حديث: خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما ظهر من المعجزات عند مولد النبي ﷺ -

عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله ﷺ: «إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين ترين».
وفي رواية: «ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٧١٥٠)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٦٢٩)، والبزار - كشف الأستار (٢٣٦٥) -، والبيهقي في الدلائل (٢/ ١٣٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٤٠٤)، والحاكم (٢/ ٦٠٠)
كلهم من طرق عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال، عن العرباض بن سارية، فذكره.

عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله ﷺ: «إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم ﵇ لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين ترين».
وفي رواية: «ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ التي تثبت ختم النبوة به، وتبين مكانته عند الله تعالى قبل خلقه لآدم عليه السلام.

أولاً. شرح المفردات:


● لخاتم النبيين: أي آخرهم، الذي ختم بهم ولم يبق بعده نبي.
● لمنجدل في طينته: "لمنجدل" أي ملقى على الأرض، و"طينته" المادة التي خُلق منها، أي أن آدم لم يُخلق بعد وكان لا يزال طيناً.
● سأنبئكم بأول ذلك: سأخبركم بالدلائل الأولى على نبوتي وفضلي.
● دعوة أبي إبراهيم: أي دعاء النبي إبراهيم عليه السلام.
● بشارة عيسى بي: النبوءة التي أخبر بها عيسى عليه السلام عن مجيئي.
● رؤيا أمي: المنام الذي رأته أم النبي ﷺ آمنة بنت وهب حين حملت به.
● قصور الشام:指 المباني والقصور العالية في بلاد الشام (سوريا والأردن وفلسطين ولبنان اليوم).

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بحقيقتين عظيمتين:
1- أولاهما: تأكيد أنه خاتم النبيين والمرسلين، لا نبي بعده. وهذا ثابت في القرآن الكريم في قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]. والعجيب أنه ﷺ يخبر أن هذه المكانة كانت ثابتة له في علم الله تعالى قبل خلق آدم عليه السلام، وهو ما تشير إليه العبارة "وإن آدم لمنجدل في طينته".
2- ثانيتهما: يذكر ﷺ بعض الأدلة والعلامات التي سبقت بعثته، والتي كانت بمثابة إعلانات وإرهاصات لبشارة مجيئه، وهي:
● دعوة أبي إبراهيم: وهي دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام في قوله: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: 129]. فكان محمد ﷺ هو المستجاب لتلك الدعوة المباركة.
● بشارة عيسى: وهي قول عيسى عليه السلام كما في القرآن: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]. وهذه البشارة مذكورة أيضاً في الإنجيل.
● رؤيا أمه: فقد رأت آمنة بنت وهب حين حملت به ﷺ أنه خرج منها نور عظيم أضاءت له قصور الشام. وهذا النور هو نور النبوة والهداية الذي جاء به ﷺ ليهدي العالمين.
ويختم ﷺ بقوله: "وكذلك أمهات النبيين ترين"، أي أن رؤية الأمهات لعلامات خارقة عند حملهم بأنبيائهم كانت سنة ماضية، كرؤيا أم موسى وغيرها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة مكانة النبي ﷺ وعلو قدره عند الله تعالى، حيث كتبه الله نبياً وخاتماً للأنبياء قبل أن يخلق الخليقة بأكملها.
2- إثبات عقيدة ختم النبوة، وهي من أصول الإيمان، فمن ادعى النبوة بعد محمد ﷺ فهو كاذب دجال.
3- بيان حكمة الله تعالى في إعداد البشرية لاستقبال خاتم الأنبياء، عبر قرون من الدعوات والبشارات.
4- التأكيد على معجزة القرآن في إخباره عن هذه البشارات السابقة، والتي وجدت في كتب أهل الكتاب، مما يثبت صدق نبوة محمد ﷺ.
5- التسليم بقدر الله تعالى وعلمه السابق، حيث قدر مقادير الخلائق قبل وجودهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني: حديث صحيح.
- قصة الرؤيا وردت في كتب السيرة بتفصيل أكثر، حيث رأت آمنة في المنام كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى في الشام.
- هذه الإرهاصات (العلامات السابقة للمبعث) من دلائل نبوته ﷺ، والتي يراها الله ليكون لها أثر في تهيئة النفوس لاستقباله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، المعظمين لشأنه، المقتفين أثره، وأن يحشرنا في زمرته تحت لوائه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٧١٥٠)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٦٢٩)، والبزار - كشف الأستار (٢٣٦٥) -، والبيهقي في الدلائل (٢/ ١٣٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٤٠٤)، والحاكم (٢/ ٦٠٠)
كلهم من طرق عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال، عن العرباض بن سارية، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد شاهد للحديث الأول». وهو حديث خالد بن معدان الآتي ذكره.
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (١/ ٤٢): «إسناده حسن إن شاء الله».
قال الأعظمي: وهو كما قالوا: وإن كان فيه سعيد بن سويد الكلبي لم يوثّقه غير ابن حبان فإنه لا بأس به كما قال البزار.
قال الأعظمي: لأنه كان معروفًا في عصره، وله قصة مع عمر بن عبد العزيز كما في «التعجيل» وقال: روى عنه معاوية بن صالح، وأبو بكر بن أبي مريم، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال البخاري: «لم يصح حديثه» يعني الذي رواه معاوية بن صالح عنه مرفوعًا: «إني عبد الله وخاتم النبيين ..».
وخالفه ابن حبان والحاكم فصحّحاه. وذكر ابن سعد أنه صلى مع عمر بن عبد العزيز. فذكر قصة فيها قول عمر: أفضل العفو عند القدرة. وأفضل القصد عند الحِدّة. وأخرجها ابن أبي الدنيا ووصف سويدًا أنه كان ولي حرس عمر بن عبد العزيز. انتهى.
وكذلك فيه عبد الأعلى بن هلال روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقد أخطأ بعض الرواة فقالوا: «عبد الله بن هلال السلمي»، والصواب ما ذكرته وقد سقط في بعض المصادر، والصواب إثباته.
وقوله: «المنجدل» أي مُلقى.
وقوله: «دعوة إبراهيم» يعني به قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ [البقرة: ١٢٩].
وقوله: «وبشارة عيسى» يعني به قوله تعالى: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: ٦].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ

  • 📜 حديث: خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب