حديث: قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في وضعه ﷺ الحجر الأسود عند بناء الكعبة وهو في خمس وثلاثين سنة

عن علي بن أبي طالب قال: فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه. فقالوا: نحكم بيننَا أول رجل يخرج من هذه السكة. فكان رسول الله ﷺ أول من خرج عليهم، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط، ثم ترفعه جميع القبائل كلهم، ثم أخذه رسول الله ﷺ فوضعه.

حسن: رواه الحاكم (١/ ٤٥٨، ٤٥٩) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٥٦، ٥٥) كلاهما من حديث سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن علي بن أبي طالب فذكره في قصة طويلة.

عن علي بن أبي طالب قال: فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه. فقالوا: نحكم بيننَا أول رجل يخرج من هذه السكة. فكان رسول الله ﷺ أول من خرج عليهم، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط، ثم ترفعه جميع القبائل كلهم، ثم أخذه رسول الله ﷺ فوضعه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره:

نص الحديث:


عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه. فقالوا: نحكم بيننَا أول رجل يخرج من هذه السكة. فكان رسول الله ﷺ أول من خرج عليهم، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط، ثم ترفعه جميع القبائل كلهم، ثم أخذه رسول الله ﷺ فوضعه."


1. شرح المفردات:


● يرفعوا الحجر الأسود: يقصد به وضع الحجر في مكانه في جدار الكعبة بعد إعادة بنائها.
● اختصموا فيه: تنازعوا وتشاجروا حول من يحظى بشرف رفعه ووضعه في مكانه.
● السكة: الطريق أو الزقاق.
● مرط: ثوب أو رداء (كِساء) من الصوف أو غيره.
● ترفعه جميع القبائل: يشترك جميع زعماء القبائل في رفعه.


2. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة حدثت قبل البعثة النبوية، حينما أرادت قريش إعادة بناء الكعبة بعد أن تضررت بسبب سيول جارفة. فلما وصلوا إلى موضع الحجر الأسود، اختلفوا فيمن ينال شرف وضعه في مكانه، وكادت أن تقع فتنة بينهم بسبب التنافس على هذا الشرف العظيم.
فاقترحوا أن يحكموا أول شخص يخرج عليهم من طريق قريب، فكان النبي محمد ﷺ - وكان معروفًا بينهم بالصدق والأمانة حتى سموه "الصادق الأمين" - أول من خرج عليهم. فلما رأوه فرحوا واطمأنوا إليه، فحكم بينهم بحكمة بالغة؛ حيث أمر أن يُبسط ثوب (مرط) ويوضع الحجر فيه، ثم أمر أن تمسك كل قبيلة بطرف من الثوب ويرفعوه جميعًا، حتى إذا بلغوا الموضع، أخذه النبي ﷺ بيده الشريفة ووضعه في مكانه.


3. الدروس المستفادة:


● الحكمة في حل النزاعات: النبي ﷺ قدم حلًا عمليًا يرضي جميع الأطراف، ويجنبهم الفتنة، وهذا يدل على أهمية الحكمة والذكاء في فض المنازعات.
● العدل والإنصاف: لم يحابِ النبي ﷺ قبيلته أو أي طرف، بل قدم حلًا عادلًا يشعر الجميع بأنهم شركاء في الشرف.
● التعاون والأخوة: الحل الذي قدمه النبي ﷺ يعزز روح التعاون والتآلف بين القبائل، بدل التنازع والفرقة.
● مكانة النبي ﷺ قبل البعثة: كان معروفًا بالصدق والأمانة حتى إن قريشًا احتكموا إليه قبل نزول الوحي.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ أخذ بالأسباب الحكيمة، وكان متوكلًا على الله في حل هذه المشكلة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحدث من دلائل نبوة النبي ﷺ، حيث اتفقت قريش على احتكامهم إليه قبل البعثة، مما يدل على ثقتهم العالية فيه.
- الحجر الأسود هو حجر من الجنة، كما ورد في الأحاديث الصحيحة، وهو ياقوتة من يواقيت الجنة.
- قصة إعادة بناء الكعبة ووضع الحجر الأسود كانت سببًا في إظهار حكمة النبي ﷺ وعدله، مما مهّد لقبول دعوته لاحقًا.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٤٥٨، ٤٥٩) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٥٦، ٥٥) كلاهما من حديث سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن علي بن أبي طالب فذكره في قصة طويلة.
قال الحاكم: وله شاهد صحيح على شرطه (يعني مسلمًا).
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل خالد بن عَرعرة فإنه حسن الحديث إلا أنه ليس من رجال مسلم، ويشهد له مرسل الزهري.
رواه البيهقي في الدلائل من طريق يعقوب بن سفيان قال: حدثني أصبغ بن فرج، قال: أخبرني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: لما بلغ رسول الله ﷺ الحلم أجمرتْ امرأة الكعبة، وطارت شرارة من مجمرتها في ثياب الكعبة فاحترقتْ. فهدموها، حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن. اختصمت قريش في الركن. أي القبائل تلي رفعه؟ فقالوا: تعالوا نُحكم أول من يطلع علينا. فطلع عليهم رسول الله ﷺ وهو غلام عليه وشاح نمرة. فحكموه - فأمر بالركن فوضع في ثوب، ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاها ناحية من الثوب، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن. فكان هو يضعه، حتى دعوه الأمين قبل أن ينزل عليه وحي، فطفقوا لا ينحرون جزورًا إلا التمسوه فيدعو لهم فيها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط

  • 📜 حديث: قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب