حديث: غشيت النبي السكينة فوقعت فخذه على فخذي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سقوط فرض الجهاد عن أصحاب الأعذار

عن زيد بن ثابت قال: كنتُ إلى جنب رسول الله ﷺ فغشيته السكينة، فوقعت فخذ رسول الله ﷺ على فخذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله ﷺ، ثم سري عنه فقال: «اكتب». فكتبت في كتف: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية. فقام ابن أم مكتوم، - وكان رجلا أعمى - لما سمع فضيلة المجاهدين فقال: يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين، فلما قضى كلامه غشيت رسول الله ﷺ السكينة، فوقعت فخذه على فخذي، ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى، ثم سري عن رسول الله ﷺ فقال: «اقرأ يا زيد». فقرأت: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ فقال رسول الله ﷺ ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ الآية كلها. قال زيد: فأنزلها الله وحدها، فألحقتها، والذي نفسي بيده، لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في كتف.

حسن: رواه أبو داود (٢٥٠٧)، والحاكم (٢/ ٨١) كلاهما من طريق سعيد بن منصور (وهو في سننه ٢٣١٤) قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه زيد بن ثابت قال .

عن زيد بن ثابت قال: كنتُ إلى جنب رسول الله ﷺ فغشيته السكينة، فوقعت فخذ رسول الله ﷺ على فخذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله ﷺ، ثم سري عنه فقال: «اكتب». فكتبت في كتف: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية. فقام ابن أم مكتوم، - وكان رجلا أعمى - لما سمع فضيلة المجاهدين فقال: يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين، فلما قضى كلامه غشيت رسول الله ﷺ السكينة، فوقعت فخذه على فخذي، ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى، ثم سري عن رسول الله ﷺ فقال: «اقرأ يا زيد». فقرأت: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ فقال رسول الله ﷺ ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ الآية كلها. قال زيد: فأنزلها الله وحدها، فألحقتها، والذي نفسي بيده، لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في كتف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النص الشريف الذي رواه الإمام أحمد والبيهقي وغيرهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● غشيته السكينة: نزل عليه الوقار والهدوء الإلهي الذي يكون عند الوحي.
● فوقعت فخذ رسول الله ﷺ: أصبحت فخده الشريفة مرتكزة على فخذ زيد بن ثابت.
● سري عنه: انكشف عنه ذلك الثقل والحالة التي كانت عليه.
● في كتف: في لوح من الخشب أو العظم كان يُكتَب عليه.
● غير أولي الضرر: الذين لهم عذر شرعي يمنعهم من الجهاد.
● صدع في كتف: شق أو فجوة في اللوح الذي كان يكتب فيه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي زيد بن ثابت رضي الله عنه - وهو أحد كُتَّاب الوحي - واقعة عظيمة من وقائع نزول الوحي على النبي ﷺ، حيث:
1- نزول السكينة: كانت تنزل على النبي ﷺ حالة خاصة من الوقار والثقل عند نزول الوحي، حتى إن فخده الشريفة كانت تثقل جدًا على فخذ زيد رضي الله عنه.
2- كتابة الآية الأولى: أملى النبي ﷺ أول جزء من آية سورة النساء: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 95] بدون استثناء المعذورين في البداية.
3- سؤال ابن أم مكتوم: وكان رجلاً أعمى، فسأل بحكمة: "كيف بمن لا يستطيع الجهاد؟" سؤالاً ينم عن حرصه على معرفة حكم الله.
4- نزول الوحي مرة أخرى: عادت السكينة تغشى النبي ﷺ بنفس الثقل الأول، ثم أملى عليه التتمة التي تستثني أصحاب الأعذار الشرعية.
5- دقة زيد في الرواية: يؤكد زيد رضي الله عنه أنه كتب هذه الزيادة بنفسه ويتذكر مكان كتابتها بدقة، مما يدل على ضبط الصحابة للوحي.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظمة الوحي وثقل نزوله: بيان للحالة التي كان عليها النبي ﷺ عند نزول الوحي.
2- اهتمام الصحابة بالعلم: حرص ابن أم مكتوم على السؤال عن حكم الله مع كونه معذورًا.
3- رحمة الإسلام ومراعاته لأصحاب الأعذار: حيث خفف الله عن أهل الضرر وأعطاهم الأجر الكامل.
4- ضبط الصحابة للوحي: دقة زيد بن ثابت وغيره من كتاب الويث في حفظ القرآن ونقله.
5- جواز سؤال العالم عما يشكل: ولو كان السائل معذورًا لا يشمله الحكم أصلاً.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه الآية نزلت في المدينة المنورة.
- ابن أم مكتوم هو عبدالله بن شريح، من السابقين للإسلام وكان مؤذنًا للرسول ﷺ.
- القعدة هنا تعني القعود عن الجهاد بغير عذر، أما أهل الأعذار فلهم أجر المجاهدين.
- السكينة التي تنزل على النبي ﷺ من علامات النبوة وتأييد الله له.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٠٧)، والحاكم (٢/ ٨١) كلاهما من طريق سعيد بن منصور (وهو في سننه ٢٣١٤) قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه زيد بن ثابت قال .. فذكره.
ورواه أحمد (٢١٦٦٤ - ٢١٦٦٥) عن سليمان بن داود الهاشمي، وسريج بن النعمان كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به.
وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، لا سيما وقد روى عنه هذا الحديث سليمان بن داود، وقد قال ابن المديني: وقد نظرت فيما روى عنه سليمان بن داود الهاشمي فرأيتها مقاربة.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 88 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غشيت النبي السكينة فوقعت فخذه على فخذي

  • 📜 حديث: غشيت النبي السكينة فوقعت فخذه على فخذي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غشيت النبي السكينة فوقعت فخذه على فخذي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غشيت النبي السكينة فوقعت فخذه على فخذي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غشيت النبي السكينة فوقعت فخذه على فخذي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب