حديث: دعاء عمر بن الخطاب في تحريم الخمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التدرج في تحريم الخمر

قال: فدُعِيَ عمرُ، فقرئت عليه قال: اللَّهم بيِّنْ لنا في الخمر بيانا شفاء فنزلت الآية التي في النساء: ﴿ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ فكان منادي رسول الله ﷺ إذا أقيمت الصلاة، ينادي: ألا لا يقربن الصلاة سكران، فُدعيَ عمر فقرئت عليه، فقال: اللَّهم بيّنْ لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت هذه الآية ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [سورة المائدة: ٤١] قال عمر: انتهينا.

صحيح: رواه أبو داود (٣٦٧٠)، والترمذي (٣٠٤٩)، والنسائي (٥٥٤٠)، وأحمد (٣٧٨)، والحاكم (٤/ ١٤٣)، والضياء المقدسي في المختارة (٢٥٦) كلهم من طرق عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي إسحاق، عن أبي مرة عمرو بن شرحبيل، عن عمر فذكره.

قال: فدُعِيَ عمرُ، فقرئت عليه قال: اللَّهم بيِّنْ لنا في الخمر بيانا شفاء فنزلت الآية التي في النساء: ﴿ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ فكان منادي رسول الله ﷺ إذا أقيمت الصلاة، ينادي: ألا لا يقربن الصلاة سكران، فُدعيَ عمر فقرئت عليه، فقال: اللَّهم بيّنْ لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت هذه الآية ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [سورة المائدة: ٤١] قال عمر: انتهينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يفتح علينا من فضله ويرزقنا الفهم في دينه.
هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو جزء من قصة طويلة توضح كيفية تحريم الخمر تدريجياً، مما يظهر حكمة التشريع الإسلامي ومراعاته للطبيعة البشرية.

أولاً. شرح المفردات:


● دُعِيَ عُمَرُ: أُرسل إليه فجاء.
● قُرِئَتْ عليه: قُرِئت الآية القرآنية.
● بياناً شفاء: بياناً واضحاً قطعياً يشفى به الغليل ويزول به الشك.
● سُكَارَى: جمع سكران، وهو من غَلَبَ عليه السكر من شرب الخمر.
● فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ: أي فهل أنتم منتهون عن شربها.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن مرحلة من مراحل تحريم الخمر، والتي لم تُحرم دفعة واحدة، بل نزل التحريم على ثلاث مراحل، حكمةً من الله تعالى ورحمةً بالعباد، لأن العرب كانوا مولعين بشرب الخمر ويصعب عليهم تركها فجأة.
1- المرحلة الأولى (الدعوة إلى تجنب الصلاة في حالة السكر):
- نزلت الآية الكريمة من سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43].
- كان النداء ينادي: "ألا لا يقربن الصلاة سكران". فصار الصحابة يشربون الخمر في الأوقات التي ليست فيها صلاة، ويبتعدون عنها عند قرب وقت الصلاة حتى يزول تأثيرها.
- لم يكن هذا تحريماً كاملاً، بل كان تهيئة للنفوس.
2- المرحلة الثانية (التحريم القطعي):
- دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقُرئت عليه الآية السابقة.
- وكان عمر معروفاً بغيرته على محارم الله، فدعا الله دعاءً خاشعاً: "اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شفاء"، أي اطلب من الله تعالى أن يوضح لنا حكمها بشكل قاطع لا لبس فيه.
- فاستجاب الله دعاء عمر وأمثاله من المؤمنين، فنزلت الآية الكريمة من سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90-91].
- فكانت هذه الآية هي البيان الشافي الذي طلبه عمر، حيث صرحت بأن الخمر "رجس من عمل الشيطان" وأمرت باجتنابها.
3- استجابة الصحابة الفورية:
- لما سمع عمر رضي الله عنه قوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، أجاب بكل إيمان وثبات: "انتهينا".
- ولم يكن هذا انتهاء عمر وحده، بل كان انتهاء الأمة كلها، حيث يروى أن streets المدينة أنهرت بالخمر حين نزلت هذه الآية، فامتثل الجميع لأمر الله فوراً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة التشريع الإسلامي: يظهر من القصة كيف راعى الإسلام الطبيعة البشرية في التدرج في التحريم، مما يسهل على الناس الامتثال ويؤكد أن هذا الدين جاء ليكفل السعادة للبشر في الدنيا والآخرة.
2- فضل الدعاء: دعاء عمر رضي الله عنه بأن يبين الله الحكم بياناً شافياً يعلمنا أهمية لجوء العبد إلى ربه وسؤاله الهداية والتوفيق، وأن الله قريب مجيب.
3- الاستجابة الفورية لأمر الله: الموقف العظيم لعمر والصحابة حيث انتهوا فوراً عن معصية الله بمجرد نزول التحريم، وهو نموذج للإيمان العملي والطاعة المطلقة.
4- منزلة عمر رضي الله عنه: يُستفاد من الحديث مكانة عمر ومنزلته عند الله، حيث استجاب الله دعاءه، وكان موافقاً للوحي في كثير من المواقف، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ".
5- تحريم الخمر تحريماً قاطعاً: الخمر محرمة بإجماع المسلمين، وهي أم الخبائث، وهي مفتاح لكل شر، وقد بينت الآيات ضررها الديني والدنيوي.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الخمر في اللغة: هي ما خامر العقل وغطاه.
- حكم شارب الخمر: أنه يعاقب في الدنيا بحد الجلد، وهو من كبائر الذنوب.
- هذه القصة تروى بأطول من هذا في الصحيحين، وتذكر كيف أن بعض الصحابة كانوا يشربونها ويتسابقون إلى الصلاة، فيقرأ الإمام وهو يلحن في القرآن بسبب السكر، فكان هذا من الأسباب الداعية للتحريم.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته، وأن يجنب
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٧٠)، والترمذي (٣٠٤٩)، والنسائي (٥٥٤٠)، وأحمد (٣٧٨)، والحاكم (٤/ ١٤٣)، والضياء المقدسي في المختارة (٢٥٦) كلهم من طرق عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي إسحاق، عن أبي مرة عمرو بن شرحبيل، عن عمر فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد» وهو كما قال غير أنه اختلف في سماع أبي ميسرة من عمر، فأثبته البخاري وأبو حاتم ومسلم، وقال أبو زرعة: حديثه عن عمر مرسل. المراسيل لابن أبي حاتم (٥١٦).
والمثبت مقدم على النافي كما هو متقرر عند أهل العلم.
كما أعلّه بالإرسال أيضا الترمذي فقال عقب الحديث: «وقد روي عن إسرائيل هذا الحديث مرسلا»، ثم رواه من طريق وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، أن عمر بن الخطاب قال: «اللَّهم بيّن لنا في الخمر بيان شفاء» فذكره بنحوه.
قال: «وهذا أصح من حديث محمد بن يوسف» يعني قوله: عن «عمر بن الخطاب»وفيما قاله نظر؛ وذلك أن محمد بن يوسف لم يتفرد بقوله ذلك، بل تابعه عليه غير واحد، منهم: إسماعيل بن جعفر عند أبي داود، وعبيد الله بن موسى عند النسائي، وخلف بن الوليد عند أحمد، ويحيى بن أبي بكير عند الضياء وغيرهم.
ثم قد توبع إسرائيل أيضا عن قوله «عن عمر» فتابعه زكريا بن أبي زائدة، وسفيان الثوري فيما
ذكره الدارقطني في العلل سؤال (٢٠٧) وأشار إلى بعض الخلاف فيه على أبي إسحاق، ثم قال: «والصواب قول من قال: عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 3 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعاء عمر بن الخطاب في تحريم الخمر

  • 📜 حديث: دعاء عمر بن الخطاب في تحريم الخمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعاء عمر بن الخطاب في تحريم الخمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعاء عمر بن الخطاب في تحريم الخمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعاء عمر بن الخطاب في تحريم الخمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب