حديث: معنى: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ذكر نسبه الشريف
حسن: رواه ابن ماجه (٢٦١٢) وأحمد (٢١٨٣٩) والضياء في المختارة (١٤٨٨، ١٤٨٩) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٨٩٧، ٢٤٢٥) كلهم من حديث حماد بن سلمة، عن عقيل بن طلحة السلمي، عن مسلم بن هيْصم، عن الأشعث بن قيس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو من الأحاديث التي تُظهر شرف النسب والنبل في التعامل.
شرح الحديث:
الراوي: هو الأشعث بن قيس الكندي، صحابي جليل من قبيلة كندة، كان من وجهاء قومه، أسلم وحسن إسلامه.
السياق: قدم الأشعث بن قيس مع وفد من قبيلته (كندة) على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان في الوفد من هو أكبر منه سنًّا أو مكانة، فتواضع وقال: "لا يرون أني أفضلهم"، ثم خاطب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "يا رسول الله! إنا نزعم أنك منا"، أي: نحن نعتقد أنك من نسبنا وقرابتنا (وقبيلة كندة كانت تدعي أن النبي منها).
رد النبي صلى الله عليه وسلم: فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: «نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمّنا ولا ننتفي من أبينا».
1. شرح المفردات:
● نزعم: نعتقد، ندّعي.
● بني النضر بن كنانة: هذا هو النسب الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (وهو قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة.
● لا نقفو أمنا: "قفا" يعني اتبَعَ، والمقصود هنا: لا ننسب أنفسنا إلى غير أبينا، ولا ننتسب إلى أمهاتنا ونترك آباءنا. وقيل: لا نكذب على أمهاتنا.
● لا ننتفي من أبينا: "انتفى" يعني أنكر، أي لا ننكر نسبنا إلى آبائنا، ولا ندعي غيرهم.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الأشعث بن قيس أن وفده من قبيلة كندة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم منهم، فيرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ردًّا جميلاً فيه تواضع وحكمة، فيقرر نسبه المعروف والمشهور الذي لا شك فيه، وهو نسب قريش من بني النضر بن كنانة، ويؤكد على أهمية حفظ الأنساب وعدم إنكارها أو الادعاء بما ليس منها.
3. الدروس المستفادة منه:
1- التواضع: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم في ردّه على الوفد، حيث لم يغضب أو يرفض دعواهم بطريقة جافة، بل بين لهم نسبه بلطف.
2- الحفاظ على الأنساب: الحديث يؤكد على أهمية معرفة النسب الصحيح وعدم الادعاء بنسب غير صحيح، وهذا من حفظ الأصول والشرف.
3- الأدب في الرد: النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: "كذبت" أو "أنتم مخطئون"، بل صحح المعلومة بأدب جم.
4- الفخر بالنسب الشريف: النسب النبوي الشريف معروف ومشهور، وهو من بني هاشم من قريش، وهذا لا ينقص من قدر القبائل الأخرى، لكنه بيان للحقيقة.
5- عدم الانتساب إلى غير الآباء: النهي عن الانتساب إلى غير الأب الحقيقي، وهذا من صيانة الأنساب وحفظها.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا نقفو أمّنا» قد يكون إشارة إلى أن بعض القبائل في الجاهلية كانت تنتسب إلى الأمهات أحيانًا، أو تدعي نسبًا غير صحيح، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
- هذا الحديث يرد على من يحاول أن يدعي للنبي صلى الله عليه وسلم نسبًا غير نسبه المعروف، ويؤكد أن نسبه صلى الله عليه وسلم أشرف الأنساب وأطهرها.
- فيه إشارة إلى أن الوفد كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ويودون أن يكون منهم، فأرشدهم إلى الأدب في الانتساب.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل مسلم بن هيصم فإنه حسن الحديث.
فكان الأشعث بن قيس يقول: لا أوتى برجل نفى رجلا من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته.
قوله: «إنا نزعم أنك منا» قيل: لأن النبي ﷺ كانت له جدة من كندة، هي أم كلاب بن مرة فذلك ما أراد الأشعث.
قوله: «لا نقفو أمنا» أي لا نتبع الأمهات في الانتساب، ونترك الآباء.
وقيل: معناه لا نتهمها ولا نقذفها، مِن قفاه، إذا قذفه بما ليس فيه.
وأما ما رُوي عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت يا رسول الله! إن قريشًا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مَثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي ﷺ: «إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا، وخيرهم بيتًا» فهو ضعيف.
رواه الترمذي (٣٦٠٧) عن يوسف بن موسى البغدادي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب، فذكره. قال الترمذي: «حديث حسن».
قال الأعظمي: يزيد بن أبي زياد ضعيف باتفاق من أهل العلم، وقد وُصف بسوء الحفظ، ومما يدل على سوء حفظه أنه روى هذا الحديث بألوان: فمرة رواه كما مضى وأخرى عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب، عن ربيعة قال: بلغ النبي ﷺ أن قومًا نالوا منه وقالوا له: إن مَثل محمد كمثل نخلة نبتت في كناس. فغضب رسول الله ﷺ، فذكر نحوه.
رواه الحاكم (٣/ ٢٤٧) من وجه آخر عن يزيد بن أبي زياد بإسناده فذكره وسكت عليه الحاكم.
وأخرى عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة قال: جاء العباس إلى رسول الله ﷺ فكأنه سمع شيئًا. فقام النبي ﷺ على المنبر فقال: «من أنا؟» قالوا: أنت رسول الله قال: «أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم فرقة، ثم جعلني فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعل قبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا وخيرهم نفسًا».
رواه أيضا الترمذي (٣٦٠٨) عن محمد بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد عن عبيد الله بن الحارث بإسناده فذكره ورواه الترمذي أيضا (٣٥٣٢) بالإسناد نفسه وقال فيه: «وخيرهم نسبًا» بدلا من «وخيرهم نفسًا»، ورواه أحمد (١٧٨٨) عن أبي نعيم، عن سفيان به مثله.
ثم رواه أيضا الترمذي (٣٧٥٨) عن قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله ﷺ مغضبًا وأنا عنده فقال: «ما أغضبك؟» قال: ما لنا ولقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبْشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله ﷺ حتى احمر وجهه ثم قال: والذي نفسي بيده! لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم الله ورسوله ثم قال: «يا أيها الناس! من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه».
قال الترمذي في الروايات السابقة: «حسن»، وقال في هذه الرواية: «حسن صحيح».
ورواه أحمد (١٧٧٢) والحاكم (٣/ ٣٣٣) كلاهما من وجه آخر عن يزيد بن أبي زياد بإسناده مختصرًا، وسكت عليه الحاكم، وهذا كله يدلّ على اضطراب يزيد بن أبي زياد كما قلت.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 6 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 1 كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه
- 2 إذا سرّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين...
- 3 عمرو بن لحي يجر قصبه في النار
- 4 أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟
- 5 إن الله اصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني...
- 6 معنى: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا...
- 7 صوم يوم الاثنين ويوم ولدت فيه
- 8 ولدت أنا ورسول الله عام الفيل
- 9 وُلِدَ النبي ﷺ عام الفيل
- 10 ولدت أنا ورسول الله ﷺ عام الفيل
- 11 خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ
- 12 رأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت...
- 13 يهودي يبشر قريشًا بمولد النبي محمد ﷺ
- 14 أبو لهب أعتق ثويبة فأرضعت النبي ﷺ
- 15 لا تتزوج ابنة أخي من الرضاعة
- 16 خرج مني نور أضاءت له قصور الشام
- 17 قصة شق صدر النبي ﷺ
- 18 شق صدر النبي وغسله
- 19 فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل
- 20 أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب
- 21 أنا محمد وهم يلعنون مذمما
- 22 أنا محمد وأحمد والمقفّي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
- 23 أنا محمد وأنا أحمد والحاشر والمقفي ونبي الرحمة
- 24 تسمّوا باسمي ولا تكنّوا بكُنيتي
- 25 أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي
- 26 تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
- 27 أبي وأباك في النار
- 28 استأذنت ربي في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي
- 29 قبر أمي سألت ربي الاستغفار فلم يأذن لي
- 30 رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
- 31 سماه محمدا يوم سابعه
- 32 النبي ﷺ ينقل الحجارة في بناء الكعبة
- 33 هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين
- 34 ما من نبي إلا وقد رعى الغنم
- 35 يا رسول الله! كأنك رعيت الغنم؟
- 36 شهدت مع عمومتي حلف المطيبين
- 37 لا حلف في الإسلام
- 38 ما شهدت من حلف قريش إلا حلف المطيبين
- 39 استأجرت خديجة رسول الله سفرتين إلى جرش
- 40 أول رجل يطلع من الفج أتاكم الأمين
- 41 قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط
- 42 بناء قريش للكعبة وخروج الحية منها
- 43 لا تمس الأصنام
- 44 لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا
- 45 رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
- 46 قريش تقف بالمزدلفة وتقول نحن قطن البيت
- 47 كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافا
- 48 أعجب ما جاءتك به جنيتك في الجاهلية
- 49 الجار اليهودي يتنبأ ببعثة النبي قبل مبعثه
- 50 حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم
معلومات عن حديث: معنى: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا
📜 حديث: معنى: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: معنى: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: معنى: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: معنى: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








