حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اختيار النبي ﷺ أبا دجانة لمنحه السيف ليقاتل به المشركين

عن أنس أن رسول الله ﷺ أخذ سيفًا يوم أحد فقال: «من يأخذ مني هذا السيف بحق؟» فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا قال: «فمن يأخذه بحقه؟» قال: فأحجم القوم، فقال سماك بن خرَشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال: فأخذه ففلق به هام المشركين.

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٤٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس أن رسول الله ﷺ أخذ سيفًا يوم أحد فقال: «من يأخذ مني هذا السيف بحق؟» فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا قال: «فمن يأخذه بحقه؟» قال: فأحجم القوم، فقال سماك بن خرَشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال: فأخذه ففلق به هام المشركين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أخذ سيفًا يوم أحد فقال: «مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟» فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا، أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟» قَالَ: فَأَحْجَمَ القَوْمُ، فَقَالَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ المُشْرِكِينَ.


1. شرح المفردات:


● بِحَقِّهِ: أي بالشرط الذي يقتضيه حق السيف، وهو أن يُستخدم في الجهاد حق استخدامه دون تردد أو فرار.
● فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ: مدوا أيديهم طلبًا لأخذ السيف.
● أَحْجَمَ القَوْمُ: توقفوا وتراجعوا بعد أن عرفوا أن الأخذ "بالحق" يعني التزامًا خطيرًا.
● فَلَقَ بِهِ هَامَ المُشْرِكِينَ: شق به رؤوس الكفار؛ أي قاتل به بقوة وشجاعة.


2. شرح الحديث:


وقع هذا الحديث في غزوة أحد عندما اشتد القتال وحمي الوطيس، وكان المسلمون في موقف صعب بعد أن خالف الرماة أمر النبي ﷺ ونزلوا من الجبل، فحدثت الثغرة التي هاجم منها المشركون.
أخذ النبي ﷺ سيفًا ورفعه يسأل عن مقاتل شجاع يأخذه "بحقه"، أي بشرط أن يُستخدم في القتال بلا تردد أو هروب، وأن يُضرب به وجه العدو حتى ينكسر أو ينتصر.
في البداية، تقدم العديد من الصحابة راغبين في الشرف، لكن عندما بين النبي ﷺ أن الأخذ "بالحق" يعني التزامًا بالقتال حتى الموت أو النصر، توقفوا إلا أبا دجانة رضي الله عنه الذي عرف قدر المسؤولية وتقدم قائلاً: "أنا آخذه بحقه".
فأعطاه النبي ﷺ السيف، فقاتل أبو دجانة به قتال الأبطال، واشتهر بعمامته الحمراء التي كان يلفها كالعصابة ليعرف المشركون أنه سيدخل الصفوف بلا خوف، فكان يفلق به رؤوس المشركين.


3. الدروس المستفادة:


● الشجاعة والإقدام: الموقف يظهر شجاعة الصحابة وحبهم للجهاد، لكنه أيضًا يبين أن الشجاعة الحقيقية هي التي تقترن بالمسؤولية والاستعداد للتضحية.
● الأمانة في تحمل المسؤولية: أبو دجانة لم يأخذ السيف طلبًا للمجد الشخصي، بل تحمل مسؤولية الدفاع عن الإسلام والمسلمين.
● ثقة النبي ﷺ بأصحابه: النبي ﷺ كان يختبر أصحابه ليعرف من هو الجدير بحمل السلاح في اللحظات الحرجة.
● التضحية والفداء: الموقف يعلمنا أن الجهاد يحتاج إلى نفس تواقة للشهادة، مستعدة لبذل الغالي والنفيس.


4. معلومات إضافية:


● أبو دجانة سماك بن خرشة: من الأنصار، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها، وكان من الشجعان المعدودين.
● العصابة الحمراء: كانت علامة له في المعارك؛ يعصب بها رأسه ليعرفه الأعداء فيتجنبوه أو يواجهوه، فكانت شجاعته تثير الرعب في صفوف المشركين.
● الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة في سيرة النبي ﷺ وغزواته.

اللهم اجعلنا ممن يحملون راية الحق ويذودون عن دينك، وارزقنا الشجاعة والإقدام في سبيلك.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٤٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس فذكره.
وكان أبو دجانة رجلًا شجاعًا يختال عند الحرب إذا كانت، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء فاعتصب بها على الناس أنه سيقاتل، فلما أخذ السيف من يد رسول الله ﷺ أخرج عصابته تلك، فعصب بها رأسه، وجعل يتبختر بين الصفين.
قال محمد بن إسحاق: فحدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، عن رجل من الأنصار من بني سلمة قال: قال رسول الله ﷺ حين رأى أبا دجانة يتبختر: «إنها لمشية يبغضها الله، إلا في مثل هذا الموطن».
ابن إسحاق في سيرته (٥٠٥) وسيرة ابن هشام (٢/ ٦٧).
وفيه رجل لم يسم، وسماه البيهقي في الدلائل (٣/ ٢٣٣) بأنه معاوية بن معبد بن كعب بن مالك إلا أنه معضل.
وأما ما رُوي عن الزبير بن العوام قال: عرض رسول الله ﷺ سيفًا يوم أحد فقال: «من يأخذ هذا السيف بحقه؟» فقمت فقلت: أنا يا رسول الله ... ذكر الحديث بطوله. فهو ضعيف.
رواه البزار - كشف الأستار (١٧٨٧) والبيهقي في الدلائل (٣/ ٢٣٢ - ٢٣٣) كلاهما من حديث عمرو بن عاصم الكلابي، قال: حدثني عبيد الله بن الوازع بن ثور، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام فذكره.
قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا الزبير، ولا نعلمه إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن الوازع.
قال الأعظمي: عبيد الله بن الوازع بن ثور الكلابي البصري مجهول، لم يوثّقه أحد، ولم يرو عنه إلا ابن ابنه عمرو بن عاصم الكلابي، ولم يذكر ابن حبان في ثقاته.
وقول الهيثمي في «المجمع» (٦/ ١٠٩): «رواه البزار ورجاله ثقات» فيه نظر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 318 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحق

  • 📜 حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب