ما كان المؤمنون لينفروا كافة

حديث: ما كان المؤمنون لينفروا كافة

عن ابن عباس قال: ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿يَعْمَلُونَ﴾ نَسَخَتْهَا الْآيَةُ الَّتِي تَلِيهَا ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً﴾.

حسن: رواه أبو داود (٢٥٠٥)، - ومن طريقه البيهقي (٩/ ٤٧) - عن أحمد محمد المروزي، حدثني علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم حديث رسوله صلى الله عليه وسلم.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يتعلق ببيان أحد أحكام النسخ في القرآن الكريم، وسأشرحه لك مفصلاً وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● تَنْفِرُوا: تخرجوا للجهاد في سبيل الله.
● يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا: يعاقبكم عقاباً شديداً موجعاً.
● نَسَخَتْهَا: أبطلت حكمها وآثارها.
● كَافَّةً: جميعاً دون استثناء.

2. شرح الحديث:

هذا الأثر ليس حديثاً نبوياً، بل هو *أثر* مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو من أعلم الصحابة بتفسير القرآن.
يشرح ابن عباس رضي الله عنهما الآيتين الكريمتين من سورة التوبة:
- الآية الأولى: قوله تعالى: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [التوبة: 39]. وكان الحكم فيها وجوب النفير (الخروج للجهاد) على كل قادر من المسلمين، وتهديد من يتخلف بعذاب أليم.
- ثم يقول ابن عباس إن هذه الآية نُسِخَت (أي أُبطل حكمها الإلزامي العام) بالآية التي تليها مباشرة في القرآن، وهي قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} [التوبة: 122].
فالآية الثانية بينت أنه لا يصح أن ينفر (يخرج) جميع المؤمنين للجهاد، بل يجب أن تبقى طائفة منهم في المدينة (أو في دار الإسلام) ليتفقهوا في الدين ويعلموا من بقي من الناس، حتى لا يجهل المجتمع أحكام دينه.

3. الدروس المستفادة منه:

1- شرعية النسخ في القرآن: وهو دليل على حكمة الله تعالى، حيث يشرع الأحكام بما يناسب حال الناس وظروفهم، وقد نسخ الله ما شاء بحكمته.
2- تفاضل فروض الكفاية: بينت الآية الثانية أن الجهاد فرض كفاية، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.
3- أهمية طلب العلم ونشره: حيث جعلت الآية الثانية بقاء طائفة للتفقه في الدين وتعليم الناس من الأعمال العظيمة التي تعادل الجهاد في الأهمية في بعض الظروف.
4- فهم القرآن بعضه ببعض: حيث يجب أن تُفهم الآيات في سياقها ولا تؤخذ آية واحدة مع إغلال باقي النصوص.
5- حكمة التشريع الإسلامي: فالتخفيف عن الأمة ومراعاة ظروفها مقصد عظيم من مقاصد الشريعة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا النوع من النسخ يسمى "نسخ العام وتخصيصه" أو "نسخ الإطلاق وتقييده"، حيث خصصت الآية الثانية عموم وجوب النفير على الكل في الآية الأولى.
- العلماء اختلفوا في كون هذا نسخاً حقيقياً أم تخصيصاً، ولكن المعنى المقصود متقارب.
- استدل الفقهاء بهذه الآية على قواعد فرض الكفاية، وأنه إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
- هذا الأثر رواه الإمام البخاري في صحيحه معلقاً، ووصله غيره من المحدثين.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٠٥)، - ومن طريقه البيهقي (٩/ ٤٧) - عن أحمد محمد المروزي، حدثني علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال .. فذكره.
وهذا إسناد حسن من أجل علي بن حسين بن واقد وأبيه؛ فإنهما حسنا الحديث. ويزيد النحوي هو: يزيد بن أبي سعيد المروزي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كان المؤمنون لينفروا كافة

📜 حديث: ما كان المؤمنون لينفروا كافة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما كان المؤمنون لينفروا كافة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما كان المؤمنون لينفروا كافة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما كان المؤمنون لينفروا كافة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية