حديث: لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كان النبي ﷺ على دين إبراهيم قبل البعثة

عن عروة قال: حدثني جار لخديجة بنت خويلد أنه سمع النبي ﷺ: يقول لخديجة: «أي خديجة! والله! لا أعبد اللات، والله! لا أعبد العزّى أبدًا» قال: فتقول خديجة: خلّ اللات خلّ العزّى.
قال: «كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضطجعون»

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٧٩٤٧) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، حدثنا هشام - يعني ابن عروة - عن أبيه قال: فذكره.

عن عروة قال: حدثني جار لخديجة بنت خويلد أنه سمع النبي ﷺ: يقول لخديجة: «أي خديجة! والله! لا أعبد اللات، والله! لا أعبد العزّى أبدًا» قال: فتقول خديجة: خلّ اللات خلّ العزّى.
قال: «كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضطجعون»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عروة قال: حدثني جار لخديجة بنت خويلد أنه سمع النبي ﷺ يقول لخديجة: «أي خديجة! والله! لا أعبد اللات، والله! لا أعبد العزّى أبدًا» قال: فتقول خديجة: خلّ اللات خلّ العزّى. قال: «كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضطجعون».


1. شرح المفردات:


● اللات والعزى: هما صنمان من أصنام العرب الجاهليين المشهورة، وكانت قريش تعبدهما وتتخذهما آلهة من دون الله.
● خلّ: بمعنى اترك أو ودع، أي اترك عبادة اللات والعزى وتخلى عنهما.
● يضطجعون: أي يستلقون للنوم أو للراحة، وفي هذا إشارة إلى أنهم بعد عبادتهم لهذه الأصنام كانوا يطمئنون ويرتاحون ضلالاً وجهلاً.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي موقفًا من حياة النبي ﷺ قبل البعثة أو في بداياتها، حيث كان يعيش في مكة بين قوم يعبدون الأصنام. فقد كان النبي ﷺ يرفض عبادة هذه الأصنام رفضًا قاطعًا، ويعلن براءته منها، حتى قبل أن يوحى إليه. وهذا يدل على طهارة فطرته ﷺ ونزاهة قلبه عن الشرك.
قوله ﷺ: «والله! لا أعبد اللات، والله! لا أعبد العزّى أبدًا» تأكيد باليمين على تبرئه من هذه الأصنام وعدم عبادتها، مما يدل على قوة إيمانه الفطري بالله الواحد الأحد حتى قبل النبوة.
ورد خديجة رضي الله عنها: «خلّ اللات خلّ العزّى» أي اتركهما وتخلى عنهما، فهي تشجعه على الثبات على هذا الموقف وتؤيده في رفضه للشرك. وهذا يدل على إيمان خديجة رضي الله عنها وصحة فطرتها، حيث كانت من القلوب المؤمنة التي لم تلوثها عبادة الأصنام.
قوله: «كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضطجعون» بيان لحال المشركين الذين يعبدون هذه الأصنام ثم يطمئنون إلى عبادتها ويستريحون لها، وهي عادة الجهالة والضلال.


3. الدروس المستفادة:


● التوحيد الخالص لله: الحديث يؤكد على أهمية التوحيد ورفض الشرك بأي شكل من الأشكال، وهو أساس دعوة النبي ﷺ.
● قوة العقيدة: موقف النبي ﷺ يدل على ثبات العقيدة حتى في أصعب الظروف، وهو قدوة للمسلمين في الثبات على المبادئ.
● دور المرأة المسلمة: خديجة رضي الله عنها نموذج للمرأة المؤمنة التي تدعم زوجها في دعوته وتشجعه على الخير.
● رفض التقليد الأعمى: النبي ﷺ لم يقلد قومه في عبادة الأصنام، بل كان يعتمد على فطرته السليمة، وهذا درس في عدم اتباع الباطل لمجرد أنه شائع.
● البراءة من المشركين وأصنامهم: يجب على المسلم أن يعلن براءته من كل ما يعبد من دون الله.


4. معلومات إضافية:


- اللات والعزى من أشهر أصنام العرب، وكانت اللات في الطائف والعزى في نخلة، وقد ذكرهما الله تعالى في سورة النجم في قوله: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ [النجم:19].
- هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان محفوظًا من الله حتى قبل البعثة، فلم يسجد لصنم قط، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
- خديجة رضي الله عنها كانت أول من آمن بالنبي ﷺ وصدقه، وكانت سندًا له في بداية الدعوة.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يثبتنا على التوحيد، ويبعدنا عن الشرك وكل ما يغضبه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٧٩٤٧) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، حدثنا هشام - يعني ابن عروة - عن أبيه قال: فذكره.
وإسناده صحيح. والمخبِر هو صحابي ولا يضر إبهام اسمه.
وذكره الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٢٥) وقال: «رجاله رجال الصحيح».
والأظهر أن القصة وقعت قبل البعثة، لأن بعد البعثة كان أمر اللات والعرّى معروفًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا

  • 📜 حديث: لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب