حديث: لا تمس الأصنام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كان النبي ﷺ على دين إبراهيم قبل البعثة

عن زيد بن حارثة قال: طُفتُ مع النبي ﷺ ذات يوم، فلمست بعض الأصنام. فقال لي رسول الله ﷺ: «لا تمسها» فقلت: لأعودن حتى أبصِر ما يقول، ثم مسستها فقال: «ألم تُنه عن هذا؟» قال: فوالذي أكرمه! وأنزل عليه الكتاب ما مس منها صنمًا، حتى أكرمه الله، وأنزل عليه الكتاب.

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٥/ ٨٨) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو أسامة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أسامة بن زيد،
عن أبيه، فذكره.

عن زيد بن حارثة قال: طُفتُ مع النبي ﷺ ذات يوم، فلمست بعض الأصنام. فقال لي رسول الله ﷺ: «لا تمسها» فقلت: لأعودن حتى أبصِر ما يقول، ثم مسستها فقال: «ألم تُنه عن هذا؟» قال: فوالذي أكرمه! وأنزل عليه الكتاب ما مس منها صنمًا، حتى أكرمه الله، وأنزل عليه الكتاب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن زيد بن حارثة رضي الله عنه قال: طُفتُ مع النبي ﷺ ذات يوم، فلمست بعض الأصنام. فقال لي رسول الله ﷺ: «لا تمسها» فقلت: لأعودن حتى أبصِر ما يقول، ثم مسستها فقال: «ألم تُنه عن هذا؟» قال: فوالذي أكرمه! وأنزل عليه الكتاب ما مس منها صنمًا، حتى أكرمه الله، وأنزل عليه الكتاب.


1. شرح المفردات:


● طُفتُ: سار حول الكعبة في الطواف.
● الأصنام: تماثيل كانت معبودة من دون الله في الجاهلية، وكانت حول الكعبة.
● لأعودن: سأعود مرة أخرى.
● أبصِر ما يقول: أرى ماذا يحدث أو أسمع ما يُقال (أي من الأصنام).
● أكرمه: أكرم النبي محمدًا ﷺ بالنبوة والوحي.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، وهو من أوائل المسلمين، وكان مولى للنبي ﷺ ثم أعتقه وتبناه قبل الإسلام، فكان يُدعى "زيد بن محمد" حتى نزل القرآن بتحريم التبني.
يقول زيد: كنت أطوف مع النبي ﷺ حول الكعبة في مكة قبل الهجرة، وكانت هناك أصنام منتشرة حول البيت الحرام. فلما مررنا بها، لمست أحد هذه الأصنام بيدي، ربما بدافع الفضول أو التجربة. فنهاني النبي ﷺ فورًا قائلًا: «لا تمسها»، أي لا تلمسها ولا تقترب منها.
لكن زيدًا - رضي الله عنه - كان شابًا يحمل فضولًا ويريد أن يختبر حقيقة هذه الأصنام، فقال في نفسه: سأعود وألمسها مرة أخرى لأرى ماذا سيحدث؟ هل سيتكلم هذا الصنم؟ أو ينطق؟ أو يضرني؟ لأنه يعلم أنها جماد لا تضر ولا تنفع، لكنه أراد أن يتأكد عمليًا.
فلما عاد ولمس الصنم مرة أخرى، انتهره النبي ﷺ قائلًا: «ألم تُنه عن هذا؟» أي: ألم أنهك عن لمسها من قبل؟ ففهم زيد أن هذا نهي مؤكد وتحذير من الاقتراب من الأصنام حتى مجرد اللمس.
ثم يقسم زيد رضي الله عنه بالله الذي أكرم النبي ﷺ بالنبوة وأنزل عليه القرآن، أنه من تلك اللحظة لم يمس صنمًا أبدًا طوال حياته، حتى بعد أن أكرم الله نبيه بالوحي والإسلام.


3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم الاقتراب من الأصنام ومواضع الشرك: نهي النبي ﷺ عن لمس الأصنام حتى لو كان بدافع الفضول أو التجربة، لأن ذلك قد يؤدي إلى الاستخفاف بالعبادة أو التعود على رؤيتها ولمسها، وفي ذلك خطر على العقيدة.
● الطاعة المطلقة للنبي ﷺ: يجب على المسلم أن يمتثل لأمر النبي ﷺ من أول مرة دون تكرار أو تجربة، كما فعل زيد في المرة الثانية عندما عاد ولمس الصنم مرة أخرى.
● التأكيد على توحيد الله ونبذ الشرك: الأصنام رموز للشرك، والمسلم مأمور بالابتعاد عنها تمامًا، حتى في الأفعال البسيطة مثل اللمس أو النظر إليها بإعجاب.
● الصدق في القسم والعهد: زيد رضي الله عنه أقسم بالله أنه لم يمس صنمًا بعد ذلك، وهذا يدل على صدق إيمانه ووفائه بعهد النبي ﷺ.
● التدرج في الدعوة: هذا الحديث كان قبل البعثة أو في بدايتها، حيث كان النبي ﷺ ينهى عن الشرك تدريجيًا، حتى نزل القرآن بتحريمه صراحة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- زيد بن حارثة رضي الله عنه هو الوحيد من الصحابة الذي ذُكر اسمه في القرآن (في سورة الأحزاب) عندما تحدث القرآن عن تحريم التبني.
- القصة تدل على براءة زيد رضي الله منه وحبه للتجربة والاستكشاف، لكنه بعد أن عرف الحق التزم به.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن المسلم يجب أن يبتعد عن كل ما يرمز إلى الشرك أو الكفر، كتماثيل الأشخاص المعبودة، أو الصلبان، أو غيرها من الرموز الدينية لغير المسلمين.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٥/ ٨٨) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو أسامة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أسامة بن زيد،
عن أبيه، فذكره.
رواه أيضًا البزار - كشف الأستار (٢٧٥٥) وأبو يعلى (٧٢١٢) والنسائي في الكبرى (٨١٣٢) والحاكم (٣/ ٢١٦ - ٢١٧) كلهم من حديث أبي أسامة بإسناده منهم من أطال ومنهم من اقتصر كما ذكرت.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٢٦): رجاله رجال الصحيح.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمس الأصنام

  • 📜 حديث: لا تمس الأصنام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تمس الأصنام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تمس الأصنام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تمس الأصنام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب