حديث: قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
انسحاب عبد الله بن أبي ابن سلول
حسن: رواه ابن سعد في طبقاته (٢/ ٤٨) والحاكم (٢/ ١٢٢) كلاهما من حديث الفضل بن موسى السيناني، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن سعد بن المنذر، عن أبي حميد الساعدي فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكرتَ رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه موقف عظيم من مواقف النبي ﷺ، يظهر فيه مبدأ من أعظم مبادئ الجهاد في الإسلام.
أولاً: شرح المفردات:
● ثنية الوداع: مكان معروف على طريق أحد، وهو ممر بين جبلين.
● كتيبة: جماعة من الجنود مجتمعين.
● خشناء:形容هم بالخشونة قد تشير إلى مظهرهم الحربي أو سلوكهم.
● مواليه: تابعيه وأنصاره وحلفاءه.
● قينقاع: اسم إحدى قبائل اليهود الرئيسية في المدينة المنورة.
● رهط: قبيلة أو عشيرة.
ثانياً: شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل أبو حميد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ خرج بجيش المسلمين لملاقاة المشركين في غزوة أحد. وعندما تجاوزوا مكاناً يسمى "ثنية الوداع"، رأى جماعة كبيرة من المقاتلين (كتيبة) يبدو عليهم البأس والشدة.
فسأل النبي ﷺ: «من هؤلاء؟» فأخبره أصحابه أن هذا هو عبد الله بن أبي بن سلول (زعيم المنافقين في المدينة) ومعه ستمائة مقاتل من حلفائه اليهود من بني قينقاع، وهم القبيلة التي ينتمي إليها الصحابي الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه (الذي كان قد أسلم وحسن إسلامه).
فسأل النبي ﷺ سؤالاً محورياً يعبر عن المنهج: «وقد أسلموا؟» أي هل دخل هؤلاء اليهود في الإسلام وقبلوا به ديناً؟ فأجابوه: «لا يا رسول الله!» فهم ما زالوا على يهوديتهم وكفرهم.
فأصدر النبي ﷺ أمره الحكيم والصريح: «قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين».
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- أصل عظيم في الجهاد: وهو أن النصرة والاستعانة في قتال أعداء الله لا تكون إلا بالمسلمين المؤمنين. فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام، وهو قتال لإعلاء كلمة الله، فلا يليق أن يُخالطَهُ من ينكر أساسه أو لا يؤمن به. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ} [المائدة: 51].
2- التمييز بين المسلم والكافر: يوضح الموقف أن الانتماء القبلي أو الحلف السياسي لا يغني عن الانتماء العقائدي. فمع أن هؤلاء اليهود كانوا حلفاء لبعض المسلمين (كعبد الله بن أبي) ويعيشون في المدينة، إلا أن كفرهم منعهم من المشاركة في جيش المسلمين.
3- الحكمة والنظر في العواقب: مشاركة الكفار مع المسلمين في القتال قد تسبب:
- إضعافاً للروح المعنوية لجيش المسلمين، فكيف يقاتل المرء بجانب من لا يؤمن بما يقاتل من أجله؟
- خيانة محتملة في أحرج اللحظات، فهم لا عهد لهم مع الإسلام.
- إضفاء شرعية على الكفر واختلاط الأمور على الضعفاء.
4- رفض النفعية والمنفعة المادية: قد يرى البعض أن وجود 600 مقاتل إضافي قوة كبيرة تفيد المسلمين في معركتهم، لكن النبي ﷺ رفض هذه النفعية المادية لأنها تخالف المبدأ الشرعي. فالعزة والنتيجة بيد الله، والنصر من عنده سبحانه، وليس بالعدد والعدة وحدها.
5- بيان عزة الإسلام وأهله: رفض النبي ﷺ الاستعانة بهم هو إعلان بأن المسلمين أعزة بدينهم، لا يحتاجون إلى من يساعدهم وهم على كفر، وأنهم واثقون بنصر الله تعالى.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا المبدأ (لا نستعين بالمشركين) ليس على إطلاقه، فهناك تفصيلات فقهية ذكرها العلماء لحالات الضرورة القصوى أو للحاجة التي تنزل منزلة الضرورة، وبشروط صارمة تضمن عدم تسلط الكفار أو تأثيرهم على المسلمين، وأن يكونوا تحت قيادة المسلمين وسيطرتهم. ولكن الأصل هو المنع كما في هذا الحديث.
- هذا الموقف يعلمنا أن الوسائل يجب أن تكون مشروعة مثل الغايات، فلا يمكننا استخدام وسائل محرمة (مثل الاستعانة بكافر على كافر) لتحقيق غاية مشروعة (وهو النصر).
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على العمل بشرعه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
حسّنه الحافظ في المطالب (٤٢٦٣) وذلك من أجل سعد بن المنذر فإنه وإن لم يوثّقه غير ابن حبان فإنه ما روى به موافق للتاريخ.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 315 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 290 ضربت يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم
- 291 عطاء البدريين خمسة آلاف
- 292 شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ
- 293 "يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر"
- 294 كان النبي إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 295 بعث النبي بشيرين لتبشير اهل المدينة بفتح بدر
- 296 خلّف النبي عثمان وأسامة على رقية أيام بدر
- 297 استوصوا بالأسارى خيرًا
- 298 عن ابن عباس: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى...
- 299 إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس
- 300 إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
- 301 أرواح الشهداء في الجنة في طير خضر
- 302 عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة
- 303 يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب...
- 304 عنوان الحديث: النبي ﷺ يصلي على راحلته متوجهاً قبل المشرق
- 305 خروج رسول الله في غزوة بني أنمار
- 306 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
- 307 انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم
- 308 أمر النبي ﷺ سعد بن معاذ بقتل كعب بن الأشرف.
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
- 314 سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
معلومات عن حديث: قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
📜 حديث: قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








