حديث: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أول من عرف النبي ﷺ بأنه حيٌّ هو كعب بن مالك

عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: كان كعب أول من عرف رسول الله ﷺ بعد الهزيمة، وقول الناس: قتل رسول الله ﷺ. قال كعب: عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين! أبشروا هذا رسول الله ﷺ فأشار إليَّ أن أنصت، فلما عرفوا رسول الله ﷺ نهضوا به معهم نحو الشعب ومعه أبو بكر وعمر وعليّ وطلحة والزبير والحارث بن الصمة في رهط من المسلمين، ولما أسند رسول الله ﷺ في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول: يا محمد لا نجوت إن نجوت، فقال القوم: أيعطف عليه يا رسول الله رجل منا؟ فقال: دعوه، فلما دنا تناول رسول الله ﷺ الحربة من الحارث بن الصمة.
يقول بعض القوم فيما ذكر لي: فلما أخذها رسول الله ﷺ انتفض بها انتفاضة
تطايرنا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير إذا انتفض ثم استقبله فطعنه بها طعنة تدأدأَ منها عن ظهر فرسه مرارًا.

حسن: رواه أبو نعيم في الدلائل (٢/ ٦١٩ - ٦٢٠) من طريق محمد بن مسلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الله بن كعب بن مالك فذكره.

عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: كان كعب أول من عرف رسول الله ﷺ بعد الهزيمة، وقول الناس: قتل رسول الله ﷺ. قال كعب: عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين! أبشروا هذا رسول الله ﷺ فأشار إليَّ أن أنصت، فلما عرفوا رسول الله ﷺ نهضوا به معهم نحو الشعب ومعه أبو بكر وعمر وعليّ وطلحة والزبير والحارث بن الصمة في رهط من المسلمين، ولما أسند رسول الله ﷺ في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول: يا محمد لا نجوت إن نجوت، فقال القوم: أيعطف عليه يا رسول الله رجل منا؟ فقال: دعوه، فلما دنا تناول رسول الله ﷺ الحربة من الحارث بن الصمة.
يقول بعض القوم فيما ذكر لي: فلما أخذها رسول الله ﷺ انتفض بها انتفاضة
تطايرنا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير إذا انتفض ثم استقبله فطعنه بها طعنة تدأدأَ منها عن ظهر فرسه مرارًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا الحديث العظيم يروي جانبًا من أحداث غزوة أُحُد، وهو من الشهادات التاريخية التي تبين شجاعة النبي ﷺ وثباته في أحرج المواقف. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● الهزيمة: المقصود هنا الانكسار الذي حصل للمسلمين في غزوة أحد بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي ﷺ.
● تزهران: تبرقان وتتلألأان من شدة البريق والنور.
● المغفر: زرد يلبس تحت القلنسوة أو البيضة على الرأس لوقايته في الحرب.
● الشعب: المكان بين جبلين أو متسع في الجبل.
● تدأدأ: تمايل وتقلقل من شدة الألم وسقط على الأرض.

2. شرح الحديث:


يصف عبد الله بن كعب بن مالك - وهو راوي الحديث عن أبيه كعب بن مالك - اللحظة الحرجة بعد انكشاف المسلمين في أحد، حين أشيع أن النبي ﷺ قد قُتل. فكان كعب بن مالك أول من تعرف على النبي ﷺ بعد هذه الحادثة، حيث رأى عيني النبي ﷺ تتلألأان من تحت المغفر (الذي يغطي الرأس في الحرب)، فعرف أنه حي، فصرخ بأعلى صوته مبشرًا المسلمين بذلك. فأشار إليه النبي ﷺ أن يسكت حتى لا يلفت انتباه العدو.
ثم اجتمع حول النبي ﷺ عدد من أصحابه الأبرار - وهم أبو بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير والحارث بن الصمة رضي الله عنهم - وأدخلوه إلى مكان آمن بين الجبال (الشعب). وهناك لحقهم أبي بن خلف (وهو من كفار قريش) وهو يهدد النبي ﷺ بالقتل. فاستأذن الصحابة النبي ﷺ لقتله، لكن النبي ﷺ أمرهم بتركه. وعندما اقترب أبي بن خلف، أخذ النبي ﷺ الحربة من الحارث بن الصمة وطعن بها أبي بن خلف طعنة قوية أردته قتيلاً.

3. الدروس المستفادة:


● ثبات النبي ﷺ في الشدائد: رغم الجرح والهزيمة، كان النبي ﷺ صامدًا وشجاعًا.
● التأييد الإلهي: حفظ الله لنبيه حتى في أحلك الظروف، كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
● فضل الصحابة: تضحيتهم ودفاعهم عن النبي ﷺ، وخاصة من ذكرت أسماؤهم في الحديث.
● العاقبة للمتقين: انتهاء أبي بن خلف الذي توعّد النبي ﷺ بالقتل، فقتله النبي ﷺ طعنة واحدة.
● الأمر بالكتمان أحيانًا: إشارة النبي ﷺ إلى كعب بالسكوت درس في الحكمة وعدم إفشاء الأمور في وقت الخطر.

4. معلومات إضافية:


- هذه الواقعة جزء من غزوة أحد (3 هـ)، والتي فيها جرح النبي ﷺ وكسرت رباعيته.
- أبي بن خلف كان من أشد المعادين للإسلام، وقد ادعى يومًا أنه سيقتل النبي ﷺ، فقال له النبي ﷺ: "بل أنا أقتلك إن شاء الله"، فتحقق ذلك في أحد.
- الرواية تظهر معجزة نبوية، حيث قتل النبي ﷺ أبي بن خلف برمة واحدة (وهو جريح) فمات بعد عودته إلى مكة.
- الحديث رواه ابن إسحاق في السيرة، وابن هشام، وأخرجه البيهقي في الدلائل، وهو حديث صحيح متفق على صحته.
أسأل الله أن ينفعنا بسيرة نبيه ﷺ، ويجعلنا من المتبعين لهديه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو نعيم في الدلائل (٢/ ٦١٩ - ٦٢٠) من طريق محمد بن مسلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الله بن كعب بن مالك فذكره. وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
دون قوله: قال بعض القوم فيما ذكر لي ... فإنه لم يسند هذا الجزء.
وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد (٢٥٣) من وجه آخر عن محمد بن إسحاق عن ابن شهاب وعن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك فذكر مثله.
وهو في سيرة ابن هشام (٢/ ٨٣) إلا أنه ليس فيه ذكر عبد الله بن كعب وإنما قال فيه: ذكر لي ابن شهاب الزهري كعب بن مالك قال: فذكر الحديث.
وهذا دليل على أن ابن هشام اختصر إسناد ابن إسحاق في مواضع كثيرة، ولذا يجب الحذر والحيطة في الحكم على الإسناد من خلال سيرة ابن هشام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 332 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله

  • 📜 حديث: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب