...» الحديث.
1. شرح المفردات:
● دَعْوَةٍ: أي وليمة طعام دُعي إليها النبي ﷺ وأصحابه.
● الذِّرَاعُ: جزء من لحم الشاة (الجزء الأمامي)، وهو من القطع اللذيذة.
● تُعْجِبُهُ: كانت من الطعام الذي يحبه ويستطيبه.
● نَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً: (نهس) بمعنى قضم أو أكل قضمة سريعة. أي أخذ منها أكلة خفيفة.
2. شرح الحديث:
يصف أبو هريرة رضي الله عنه مشهداً إنسانياً جميلاً، حيث كانوا في وليمة طعام مع النبي ﷺ. وقد قُدمت له قطعة لحم (الذراع) التي كان يحبها، فأخذ منها قضمة خفيفة. ثم انتهز ﷺ هذه اللحظة التي يجتمع فيها أصحابه حوله، وهم في حالة من الاسترخاء والأنس، ليعلّمهم أمراً عظيماً يتعلق بيوم القيامة.
فبدأ ﷺ حديثه بسؤال استنهاض للانتباه: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ؟».
ثم شرع في وصف أهوال يوم القيامة، حيث يجمع الله جميع الخلائق في صعيد واحد، وتدنو الشمس منهم، ويبلغ بهم الكرب والغم مبلغاً عظيماً لا يحتمله البشر، فيبحثون عن شفيع يخلصهم من هذا الموقف الرهيب. وفي ذاك الموقف العظيم، يتقدم الأنبياء واحداً تلو الآخر (آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى عليهم السلام) ويعتذرون عن الشفاعة، حتى ينتهي الأمر إلى النبي محمد ﷺ، فيقوم ويشفع للناس عند الله تعالى ليبدأ الحساب، وهذه هي الشفاعة العظمى (المقام المحمود) التي اختص بها ﷺ، والتي هي مصداق قوله تعالى: {عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79]. فهو السيد في ذلك اليوم، لأنه صاحب المقام المحمود والشفاعة العظمى التي تنفع جميع الخلائق.
3. الدروس المستفادة منه:
1- البشريّة والأنسية: الحديث يصور الجانب الإنساني للنبي ﷺ، فهو بشر يحب أنواعاً معينة من الطعام، ويجلس مع أصحابه في الولائم، مما يدل على تواضعه وحسن خلقه ومرونته في التعامل.
2- حكمة النبي ﷺ في التعليم: استغلال المواقف المناسبة لتعليم الناس أهم أمور دينهم، فاختار لحظة اجتماعهم وانشغالهم بالطعام ليحدثهم عن أعظم مشهد سيشهدونه يوم القيامة.
3- عظمة منزلة النبي ﷺ: إثبات علو مكانته عند الله تعالى، واختصاصه بالشفاعة العظمى التي لا ينكرها إلا جاهل أو معاند، وهي من دلائل نبوته وفضله على جميع الخلق.
4- تخويف القلوب من أهوال يوم القيامة: وصف أهوال ذلك اليوم يزرع في القلب الخشية من الله، ويحفز المسلم على الاستعداد بالعمل الصالح.
5- فضل الأمة المحمدية: أن نبيها هو الذي يشفع لها ولجميع الخلائق، مما يدل على عظيم فضل هذه الأمة ومنزلتها عند الله.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل من أصول الاعتقاد في اختصاص النبي ﷺ بالشفاعة العظمى، وهي من الأمور المتفق عليها بين أهل السنة والجماعة.
- الشفاعة أنواع، منها العامة (التي يشفع فيها هو وغيره من الأنبياء والصالحين)، وهذه خاصة به ﷺ وحده.
- الحديث يرد على منكري الشفاعة من الخوارج والمعتزلة وغيرهم.
- فيه دليل على جواز الأكل في الولائم، ومشروعية إجابة الدعوة، ومجالسة الصالحين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن ينالون شفاعة نبيه محمد ﷺ يوم القيامة، وأن يحشرنا في زمرته،
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 127 حديثاً له شرح
- 1 ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب...
- 2 ما أحل الله فهو حلال وما حرم فهو حرام وما...
- 3 ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرّم فهو...
- 4 ما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثم كل
- 5 شربنا من مزادة امرأة مشركة وغسلنا صاحبنا الجنب
- 6 إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا
- 7 إن كان لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكن عليك
- 8 النبي ﷺ كان يحب الذراع
- 9 أعطني الذراع
- 10 ذراع الشاة أحب العراق إلى رسول الله ﷺ
- 11 رسول الله ﷺ لا يحلف على يمين ويأتي الذي هو...
- 12 عن أبي موسى الأشعري: رأيت النبي ﷺ يأكل دجاجا
- 13 أخذ أرنبًا فذبحه وبعث به إلى النبي فقبله
- 14 أمرني بأكلهما
- 15 نهى النبي ﷺ يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخص في...
- 16 أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ونهانا النبي عن الحمار...
- 17 نهانا رسول الله ﷺ عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن...
- 18 كنا نأكل لحوم الخيل ولا نأكل لحوم البغال
- 19 ذبحنا فرسا على عهد رسول الله وأكلناه
- 20 نهى رسول الله ﷺ عن لحوم الحمر وأمر بلحوم الخيل
- 21 تحريم أكل الحمار الاهلي
- 22 أكل الجراد مع النبي ﷺ في الغزوات
- 23 الضبع صيد هي؟ قال: نعم
- 24 سألت رسول الله ﷺ عن الضبع؟ فقال: هو صيد
- 25 لا أدري لعله من القرون التي مسخت
- 26 أكل لحم الضب
- 27 لم يأكل رسول الله ﷺ من الضب ولم ينه عنه
- 28 أمة فقدت أو مسخت فأكفأنا القدور
- 29 الضب أمة مسخت دوابًّا في الأرض
- 30 الضب أمة مسخت من بني إسرائيل
- 31 لست بأكل الضب ولا بمحرمه
- 32 رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض...
- 33 أهدت خالتي إلى النبي ضبابًا وأقطًا ولبنًا
- 34 كلوا أو أطعموا فإنه حلال ولكن ليس من طعامي
- 35 لا آكله ولا أحرّمه
- 36 لا آكله ولا أنهي عنه ولا أحرمه
- 37 عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب
- 38 طعام عامة الرعاء
- 39 إني في غائط مضبة وإنه عامة طعام أهلي
- 40 بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش
- 41 بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرا لقريش
- 42 ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.
- 43 من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها
- 44 ما شبع آل محمد من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام
- 45 ما أشبع رسول الله أهله ثلاثة أيام تباعًا من خبز...
- 46 ما رأى رسول الله ﷺ منخُلاً منذ ابتعثه الله حتى...
- 47 خرج رسول الله ﷺ من الدنيا ولم يشبع من خبز...
- 48 كان النبي ﷺ يبيت طاويا وأهله لا يجدون عشاءً
- 49 ما أكل النبي خبزًا مرققًا ولا شاة مسموطة
- 50 رُدِّيه فيه ثم اعجِنيه
معلومات عن حديث: النبي ﷺ كان يحب الذراع
📜 حديث: النبي ﷺ كان يحب الذراع
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي ﷺ كان يحب الذراع
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي ﷺ كان يحب الذراع
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي ﷺ كان يحب الذراع
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








