حديث: أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كنية النبي ﷺ -

عن جابر بن عبد الله قال: ولد لرجل منا غلام فسمّاه القاسم. فقالت الأنصار: لا نكنك أبا القاسم ولا نُنعمك عينًا فقال النبي ﷺ: «أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنّوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم».
وفي رواية مسلم: «فإني أنا أبو القاسم أَقسم بينكم».

متفق عليه: رواه البخاري في فرض الخمس (٣١١٥) ومسلم في الآداب (٢١٣٣: ٥) كلاهما من طريق الأعمش عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: ولد لرجل منا غلام فسمّاه القاسم. فقالت الأنصار: لا نكنك أبا القاسم ولا نُنعمك عينًا فقال النبي ﷺ: «أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنّوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم».
وفي رواية مسلم: «فإني أنا أبو القاسم أَقسم بينكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● غلام: ولد ذكر.
● لا نكنك: لا ننادى أحدًا بكنيته (مثل: أبو فلان).
● ولا نُنعمك عينًا: تعبير يعني أنهم لن يكرمونه أو يجلّوه إذا كنّى بهذه الكنية.
● قاسم: من القسمة، أي الذي يقسم بين الناس.
● أَقسم بينكم: أقسم وأوزع بينكم.

2. شرح الحديث:


يحدثنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار وُلِد له غلام، فسمّاه "القاسم"، والاسم جائز وحسن، لكن الكنية بـ"أبي القاسم" هي التي فيها الإشكال، لأنها كنية النبي صلى الله عليه وسلم، فأنكر الأنصار على الرجل ذلك وقالوا له: "لا نكنيك أبا القاسم" أي لا نناديك بهذه الكنية، "ولا نُنعمك عينًا" أي لا نكرمك إن فعلت ذلك.
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأقرّ الأنصار على موقفهم الحكيم، وقال: «أحسنت الأنصار»، ثم بين الحكم الشرعي بقوله: «سَمّوا باسمي ولا تكنّوا بكنيتي»، أي يجوز لكم أن تسمّوا أولادكم باسمي "محمد" أو "أحمد"، لكن لا تكنّوا بأبي القاسم، ثم علل ذلك بقوله: «فإنما أنا قاسم» أي أنا أقسم بين الناس في الدنيا والآخرة، أو كما في رواية مسلم: «فإني أنا أبو القاسم أَقسم بينكم» أي أنا الذي أقسم الخير والحظوظ بينكم.

3. الدروس المستفادة منه:


● التعظيم والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فكما منع النبي أن يُكنى أحد بكنيته، فهذا من باب توقيره وعدم التشبه به في ما يختص به.
● الحكمة في النهي عن التشبه في الخصائص: فكنيته صلى الله عليه وسلم من خصائصه التي لا ينبغي لأحد أن يشاركه فيها.
● جواز التسمية باسم النبي صلى الله عليه وسلم: كما هو معلوم ومشهور بين المسلمين.
● حرص الصحابة على تطبيق سنة النبي: فقد أنكر الأنصار على الرجل ذلك حتى قبل بيان النبي، لعلمهم بأدب التعامل مع رسول الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن النهي عن الكنية بـ"أبي القاسم" نهي تحريم أو كراهة تنزيه عند بعض العلماء، والأحوط تركها.
- يجوز للرجل أن يسمي ابنه "قاسمًا" لكن لا يكنى بـ"أبي القاسم"، بل يكنى بكنى أخرى مثل أبي عبد الله أو غيرها.
- هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم التي تميز بها، وفي ذلك تعظيم له وتكريم.
أسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه، وأن يوفقنا لاتباع هديه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فرض الخمس (٣١١٥) ومسلم في الآداب (٢١٣٣: ٥) كلاهما من طريق الأعمش عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
ورد في بعض الروايات أنه سمّى الولد «محمّدًا» كما عند مسلم (٢١٣٣: ٣) والراجح هو «القاسم» لأنه لم يقع الإنكار من الأنصار عليه إلا حيث لزم من تسمية ولده القاسم أن يصير يكنى أبا القاسم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 25 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

  • 📜 حديث: أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحسنت الأنصار، سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب