حديث: سماه محمدا يوم سابعه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي في ختان رسول الله ﷺ -

روي عن ابن عباس «أن عبد المطلب ختن النبي ﷺ يوم سابعه، وجعل له مأدبة وسماه محمدًا».

ضعيف: رواه ابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ٦١) عن أحمد بن محمد، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا يحيى بن أيوب بن بادي العلاف، حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، قال: حدثني الوليد بن مسلم، عن شعيب - يعني ابن أبي حمزة، عن عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

روي عن ابن عباس «أن عبد المطلب ختن النبي ﷺ يوم سابعه، وجعل له مأدبة وسماه محمدًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الذي روي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:

نص الحديث:


"روي عن ابن عباس «أن عبد المطلب ختن النبي ﷺ يوم سابعه، وجعل له مأدبة وسماه محمدًا»."


1. شرح المفردات:


● عبد المطلب: هو جد النبي ﷺ وأشرف قريش وسيدها، وكان يحظى بمكانة عظيمة في مكة.
● ختن: أي أجرى له الختان، وهو قطع القلفة التي على الذكر تطهيرًا له.
● يوم سابعه: أي في اليوم السابع من ولادته ﷺ.
● مأدبة: وليمة أو طعام يدعى إليه الناس، وهي من سنن المولود.
● سماه محمدًا: اختار له هذا الاسم الكريم.


2. شرح الحديث:


هذا الأثر يروي جانبًا من سيرة النبي ﷺ في طفولته، حيث تكفل به جده عبد المطلب بعد وفاة أبيه عبد الله، وقام بسنن المولود التي كانت معروفة في العرب، ومنها:
● الختان في اليوم السابع: وهذا من الأمور التي حافظ عليها العرب، وكانت من سنن الفطرة.
● تسميته محمدًا: وهو اسم غير مألوف لدى العرب في ذلك الوقت، وقد سألوا عبد المطلب عن سبب تسميته بهذا الاسم، فقال: "أردت أن يحمده الله في السماء، ويحمده الخلق في الأرض".
● إقامة المأدبة: وهي الوليمة التي تُصنع للمولود، ويُدعى إليها الناس، إظهارًا للفرح والسرور.


3. الدروس المستفادة:


● العناية بالطفل منذ ولادته: وذلك بإجراء سنن الفطرة كالختان، وتطييب الاسم، وإظهار الفرح به.
● اختيار الاسم الحسن: فاسم "محمد" من أحب الأسماء إلى الله، وهو من الأسماء التي تحمل معانيَ عظيمة.
● إطعام الطعام إظهارًا للفرح: وهي سنة مستحبة عند قدوم المولود.


4. معلومات إضافية:


- هذا الأثر رواه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في دلائل النبوة، وهو من الأحاديث التي تُذكر في سيرة النبي ﷺ.
- الختان من سنن الفطرة التي جاءت بها الشرائع، وهو من خصال الفطرة التي حث عليها الإسلام.
- تسمية النبي ﷺ بـ "محمد" كانت بمشورة إلهية، حيث رأت أمه آية في المنام، وأُمر عبد المطلب بتسميته بهذا الاسم.

أسأل الله أن ينفعنا بسيرة نبيه ﷺ، وأن يوفقنا لاتباع سنته.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ٦١) عن أحمد بن محمد، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا يحيى بن أيوب بن بادي العلاف، حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، قال: حدثني الوليد بن مسلم، عن شعيب - يعني ابن أبي حمزة، عن عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال ابن عبد البر: حديث مسند غريب.
قال يحيى بن أيوب: طلبت هذا الحديث فلم أجده عند أحد من أهل الحديث ممن لقيته إلا عند ابن أبي السري» انتهى قول ابن عبد البر.
قال الأعظمي: فيه الوليد بن مسلم مدلس كان يدلس تدليس التسوية.
والراوي عنه محمد بن أبي السري وهو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني، المعروف بابن أبي السري مختلف فيه، فوثّقه ابن معين. وقال أبو حاتم: «لين الحديث»، وقال ابن عدي: «كثير الغلط».
فمثله لا يُقبل تفرده.
✅ ورُوي عن العباس بن عبد المطلب قال: ولد النبي ﷺ مختونًا مسرورًا. قال: وأعجب ذلك عبد المطلب، وحظي عنده وقال: ليكونن لابني هذا شأن فكان له شأن.
رواه ابن سعد في الطبقات (١/ ١٠٣) عن يونس بن عطاء المكي أخبرنا الحكم بن أبان العدني، أخبرنا عكرمة، عن ابن عباس، عن أبيه عباس بن عبد المطلب، فذكره.
وقوله: «مسرورًا»: يعني مقطوع السرة.
ورواه أبو نعيم في الدلائل (١/ ١٩٢) والبيهقي في الدلائل (١/ ١١٤) كلاهما من حديث يونس بن عطاء المكي بإسناده.
قال الأعظمي: يونس بن عطاء المكي ضعيف جدًّا يروي الموضوعات ولا يجوز الاحتجاج بخبره. «الميزان» (٤/ ٤٢٨).
قال ابن حبان في المجروحين (١٢٤٣): «يروي العجائب، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد».
✅ وفي الباب ما روي عن أنس بن مالك مرفوعا: «من كرامتي أني ولدت مختونًا، ولم ير أحد سوأتي».
رواه الطبراني في المعجم الصغير والأوسط (مجمع البحرين ٣٤٨٤)، والخطيب في التاريخ (١/ ٣٢٩) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢٦٤) كلهما من حديث سفيان بن محمد الفزاري المصيصي، قال: ثنا هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك، فذكره.
قال الطبراني: «لم يروه عن يونس إلا هشيم، تفرد به سفيان الفزاري».
قال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٢٤): وفيه سفيان بن محمد الفزاري متهم».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنه ضعيف جدًّا.
قال ابن عدي: يسرق الأحاديث، ويسوي الأسانيد، وفي حديثه موضوعات.
وفيه الحسن، وهو الإمام المشهور مدلس وقد عنعن.
ورواه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٤) والدلائل (١/ ١٩١ - ١٩٢) من وجه آخر عن نوح بن محمد الأيلي قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا هشيم بن بشير، بإسناده مثله. قال أبو نعيم: «غريب من
حديث يونس، عن الحسن، لم نكتبه إلا من هذا الوجه».
قال الأعظمي: وفيه نوح بن محمد الأيلي قال الذهبي في «الميزان»روى عن الحسن بن عرفة حديثًا شبه موضوع».
وقال الحافظ في: اللسان«: كلهم ثقات إلا نوحًا فلم أر من وثّقه، وقد روى هذا الحديث الحافظ ضياء الدين في: المختارة«من هذا الوجه، ومقتضاه على طريقته أنه حديث حسن».
وفي الباب أحاديث أخرى أشد ضعفًا من هذا.
✅ فقول الحاكم في المستدرك (٢/ ٦٠٢): «وقد تواترت الأخبار أن رسول الله ﷺ ولد مختونًا مسرورًا» فيه نظر.
ولذا تعقبه الذهبي فقال: «ما أعلم صحة ذلك، فكيف متواترًا».
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٢٦٥): «وقد ادعى بعضهم صحته لما ورد له من الطرق حتى زعم بعضهم أنه متواتر وفي كله نظر».
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام - السيرة النبوية - ص ٢٧ بعد أن ذكر حديث الوليد بن مسلم أن عبد المطلب ختن النبي ﷺ يوم سابعه .. «وهذا أصح مما رواه ابن سعد .. أنه ولد مختونًا مسرورًا».
وقد رأيت في كل من هذه الأخبار في صحتها النظر، فالذي يرجح أن عبد المطلب ختن النبي ﷺ يوم سابعه حريًّا لعادة العرب وهذا لا يحتاج إلى دليل.
وقال الحافظ ابن القيم في «تحفة المودود» ص ٣٤٥: وقد جاء في بعض الروايات أن جده عبد المطلب ختنه في اليوم السابع.
قال: وهو على ما فيه: أشبه بالصواب، وأقرب للواقع.
✅ وقال في «زاده» (١/ ٨١): وقد اختلف في ختانه ﷺ على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه ولد مختونًا مسرورًا.
ورُوي في ذلك حديث لا يصح. ذكره أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات. وليس فيه حديث ثابت. وليس هذا من خواصه، فإن كثيرًا من الناس يولد مختونًا.
والقول الثاني: أنه خُتن ﷺ يوم شق قلبه الملائكة عند ظئره حليمة.
والقول الثالث: أن جده عبد المطلب ختنه يوم سابعه وصنع له مأدبة وسماه محمدًا. ثم قال ﵀: «وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين صنف أحدهما مصنفًا في أنه ولد مختونًا، وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خِطام لها ولا زِمام، وهو كمال الدين بن طلحة، فنقضه عليه كمال الدين بن العديم، وبين فيه أنه ﷺ خُتِنَ على عادة العرب، وكان عموم هذه السُّنَّة للعرب قاطبة مغنيًا عن نقل معين فيها، والله أعلم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سماه محمدا يوم سابعه

  • 📜 حديث: سماه محمدا يوم سابعه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سماه محمدا يوم سابعه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سماه محمدا يوم سابعه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سماه محمدا يوم سابعه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب