حديث: تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كنية النبي ﷺ -

عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم ﷺ: «تسمّوا باسمي ولا تكتنوا بكُنيتي».

متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٥٣٨)، ومسلم في الآداب (٨: ٢١٣٤) كلاهما من طريق سفيان ابن عيينة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم ﷺ: «تسمّوا باسمي ولا تكتنوا بكُنيتي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» حديث عظيم يحمل في طياته أدباً من آداب الإسلام، وفيما يلي شرحه الوافي:

1. شرح المفردات:


● تَسَمَّوْا: من التسمية، أي اتخذوا لأنفسكم أسماء.
● بِاسْمِي: المقصود به "محمد" أو "أحمد" وهما اسما النبي صلى الله عليه وسلم.
● لَا تَكْتَنُوا: الاكتناء هو اتخاذ الكنية، والكنية ما صُدِّر بأب أو أم مثل "أبو القاسم".
● بِكُنْيَتِي: كنية النبي صلى الله عليه وسلم هي "أبو القاسم"، نسبةً لابنه القاسم رضي الله عنه.

2. شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يتكنى أحد بكنيته الخاصة وهي "أبو القاسم"، وأذن بأن يتسمى باسمه "محمد" أو "أحمد". وهذا النهي كان في حياته صلى الله عليه وسلم خوفاً من اللبس والاشتباه عند النداء، حيث إذا نادى شخصٌ "يا أبا القاسم" قد يظن أنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره، فيحصل الخلط. أما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فقد اختلف العلماء في حكم الاكتناء بكنيته:
- فذهب الجمهور (ومنهم الشافعية والحنابلة) إلى أن النهي منسوخ أو أنه خاص بحياته صلى الله عليه وسلم، واستدلوا بما روي أن الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تكنوا بأبي القاسم.
- وذهب بعض العلماء إلى أن النهي باقٍ حتى بعد وفاته احتراماً وتكريماً له صلى الله عليه وسلم.
أما التسمية باسمه صلى الله عليه وسلم فمستحبة ومشروعة، بل فيها إظهار للمحبة والتعظيم له، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسمون أبناءهم بمحمد احتساباً وبركة.

3. الدروس المستفادة منه:


● التكريم والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم: ففي النهي عن الاكتناء بكنيته إعلاءٌ لشأنه ومنزلته.
● حكمة التشريع: النهي عن الاكتناء في حياته ل避免 الالتباس (تجنب الالتباس) عند النداء.
● الاستحباب والتبرك باسم النبي صلى الله عليه وسلم: التسمية بمحمد أو أحمد من الأمور المحببة.
● الفقه في النصوص: فهم النهي ومدى عمومه أو خصوصه، والخلاف الفقهي المستند إلى الأدلة.

4. معلومات إضافية:


- روى هذا الحديث البخاري (6190) ومسلم (2133).
- اختلف العلماء هل النهي للتحريم أم للكراهة؟ والصحيح أن النهي للتحريم في حياته صلى الله عليه وسلم، وأما بعد وفاته فالقول بالكراهة أو الإباحة هو الأرجح.
- من الأدلة على نسخ النهي أو تخصيصه: ما رواه البخاري عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي فَلَا يَتَكَنَّ بِكُنْيَتِي، وَمَنْ تَكَنَّى بِكُنْيَتِي فَلَا يَتَسَمَّ بِاسْمِي» وهذا يقيد النهي بمن جمع بين الاسم والكنية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٥٣٨)، ومسلم في الآداب (٨: ٢١٣٤) كلاهما من طريق سفيان ابن عيينة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي

  • 📜 حديث: تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب