حديث: خروج زيد بن عمرو بن نفيل إلى الشام يسأل عن الدين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كان زيد بن عمرو بن نفيل على دين إبراهيم ﵇

عن ابن عمر - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم فقال: إني لعلّى أن أدين دينكم فأخبرني. فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله. قال زيد: ما أفرّ إلا من
غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئًا أبدًا وأنّي أستطيعه؟ فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا. قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله. فخرج زيد فلقي عالمًا من النصارى، فذكر مثله فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله. قال: ما أفرّ إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئًا أبدًا، وأنّى أستطيع؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا. قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله. فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج، فلما برز رفع يديه فقال: اللهم! إني أَشهد أني على دين إبراهيم.

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٨٢٧) قال: قال موسى: حدثني سالم بن عبد الله، ولا أعلمه إلا تُحدث به عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم فقال: إني لعلّى أن أدين دينكم فأخبرني. فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله. قال زيد: ما أفرّ إلا من
غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئًا أبدًا وأنّي أستطيعه؟ فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا. قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله. فخرج زيد فلقي عالمًا من النصارى، فذكر مثله فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله. قال: ما أفرّ إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئًا أبدًا، وأنّى أستطيع؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا. قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله. فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم ﵇ خرج، فلما برز رفع يديه فقال: اللهم! إني أَشهد أني على دين إبراهيم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبيل الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولًا:

تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "مناقب الأنصار"، باب "قصة زيد بن عمرو بن نفيل"، وهو حديث صحيح متفق على صحته.
### ثانيًا. ترجمة الراوي
هذا الحديث يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو من كبار الصحابة وأعلمهم بأحوال النبي ﷺ وأقواله وأفعاله.
### ثالثًا. شرح المفردات
● يسأل عن الدين ويتبعه: يبحث عن الدين الحق ليعتنقه ويتبعه.
● لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله: لا يمكنك أن تكون منا إلا إذا رضيت بأن تكون مستحقًا لغضب الله.
● الحنيف: المائل عن الأديان الباطلة إلى الدين الحق، وهو دين التوحيد.
● برز: خرج إلى مكان خالٍ.
● رفع يديه: دعا الله تعالى رافعًا كفيه إلى السماء.
### رابعًا. شرح الحديث
يحكي هذا الحديث قصة زيد بن عمرو بن نفيل - وهو عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه - الذي كان يبحث عن الدين الحق قبل بعثة النبي ﷺ. لم يرضَ بشرك قومه، فخرج إلى الشام يسأل العلماء عن الدين الصحيح.
1- لقاؤه بالعالم اليهودي: عندما سأل العالم اليهودي عن دينهم، أجابه بأنه لا يمكنه اتباع دينهم إلا إذا قبل بنصيبه من غضب الله، لأن اليهود يعتقدون أنهم شعب الله المختار وغيرهم مستحق للغضب.
2- رفض زيد لهذا المنطق: رفض زيد هذا المفهوم الجائر، لأنه يفر من غضب الله ولا يريد أن يحمل منه شيئًا.
3- إشارة اليهودي إلى الحنيفية: أشار العالم اليهودي إلى أن الدين الحق هو دين إبراهيم عليه السلام، الذي كان حنيفًا مسلمًا لم يهوديًا ولا نصرانيًا.
4- لقاؤه بالعالم النصراني: كرر نفس السؤال مع عالم نصراني، فجاءه الرد نفسه بأنه لا يمكن اتباع دينهم إلا بقبول اللعنة، لأن النصارى يعتقدون أن اللعنة حلت على غيرهم.
5- استنتاج زيد واختياره: بعد أن سمع من العالمين الإشارة إلى دين إبراهيم عليه السلام، أيقن أن هذا هو الدين الحق، فخرج إلى مكان خالٍ ودعا الله بأنه على دين إبراهيم.
### خامسًا. الدروس المستفادة
1- حرص السلف على البحث عن الحق: يظهر من قصة زيد حرص الصالحين على البحث عن الدين الحق وعدم قبولهم للأديان الباطلة.
2- رفض العصبية الدينية الباطلة: بيان بطلان اعتقاد اليهود والنصارى أن الخلاص خاص بهم دون غيرهم.
3- دين إبراهيم هو الإسلام: تأكيد أن دين إبراهيم عليه السلام كان الإسلام الخالص من الشرك، وهو ما جاء به النبي محمد ﷺ.
4- التوحيد أساس الدين: أن أساس الدين الحق هو عبادة الله وحده لا شريك له.
5- الدعاء والتضرع إلى الله: أهمية الدعاء والتوجه إلى الله تعالى عند اتخاذ القرارات المصيرية.
### سادسًا. معلومات إضافية
- مات زيد بن عمرو بن نفيل قبل البعثة النبوية، وكان النبي ﷺ يذكره بخير ويترحم عليه.
- هذه القصة تظهر أن هناك من كان يبحث عن الحق في الجاهلية ويرفض الشرك.
- دين إبراهيم عليه السلام هو الإسلام الذي جاء به جميع الأنبياء.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه الحق، وأن يجعلنا من اتباع سنة نبيه محمد ﷺ.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٨٢٧) قال: قال موسى: حدثني سالم بن عبد الله، ولا أعلمه إلا تُحدث به عن ابن عمر، فذكره.
قال الأعظمي: وإسناده معطوف على ما قبله وهو: عن محمد بن أبي بكر، حدثنا فُضيل بن سليمان، حدثنا موسى، فذكره.
وكان يسجد لله تعالى على راحلته ومات قبل مبعث النبي ﷺ بخمس سنين على الراجح الصحيح، ومن قال: إن له صحبة فقد وهم، وكان ينتظر أن يظهر النبي ﷺ من ولد إسماعيل فيصدقه ويؤمن به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خروج زيد بن عمرو بن نفيل إلى الشام يسأل عن الدين

  • 📜 حديث: خروج زيد بن عمرو بن نفيل إلى الشام يسأل عن الدين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خروج زيد بن عمرو بن نفيل إلى الشام يسأل عن الدين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خروج زيد بن عمرو بن نفيل إلى الشام يسأل عن الدين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خروج زيد بن عمرو بن نفيل إلى الشام يسأل عن الدين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب