حديث: إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فضل من شهد بدرًا
قالت: قلت: يا رسول الله! أليس قد قال الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٧١] قال: «ألم تسمعيه يقول: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: ٧٢]».
صحيح: رواه ابن ماجه (٤٢٨١) وأحمد (٢٦٤٤٠) وصحّحه ابن حبان (٤٨٠٠) كلهم من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر - امرأة زيد بن حارثة - عن حفصة فذكرته.
![عن حفصة قالت: قال النبي ﷺ: «إني لأرجو ألا يدخل النار أحد - إن شاء الله تعالى - ممن شهد بدرًا والحديبية».
قالت: قلت: يا رسول الله! أليس قد قال الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٧١] قال: «ألم تسمعيه يقول: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: ٧٢]». عن حفصة قالت: قال النبي ﷺ: «إني لأرجو ألا يدخل النار أحد - إن شاء الله تعالى - ممن شهد بدرًا والحديبية».
قالت: قلت: يا رسول الله! أليس قد قال الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٧١] قال: «ألم تسمعيه يقول: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: ٧٢]».](img/Hadith/hadith_8750.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها قالت: قال النبي ﷺ: «إني لأرجو ألا يدخل النار أحد - إن شاء الله تعالى - ممن شهد بدرًا والحديبية». قالت: قلت: يا رسول الله! أليس قد قال الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٧١] قال: «ألم تسمعيه يقول: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: ٧٢]».
1. شرح المفردات:
● أرجو: أطمع وأعتقد احتمالاً قوياً بتحقق الشيء.
● بدرًا: غزوة بدر الكبرى (سنة 2 هـ)، وهي أول معركة فاصلة في الإسلام.
● الحديبية: صلح الحديبية (سنة 6 هـ)، وهو حدث عظيم كانت نتيجته فتحاً مبيناً.
● واردها: يمر عليها ويعبرها.
● حتمًا مقضيًّا: أمراً محتوماً لا بد من وقوعه.
● جثيًّا: جاثين على الركب، ساقطين فيها أذلاء.
2. شرح الحديث:
يخبر النبي ﷺ عن رجائه وأمله في أن لا يدخل النار أحد ممن شهد غزوة بدر وصلح الحديبية، وذلك لعظم منزلتهم وجليل أعمالهم وجهادهم في سبيل الله.
فلما سمعت حفصة رضي الله عنها هذا الكلام، استشكلت معنى قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ الذي يفيد أن كل الناس سيمرون على النار، فسألت النبي ﷺ عن ذلك.
فأجابها ﷺ بأن هذا الورود هو مجرد المرور والعبور، وليس المقصود الدخول والخلود فيها، مستدلاً بقوله تعالى بعدها مباشرة: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾، فالمتقون سيعبرون النار ولكنهم لن يدخلوها، بل سينجون منها بفضل تقواهم وإيمانهم.
3. الدروس المستفادة:
● عظم فضل أهل بدر والحديبية: فقد بشّرهم النبي ﷺ بالنجاة من النار، وذلك لما قدموه من تضحيات جليلة في سبيل الإسلام.
● الجمع بين النصوص الشرعية: عند وجود apparent تعارض بين النصوص، يجب جمعها وتفسير بعضها ببعض، كما فعل النبي ﷺ حين فسر الآية الأولى بالثانية.
● الورود غير الدخول: الورود على النار يعني المرور عليها أو اجتيازها، كجسر يعبر عليه الناس، فأهل الإيمان يعبرونها بسلام، وأهل الكفر والظلم يهوون فيها.
● تفاضل الأعمال والدرجات: ليس كل المؤمنين في درجة واحدة، فمن زاد إيمانه وجهاده زادت منزلته وتكريمه عند الله.
● الأمل والرجاء في رحمة الله: حتى مع وجود الوعيد، فإن رحمة الله وسعت كل شيء، وهو الذي يغفر الذنوب جميعاً.
4. معلومات إضافية:
● أهل بدر: هم من شهدوا غزوة بدر وعددهم حوالي 313 صحابياً، وقد ثبت في فضلهم أحاديث كثيرة، منها أن الله اطلع عليهم فقال: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
● أهل الحديبية: هم الذين بايعوا النبي ﷺ تحت الشجرة على عدم الفرار، وقد نزل فيهم قوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18].
● الورود في الميزان العقائدي: أهل السنة يؤمنون بأن المؤمنين سيعبرون على الصراط فوق النار، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، وآخرون ينجون بتشفع الشفعاء، وهذا هو معنى الورود.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وفي رواية: عن أم مبشر قالت: قال رسول الله ﷺ، وهو في بيت حفصة، فذكرت الحديث.
فيكون من مسند أم مبشر نفسها، كذا عند مسلم (٢٤٩٦) من وجه آخر عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي ﷺ يقول عند حفصة: فذكرت الحديث إلا أنه ليس فيه ذكر بدر.
وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم: ٧١] المراد بالورود هو المرور على الصراط، وهو جسر منصوب على جهنم، فيقع فيها أهلها، وينجو المؤمنون، وإن كانت حفصة فهمت الدخول في النار، فرد عليها النبي ﷺ بالآية التي بعدها بأن المراد بها المرور على الصراط لا الورود في النار.
وإن فهم من الآية الدخول في النار فتكون للمؤمنين بردًا وسلامًا، ثم يخرجون فيها، ويدخلون الجنة بخلاف الكفار.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 300 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 275 طرح القتلى في القليب وخطاب النبي ﷺ لأهل القليب
- 276 وصية النبي للرماة في غزوة أحد بعدم ترك مواقعهم
- 277 من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب
- 278 من أسر العباس في غزوة بدر؟
- 279 ما كان لنبي أن يكون له أسرى
- 280 استشارة النبي لابي بكر وعمر في شان الاسرى
- 281 اضرب أعناقهم يا رسول الله
- 282 فداء أسارى بدر أربعة آلاف لكل واحد.
- 283 إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به...
- 284 لا تذرون منه درهما
- 285 الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك
- 286 فداء أسرى بدر بتعليم أولاد الأنصار الكتابة
- 287 أطلقوا لها أسيرها وردوا الذي لها
- 288 معنى: لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في...
- 289 خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
- 290 ضربت يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم
- 291 عطاء البدريين خمسة آلاف
- 292 شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ
- 293 "يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر"
- 294 كان النبي إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 295 بعث النبي بشيرين لتبشير اهل المدينة بفتح بدر
- 296 خلّف النبي عثمان وأسامة على رقية أيام بدر
- 297 استوصوا بالأسارى خيرًا
- 298 عن ابن عباس: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى...
- 299 إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس
- 300 إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
- 301 أرواح الشهداء في الجنة في طير خضر
- 302 عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة
- 303 يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب...
- 304 عنوان الحديث: النبي ﷺ يصلي على راحلته متوجهاً قبل المشرق
- 305 خروج رسول الله في غزوة بني أنمار
- 306 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
- 307 انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم
- 308 أمر النبي ﷺ سعد بن معاذ بقتل كعب بن الأشرف.
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
- 314 سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
معلومات عن حديث: إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
📜 حديث: إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








