حديث: تحريم الخمر بقوله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم الخمر

عن ابن عباس قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ و﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ نسختهما التي في المائدة ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ﴾».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٦٧٢) عن أحمد بن محمد المروزي، ثنا علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ و﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ نسختهما التي في المائدة ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ﴾».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو يشرح لنا منهج القرآن الحكيم في تحريم الخمر، حيث جاء التحريم على مراحل، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده وتيسيره عليهم.

أولاً. شرح المفردات:


● سُكَارَى: جمع سكران، وهو من غَلَبَ عليه السُّكْرُ من شرب الخمر فذهب عقله.
● الْخَمْرُ: كل شراب أسكر كثيره فقليله حرام، وهو ما خامر العقل أي غطاه وستره.
● الْمَيْسِرُ: هو القمار، وهو كل لعب فيه عوض (رهان) من الطرفين.
● نَسَخَتْهُمَا: أي أبطلت حكمهما وأزالته، ورفعت الآيتين السابقتين بحكم التحريم القاطع في سورة المائدة.
● الْأَنْصَابُ: جمع نَصَب، وهي حجارة كان المشركون يذبحون عندها تقرباً لها وتعظيماً.


ثانياً. شرح الأثر وبيان المراحل:


يبيّن ابن عباس رضي الله عنهما أن تحريم الخمر لم يكن دفعة واحدة، بل كان على ثلاث مراحل، وهذا من حكمة الله تعالى في التشريع، حيث كان العرب مولعين بشرب الخمر، فجاء التحريم تدريجياً كي لا ينفروا من الدين، وليتهيأوا نفسياً واجتماعياً لتركها.
المرحلة الأولى: النهي عن الصلاة في حالة السكر.
وهي التي أشار إليها بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ [النساء: 43].
ففي هذه الآية لم يُحرّم الخمر تحريماً قاطعاً، لكنه نَهى عن قربان الصلاة في حال السكر، لأن الصلاة تحتاج إلى حضور القلب والعقل، والسكران لا عقل له. فكان هذا أول تنبيه على قبح الخمر وعاقبته.
المرحلة الثانية: بيان ضرر الخمر ومفاسدها مع الإقرار ببعض المنافع الدنيوية.
وهي التي أشار إليها بقوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا﴾ [البقرة: 219].
ف在这里 بين الله تعالى الحكمة من التحريم، حيث أقر بأن في الخمر والقمار منافع دنيوية ظاهرية (كالكسب المادي أو المتعة العابرة)، لكن ثمَّة إثم كبير ناتج عنهما (من ضياع المال، وزرع العداوة، وإضاعة الصلاة، وغيرها من المفاسد الاجتماعية والأخلاقية)، وأن هذا الإثم أكبر بكثير من أي نفع قد يُجنى. فكانت هذه الآية تهيئة نفسية للمؤمنين ليقارنوا بين الضرر والمنفعة، فيختاروا تركها.
المرحلة الثالثة: التحريم القاطع والمطلق.
وهي الآية التي في سورة المائدة والتي نسخت الحكمين السابقين، وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90].
فهنا جاء التحريم الصريح والقطعي، حيث ساوى الله بين الخمر والميسر وأنصاب الشرك، ووصفها بأنها رِجْس (أي قذارة ونجاسة معنوية) وأنها من عمل الشيطان، ثم أمر بأمر جازم هو فَاجْتَنِبُوهُ (أي اتركوه بالكلية وابعدوا عنه)، وختمت بالحكمة والثمرة من هذا الاجتناب وهو الفلاح في الدنيا والآخرة.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- حكمة التشريع الإسلامي: منهج الإسلام في التدرج في الأحكام، ومراعاة حال الناس ونفسياتهم، مما يجعل قبول الشرع والتزامه أيسر وأكثر ثباتاً.
2- تحريم الخمر تحريماً قاطعاً: الخمر محرمة بإجماع المسلمين، وهي من الكبائر، وكل مسكر حرام سواء قليله أو كثيره.
3- سمو الإسلام: الإسلام لا ينظر إلى المنافع المادية الدنيوية القليلة والعابرة فقط، بل ينظر إلى المصالح الكلية والمفاسد المعنوية والأخلاقية التي تحفظ كرامة الإنسان وعقله ودينه ومجتمعه.
4- الخمر من عمل الشيطان: هدف الشيطان هو إفساد الإنسان وإخراجه من طاعة الله، والخمر من أعظم أدواته في تحقيق هذا الهدف.
5- الفلاح في اجتناب المحرمات: طريق الفلاح والنجاح الحقيقي هو في طاعة الله واجتناب نواهيه، فما من شيء حرمه الله إلا وفي تحريمه خير للعباد.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا النوع من النسخ (وهو نسخ الحكم مع بقاء التلاوة) يسمى "نسخ الحكم دون التلاوة"، فآية البقرة والنساء باقيتان في المصحف تتلىان ويتعبد بقراءتهما، لكن حكمهما منسوخ بالآية المحكمة في سورة المائدة.
- جاءت السنة النبوية مؤكدة لهذا التحريم، ففي الحديث الصحيح: «كُلُّ مُسْ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٦٧٢) عن أحمد بن محمد المروزي، ثنا علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل علي بن الحسين بن واقد فهو مختلف فيه إلا أنه حسن الحديث ما لم يخالف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تحريم الخمر بقوله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب

  • 📜 حديث: تحريم الخمر بقوله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تحريم الخمر بقوله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تحريم الخمر بقوله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تحريم الخمر بقوله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب