حديث: رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب كان النبي ﷺ على دين إبراهيم قبل البعثة
حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٧٥٧) والطبراني في الكبير (٢/ ١٤٢ - ١٤٣) وصحّحه ابن خزيمة (٣٠٥٧) والحاكم (١/ ٤٦٤) كلهم من طريق محمد ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، عن عمه، نافع ابن جبير بن مطعم، عن أبيه جبير، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جبير بن مطعم رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُظهر عظمة نبوة النبي ﷺ وتوفيق الله له حتى قبل البعثة.
أولاً. شرح المفردات:
● قبل أن ينزل عليه: أي قبل أن يوحى إليه ويبعث نبياً.
● واقف على بعير له بعرفات: يقف راكباً على ناقته في صعيد عرفة أثناء الحج.
● يدفع معهم: يندفع ويسير مع الحجاج بعد غروب الشمس من عرفة إلى مزدلفة.
● توفيقًا من الله له: هذه الجملة من كلام الراوي (جبير بن مطعم) يعقّب بها على ما رآه، أي أن هذا الفعل كان من توفيق الله وإعداده للنبي ﷺ.
ثانياً. شرح الحديث:
يروي الصحابي جبير بن مطعم – وكان من سادة قريش قبل إسلامه – أنه رأى النبي محمداً ﷺ قبل البعثة، أي حينما كان masih seorang من قومه يعبد الله على ملة إبراهيم عليه السلام، قبل أن يأتيه الوحي.
وكان مما رآه أن النبي ﷺ كان يحج مع قومه كسائر العرب، وكان واقفاً في عرفة على بعيره (ناقته) مع الناس جميعاً، لا يفترق عنهم، ثم يندفع (يسير) معهم بعد الغروب إلى مزدلفة، على هيئة الحجاج جميعاً.
ثم يعقب جبير بن مطعم على هذه الرؤية بقوله: "توفيقًا من الله له"، أي أن هذا الفعل – وهو وقوفه مع الناس واتباعه لمنهج الحج الحق الذي كان عليه أهل التوحيد قبل أن تختلط بأمور الشرك – كان من توفيق الله تعالى له وإعداده للنبوة. فالله هيأه واصطفاه منذ صغره، فلم يعبد صنماً قط، ولم يشرب خمراً، ولم يشارك قومه في عباداتهم الشركية، بل كان يحج على الوجه الصحيح الذي ورثه عن جده إبراهيم عليه السلام.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- إعداد الله لأنبيائه: يظهر هذا الحديث كيف أن الله تعالى يهيئ أنبياءه ويزكيهم ويوفقهم للخير منذ صغرهم، long before تكليفهم بالرسالة، كما قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [القصص: 14].
2- اتباع الحق: كان موقف النبي ﷺ في عرفة مع الناس جميعاً دليلاً على أنه كان يتبع الفطرة السليمة والمنهج الصحيح في الحج الذي ورثه عن أبيه إبراهيم، بعيداً عن البدع والشركيات التي أدخلها العرب على مناسك الحج.
3- الاقتداء بالنبي ﷺ: في هذا الحديث إشارة إلى مشروعية الوقوف في عرفة راكباً، خاصة لمن يحتاج إلى ذلك، كما فعل النبي ﷺ قبل البعثة وبعدها.
4- التواضع وعدم التميز: وقوفه مع الناس جميعاً يظهر تواضعه ﷺ وعدم ترفعه عليهم، وهو خلق لازمه قبل النبوة وبعدها.
5- ثناء الصحابة على النبي ﷺ: قول جبير بن مطعم "توفيقًا من الله له" يدل على إيمان الصحابة العميق بنبوة النبي ﷺ واعترافهم بأن كل خير فيه هو من فضل الله وتوفيقه.
رابعاً. معلومات إضافية:
● سبب رواية جبير للحديث: يروي جبير بن مطعم هذا الحديث وهو من الذين أسلموا بعد الفتح، ليبين للناس أن الله قد هيأ النبي ﷺ واصطفاه منذ وقت طويل، مما يزيد في تصديق نبوته.
● الحكمة من الوقوف على البعير: قد يكون للارتفاع فوق الناس ليرى ويُرى، أو لأنه الأيسر له في ذلك الوقت، مما يدل على أن الدين يسر.
● مكانة الحديث: هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها على سيرة النبي ﷺ قبل البعثة وطهارة أصله ومنشئه.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الاتباع لسيدنا ونبينا محمد ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
الحديث في نسخة سيرة ابن إسحاق المطبوعة من رواية أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق وزاد فيه: «وهو على دين قومه».
وهذه زيادة منكرة لم يذكرها أصحاب ابن إسحاق غير يونس بن بكير، ثم اختلف عليه أيضًا فلم يذكرها إلا أحمد بن عبد الجبار، ولم يذكرها أبو كريب عن يونس بن بكير، فلا نشتغل بتأويله بل يجب الإنكار عليه.
وأحمد بن عبد الجبار العطاردي ضعيف لكن سماعه في السيرة صحيح، فلعله هذا مما أخطأ فيه حيث خالفه ثقة وهو أبو كريب.
قال حنبل بن إسحاق: «قلت لأبي عبد الله من زعم أن النبي ﷺ كان على دين قومه قبل أن يبعث؟ فقال: «هذا قول سوء ينبغي لصاحب هذه المقالة تحذّر كلامه، ولا يجالس«قلت له: «إن جارنا الناقد أبو العباس يقول هذه المقالة. فقال: «قاتله الله! أي شيء أبقى إذا زعم أن رسول الله ﷺ كان على دين قومه، وهم يعبدون الأصنام» اهـ. انظر: السنة للخلال (٢١٣).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 45 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 20 أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب
- 21 أنا محمد وهم يلعنون مذمما
- 22 أنا محمد وأحمد والمقفّي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
- 23 أنا محمد وأنا أحمد والحاشر والمقفي ونبي الرحمة
- 24 تسمّوا باسمي ولا تكنّوا بكُنيتي
- 25 أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي
- 26 تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
- 27 أبي وأباك في النار
- 28 استأذنت ربي في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي
- 29 قبر أمي سألت ربي الاستغفار فلم يأذن لي
- 30 رد رسول الله ﷺ إلى أم أنس عذاقها
- 31 سماه محمدا يوم سابعه
- 32 النبي ﷺ ينقل الحجارة في بناء الكعبة
- 33 هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين
- 34 ما من نبي إلا وقد رعى الغنم
- 35 يا رسول الله! كأنك رعيت الغنم؟
- 36 شهدت مع عمومتي حلف المطيبين
- 37 لا حلف في الإسلام
- 38 ما شهدت من حلف قريش إلا حلف المطيبين
- 39 استأجرت خديجة رسول الله سفرتين إلى جرش
- 40 أول رجل يطلع من الفج أتاكم الأمين
- 41 قضية الحجر الأسود ورفعه في مرط
- 42 بناء قريش للكعبة وخروج الحية منها
- 43 لا تمس الأصنام
- 44 لا أعبد اللات ولا العزى أبدًا
- 45 رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
- 46 قريش تقف بالمزدلفة وتقول نحن قطن البيت
- 47 كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافا
- 48 أعجب ما جاءتك به جنيتك في الجاهلية
- 49 الجار اليهودي يتنبأ ببعثة النبي قبل مبعثه
- 50 حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم
- 51 بُعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا
- 52 حجر بمكة كان يسلم على النبي قبل البعثة
- 53 بدء نبوة رسول الله ﷺ وجواره في حراء
- 54 خروج زيد بن عمرو بن نفيل إلى الشام يسأل عن...
- 55 رفض النبي اكل الذبائح المذبوحة على الانصاب
- 56 بعث رسول الله لأربعين سنة ومات وهو ابن ثلاث وستين
- 57 أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة
- 58 بدء الوحي بالرؤيا الصالحة ثم نزول جبريل في غار حراء
- 59 قصة دثروني ثروني
- 60 رؤية النبي لجبريل جالسا بين السماء والارض
- 61 شيطانك قد تركك لم أره قربك
- 62 كان النبي يحرك شفتيه عند نزول الوحي
- 63 تتابع الوحي على النبي قبل وفاته.
- 64 يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا...
- 65 يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم...
- 66 أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله...
- 67 يا فاطمة بنت محمد لا أملك لكم من الله شيئًا
- 68 يا بني عبد مناف إني نذير
- 69 أول من أظهر إسلامه سبعة
معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
📜 حديث: رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ واقف على بعير بعرفات مع الناس
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








