حديث: رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
حاضنة رسول الله ﷺ
بأيديهم شيء، وكان الأنصار أهل الأرض والعَقار. فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم، كل عام، ويكفونهم العمل والمؤونة. وكانت أم أنس بن مالك وهي تدعى أم سليم، وكانت أم عبد الله بن أبي طلحة، كان أخًا لأنس لأمه، وكانت أعطت أمُ أنس رسول الله ﷺ عِذاقًا لها. فأعطاها رسول الله ﷺ أم أيمن مولاته، أم أسامة بن زيد.
قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ لما فرغ من قتال أهل خيبر وانصرف إلى المدينة. رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم. قال: فرد رسول الله ﷺ إلى أمي عذاقها. وأعطى رسول الله ﷺ أم أيمن مكانهن من حائطه.
قال ابن شهاب: وكان من شأن أم أيمن، أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب. وكانت من الحبشة. فلما ولدت آمنة رسول الله ﷺ بعد ما توفّي أبوه، فكانت أم أيمن تحضنه، حتى كبر رسول الله ﷺ فأعتقها. ثم أنكحها زيد بن حارثة. ثم توفيت بعد ما توفي رسول الله ﷺ بخمسة أشهر.
متفق عليه: رواه البخاري في الهبة (٢٦٣٠) ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧١: ٧٠) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن هذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه يروي قصة عظيمة من قصص الإخاء والتضحية في المجتمع المسلم الأول، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.
أولاً. شرح المفردات:
● العقار: الأرض والبساتين.
● منائحهم: ما يمنحه الشخص لغيره من مال أو نخل لينتفع به ثم يرده.
● عِذاق: جمع عذق، وهو النخلة بكاملها من أصلها إلى فرعها.
● حائطه: بستانه أو بستانه الخاص.
● وصيفة: خادمة.
● تحضنه: ترعاه وتقوم على تربيته.
ثانيًا. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بوصف الحال عندما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة، وهم فقراء لا يملكون شيئًا، في حين أن الأنصار كانوا يملكون الأرض والبساتين. فما كان من الأنصار إلا أن قدموا أروع مثال في الإخاء والتضحية، حيث اقترحوا على المهاجرين أن يقاسموهم أموالهم، بأن يعطوهم نصف ثمار بساتينهم كل عام، على أن يتكفل الأنصار بالعمل والمؤونة (النفقة).
ثم يذكر أنس بن مالك أن أمه (أم سليم) -وكانت من الأنصار- أعطت رسول الله ﷺ بعض نخيلها (عذاقًا) كمنحة أو هبة، فأعطاها رسول الله ﷺ لأم أيمن (مولاته وأم أسامة بن زيد).
وبعد أن انتهى رسول الله ﷺ من غزوة خيبر وانتصر المسلمون، وفتح الله عليهم بالغنائم، رد المهاجرون ما كانوا قد أخذوه من الأنصار من ثمار ونخيل، شاكرين لهم صنيعهم، معتذرين بأنهم لم يعودوا في حاجة إليه بعد أن وسع الله عليهم. فرد رسول الله ﷺ إلى أم أنس نخلها الذي كان قد أعطاه لأم أيمن، وأعطى بدلاً منه لأم أيمن نخلاً من بستانه الشخصي.
ثم يختم الحديث بذكر قصة أم أيمن، التي كانت خادمة لعبد الله بن عبد المطلب (أبى النبي ﷺ)، وكانت من الحبشة، وقد قامت برعاية النبي ﷺ بعد وفاة أبيه، ثم أعتقها عندما كبر، وتزوجها زيد بن حارثة (مولاه ومن أحب الناس إليه بعد السيدة عائشة رضي الله عنها)، وتوفيت بعد رسول الله ﷺ بخمسة أشهر.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- روح الإخاء والتضحية: الموقف العظيم من الأنصار الذين قدموا أموالهم وثمارهم لإخوانهم المهاجرين دون تردد، وهو مثال حي على قوله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ".
2- الاعتراف بالجميل ورد المعروف: رد المهاجرون المنائح بعد أن اغتنوا، مع شكرهم للأنصار، مما يدل على كرم الأخلاق وعدم استغلال كرم الآخرين.
3- العدل والرحمة من النبي ﷺ: حين رد النخيل إلى أم سليم وأعطى أم أيمن بدلاً منه من ماله الخاص، فلم يضر أحدًا، بل حفظ حقوق الجميع.
4- التقدير لأهل الفضل: أم أيمن التي ربت النبي ﷺ، قد كرمها وأعتقها وزوجها من أحب الناس إليه، مما يدل على أهمية بر من أحسن إلينا.
5- القصة تشير إلى فضل أم أيمن، وهي من النساء اللاتي حظين بمكانة عالية في الإسلام.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذه القصة تمثل ذروة التكافل الاجتماعي في الإسلام، حيث تجسدت مبادئ المواساة والإيثار.
- غزوة خيبر كانت في السنة السابعة للهجرة، وكانت من الغزوات المهمة التي فتح الله فيها على المسلمين.
- أم أيمن (بركة الحبشية) كانت من أوائل المؤمنات، وهاجرت الهجرتين، وهي من أهل الجنة كما ورد في بعض الأحاديث.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتخلقون بأخلاق النبي ﷺ وصحابته الكرام، وأن نتعلم من دروس الإخاء والتضحية في مجتمعاتنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقوله: قال ابن شهاب. هذا مرسل.
وقوله: ثم توفيت بعد ما توفي رسول الله ﷺ بخمسة أشهر.
هذا يعارض ما أخرجه ابن سعد في طبقاته (٨/ ٢٢٦) بإسناد صحيح عن طارق بن شهاب قال: لما قبض النبي ﷺ بكتْ أم أيمن. فقيل لها: ما يبكيك؟ قالت: أبكي على خبر السماء.
وبإسناده قال: لما قُتل عمر بكت أم أيمن. فقيل لها: فقالت: اليوم وهَى الإسلامُ. وقال الواقدي: ماتت أم أيمن في خلافة عثمان.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة «أم أيمن» «وجمع ابن السكن بين القولين بأن التي ذكرها الزهري هي مولاة النبي ﷺ، وأن التي ذكرها طارق بن شهاب هي مولاة أم حبيبة، وأن كلا منهما كان اسمها بركة، وتكنى أم أيمن، وهو محتمل على بعده». انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 30 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 5 إن الله اصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني...
- 6 معنى: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا...
- 7 صوم يوم الاثنين ويوم ولدت فيه
- 8 ولدت أنا ورسول الله عام الفيل
- 9 وُلِدَ النبي ﷺ عام الفيل
- 10 ولدت أنا ورسول الله ﷺ عام الفيل
- 11 خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ
- 12 رأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت...
- 13 يهودي يبشر قريشًا بمولد النبي محمد ﷺ
- 14 أبو لهب أعتق ثويبة فأرضعت النبي ﷺ
- 15 لا تتزوج ابنة أخي من الرضاعة
- 16 خرج مني نور أضاءت له قصور الشام
- 17 قصة شق صدر النبي ﷺ
- 18 شق صدر النبي وغسله
- 19 فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل
- 20 أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب
- 21 أنا محمد وهم يلعنون مذمما
- 22 أنا محمد وأحمد والمقفّي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
- 23 أنا محمد وأنا أحمد والحاشر والمقفي ونبي الرحمة
- 24 تسمّوا باسمي ولا تكنّوا بكُنيتي
- 25 أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي
- 26 تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
- 27 أبي وأباك في النار
- 28 استأذنت ربي في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي
- 29 قبر أمي سألت ربي الاستغفار فلم يأذن لي
- 30 رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
- 31 سماه محمدا يوم سابعه
- 32 النبي ﷺ ينقل الحجارة في بناء الكعبة
- 33 هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين
- 34 ما من نبي إلا وقد رعى الغنم
- 35 يا رسول الله! كأنك رعيت الغنم؟
- 36 شهدت مع عمومتي حلف المطيبين
- 37 لا حلف في الإسلام
- 38 ما شهدت من حلف قريش إلا حلف المطيبين
- 39 استأجرت خديجة رسول الله سفرتين إلى جرش
- 40 أول رجل يطلع من الفج أتاكم الأمين
- 41 قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط
- 42 بناء قريش للكعبة وخروج الحية منها
- 43 لا تمس الأصنام
- 44 لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا
- 45 رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
- 46 قريش تقف بالمزدلفة وتقول نحن قطن البيت
- 47 كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافا
- 48 أعجب ما جاءتك به جنيتك في الجاهلية
- 49 الجار اليهودي يتنبأ ببعثة النبي قبل مبعثه
- 50 حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم
- 51 بُعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا
- 52 حجر بمكة كان يسلم على النبي قبل البعثة
- 53 بدء نبوة رسول الله ﷺ وجواره في حراء
- 54 خروج زيد بن عمرو بن نفيل إلى الشام يسأل عن...
معلومات عن حديث: رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
📜 حديث: رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








