حديث: يهودي يبشر قريشًا بمولد النبي محمد ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

شهادة اليهود بنبوته ﷺ عند ولادته

عن عائشة قالت: كان يهودي قد سكن مكة يتجر بها، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ﷺ قال في مجلس من قريش: يا معشر قريش! هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فقال القوم: والله ما نعلمه! قال: الله أكبر! أما إذا أخطأكم فلا بأس، انظروا واحفظوا ما أقول لكم: ولد فيكم هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة، بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس، لا يرضع ليلتين، وذلك أن عفريتًا من الجن أدخل أصبعه في فمه فمنعه الرضاع. فتصدع القوم من مجلسهم وهم يتعجبون من قوله وحديثه، فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله، فقالوا: لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدًا. فالتقى القوم، فقالوا: هل سمعتم حديث هذا اليهودي؟ بلغكم مولد هذا الغلام؟ فانطلقوا حتى جاؤوا اليهودي فأخبروه الخبر. قال: فاذهبوا معي حتى أنظر إليه، فخرجوا به حتى أدخلوه على آمنة، فقال: أخرجي إلينا ابنك، فأخرجته، وكشفوا له عن ظهره، فرأى تلك الشامة، فوقع اليهودي مغشيًا عليه، فلما أفاق قالوا: ويلك مالك؟ قال: ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل، أفرحتم به يا معشر قريش؟ أما والله ليسطونّ بكم سطوةً يخرج خبرها من المشرق والمغرب.
وكان في النفر الذي قال لهم اليهودي ما قال: هشام، والوليد ابنا المغيرة، ومسافر بن أبي عمرو، وعبيدة بن الحارث، وعقبة بن ربيعة - شاب فوق المحتلم - في نفر من بني عبد مناف وغيرهم من قريش.

حسن: رواه الحاكم (٢/ ٦٠١ - ٦٠٢) - وعنه البيهقي في الدلائل (٢/ ١٠٨ - ١٠٩) - من حديث محمد بن إسحاق، قال: كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: كان يهودي قد سكن مكة يتجر بها، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ﷺ قال في مجلس من قريش: يا معشر قريش! هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فقال القوم: والله ما نعلمه! قال: الله أكبر! أما إذا أخطأكم فلا بأس، انظروا واحفظوا ما أقول لكم: ولد فيكم هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة، بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس، لا يرضع ليلتين، وذلك أن عفريتًا من الجن أدخل أصبعه في فمه فمنعه الرضاع. فتصدع القوم من مجلسهم وهم يتعجبون من قوله وحديثه، فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله، فقالوا: لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدًا. فالتقى القوم، فقالوا: هل سمعتم حديث هذا اليهودي؟ بلغكم مولد هذا الغلام؟ فانطلقوا حتى جاؤوا اليهودي فأخبروه الخبر. قال: فاذهبوا معي حتى أنظر إليه، فخرجوا به حتى أدخلوه على آمنة، فقال: أخرجي إلينا ابنك، فأخرجته، وكشفوا له عن ظهره، فرأى تلك الشامة، فوقع اليهودي مغشيًا عليه، فلما أفاق قالوا: ويلك مالك؟ قال: ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل، أفرحتم به يا معشر قريش؟ أما والله ليسطونّ بكم سطوةً يخرج خبرها من المشرق والمغرب.
وكان في النفر الذي قال لهم اليهودي ما قال: هشام، والوليد ابنا المغيرة، ومسافر بن أبي عمرو، وعبيدة بن الحارث، وعقبة بن ربيعة - شاب فوق المحتلم - في نفر من بني عبد مناف وغيرهم من قريش.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يروي قصة عجيبة وعلامة من علامات نبوة النبي محمد ﷺ قبل بعثته، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحسب الطلب:

1. شرح المفردات:


● يتجر بها: يعني يعمل بالتجارة في مكة.
● مولود: طفل حديث الولادة.
● الله أكبر: تعبير للتعجب أو التأكيد على عظمة الخبر.
● عرف فرس: الشعر الذي يكون على رقبة الفرس، وهو كثيف ومتموج.
● عفريتًا من الجن: شيطان قوي من الجن.
● تصدع القوم: تفرقوا وانصرفوا.
● الشامة: هي العلامة المذكورة، وهي بقعة في الجلد.
● مغشيًا عليه: أي سقط مغمى عليه.
● ليسطون بكم سطوة: سيسيطرون عليكم ويعلون بشدة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي حدثًا وقع في مكة ليلة ولادة النبي محمد ﷺ، حيث كان هناك يهودي عالم (ربما من أحبار اليهود الذين يعرفون صفات النبي المنتظر من الكتب السابقة) يجلس في مجلس من قريش. سألهم إذا ولد فيهم مولود تلك الليلة، فلما أجابوا بالنفي، أخبرهم بأن نبي هذه الأمة الأخيرة قد ولد فيهم تلك الليلة، ووصف علامة فيه وهي شامة بين كتفيه بها شعرات كعرف الفرس، وأنه لا يرضع ليلتين لأن عفريتًا من الجن منعه من الرضاع بوضع أصبعه في فمه (وهذا قد يكون من خوارق العادة التي تحيط بميلاد النبي، وقد فسره بعض العلماء كحماية إلهية له أو علامة على تميزه).
تعجب القوم من كلام اليهودي، وبعد أن عادوا إلى منازلهم علموا بأن عبد الله بن عبد المطلب قد رزق بغلام سمي محمدًا. فأخبروا اليهودي بذلك، فطلب رؤية الطفل للتأكد. عندما كشفوا عن ظهر النبي ﷺ، رأى اليهودي العلامة (الشامة) فسقط مغشيًا عليه من شدة التأثر واليقين بأن النبوة قد انتقلت من بني إسرائيل إلى العرب، ثم أخبرهم بأن هذا النبي سيبلغ أمره المشرق والمغرب وسيكون له شأن عظيم.
الحديث يذكر أسماء بعض الأشخاص الحاضرين من قريش، مثل هشام والوليد ابني المغيرة وغيرهم، مما يؤكد وقوع الحدث وتواتره.

3. الدروس المستفادة منه:


● علامات النبوة: الحديث يظهر إحدى العلامات التي سبقت بعثة النبي ﷺ، مما يؤكد صدق نبوته وأنه كان منتظرًا في الكتب السابقة.
● علم أهل الكتاب: يبين أن بعض اليهود كانوا يعرفون صفات النبي الخاتم من خلال كتبهم، لكن بعضهم حرف أو كتم ذلك، وهذا اليهودي كان صادقًا في نقله.
● عظمة النبي ﷺ: الحديث يشير إلى المكانة العظيمة التي سيبلغها النبي وأمته، حيث سيخرج خبرهم إلى جميع أصقاع الأرض.
● الإيمان بالغيب: القصة تذكر حدثًا خارقًا (كعدم رضاع النبي ليلتين) مما يعزز الإيمان بالقدرة الإلهية والحماية الربانية للنبي.
● التاريخ النبوي: يؤكد على أهمية أحداث مولد النبي كجزء من سيرته العطرة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه عدد من المحدثين وقد حسنه بعضهم، وهو من الأحاديث التي تروى في دلائل النبوة وعلاماتها.
- الشامة المذكورة بين كتفيه ﷺ هي من علاماته المعروفة، وقد وردت في أحاديث أخرى، وكانت كختم النبوة.
- قصة عدم رضاعه ليلتين قد تكون إشارة إلى تميزه منذ الصغر، وقد روي أن حليمة السعدية هي من أرضعته بعد ذلك.
- الحديث يظهر أن قريشًا كانت تعلم بوجود نبي منتظر، لكن بعضهم لم يؤمن به لاحقًا بسبب الحسد أو الجحود.
هذا الشرح مستفاد من كتب أهل السنة والجماعة المعتمدة في شرح الحديث والسيرة النبوية، أسأل الله أن ينفعنا به ويزيدنا إيمانًا ويقينًا بنبينا محمد ﷺ.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٦٠١ - ٦٠٢) - وعنه البيهقي في الدلائل (٢/ ١٠٨ - ١٠٩) - من حديث محمد بن إسحاق، قال: كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي فقال: لا.
أظن نفى صحته من أجل محمد بن إسحاق فإنه لم يصرّح بالتحديث وهو كذلك إلا أنه إمام في السير والمغازي ولذا سكت عليه ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٢٦٧).
وحسّنه الحافظ ابن حجر في الفتح (٦/ ٥٨٣) وقبله غيره من أهل العلم عنعنته في السير، ثم له متابعة رواه ابن سعد في طبقاته (١/ ١٦٢ - ١٦٣) عن علي بن محمد، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وغيره عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات، فلما كان ليلة ولد رسول الله ﷺ قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا: لا نعلمه، قال: أخطأت والله حيث كنت أكره، انظروا يا معشر قريش! وأحصوا ما أقول لكم: ولد الليلة نبي هذه الأمة أحمد الآخِر، فإن أخطأكم فبفلسطين، به شامة بين كتفيه سوداء صفراء، فيها شعرات متواترات، فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه، فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم، فقيل لبعضهم: وأسد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام فسماه محمدًا، فالتقوا بعد من يومهم فأتوا اليهودي في منزله فقالوا: أعلمتَ أنه ولد فينا مولود؟ قال: أبعد خبري أم قبله؟ قالوا: قبله واسمه أحمد، قال: فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا معه حتى دخلوا على أمه، فأخرجته إليهم، فرأى الشامة في ظهره، فغُشي على اليهودي ثم أفاق، فقالوا: ويلك! ما لك؟ قال: ذَهبتِ النبوةُ من بني إسرائيل وخرج الكتاب من أيديهم، وهذا مكتوب يقتلهم ويبزّ أخبارهم، فازت العرب بالنبوة، أفرحتم يا معشر قريش؟ أما والله ليسطونّ بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق إلى المغرب. وهو متابعة قوية.
وبمعناه ما روي أيضًا عن يهود يثرب: يهودي يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب! يا معشر يهود! حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به.
رواه ابن إسحاق قال: حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري قال: حدثني من شئت من رجال قومي، عن حسان بن ثابت قال: والله! إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت. إذ سمعت يهوديا يصرخ، فذكره.
وفيه من لا يعرف إلا أنه أكثر من واحد، وهذا شاهد قوي لحديث عائشة وإن كان الأول في مكة والثاني في المدينة ولكنهما شهدا بنبوة النبي ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 13 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يهودي يبشر قريشًا بمولد النبي محمد ﷺ

  • 📜 حديث: يهودي يبشر قريشًا بمولد النبي محمد ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يهودي يبشر قريشًا بمولد النبي محمد ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يهودي يبشر قريشًا بمولد النبي محمد ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يهودي يبشر قريشًا بمولد النبي محمد ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب