حديث: قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب هزيمة المشركين يوم أحد
قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم. قال عروة: فو الله ما زالتْ في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٦٥) عن عبيد الله بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الذي روي عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، والذي يروي جانبًا من أحداث غزوة أحد، معتمدًا في ذلك على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هُزم المشركون فصرخ إبليس لعنة الله عليه - أي عباد الله! أخراكم، فرجعت أولاهم، فاجتلدتْ هي وأخراهم، فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد الله أبي أبي، قال: قالت: فوالله! ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم. قال عروة: فو الله ما زالتْ في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله.
1. شرح المفردات:
* هُزم المشركون: انهزموا وولوا الأدبار منهزمين.
* صرخ إبليس: رفع صوته بالنداء.
* أخراكم: الذين في المؤخرة من جيش المسلمين (الذين يحمون الظهر).
* فرجعت أولاهم: طليعة الجيش المسلم (المقدمة) التي كانت تلاحق المشركين.
* فاجتلدتْ هي وأخراهم: التقت واصطدمت المقدمة (التي رجعت) بالمؤخرة (ظنًا منها أنهم مشركون) فوقع القتال بينهم خطأ.
* فبصر حذيفة: نظر وأبصر.
* أبي أبي: أي هذا أبي فاحذروه، أو أنقذوه.
* ما احتجزوا: ما امتنعوا أو توقفوا عن قتله.
* بقية خير: أثر من الخير والفضل والصبر والحلم.
2. شرح الحديث:
يصف هذا الحديث لحظة حرجة ومحنة عظيمة وقعت للمسلمين في غزوة أحد، وذلك بسبب مكيدة الشيطان:
* بداية النصر والهزيمة: بدأ الأمر بنصر للمسلمين، حيث هزم المشركون وولوا الأدبار، وبدأ المسلمون في ملاحقتهم وجمع الغنائم.
* مكيدة إبليس: استغل إبليس – لعنه الله – هذه اللحظة، وكان على صورة رجل من بني كنانة، فصاح في جيش المسلمين صيحة خدع بها الطرفين: فنادى المسلمين الذين في المقدمة (الذين يلاحقون المشركين) قائلًا: "أي عباد الله! أخراكم"، أي أن المؤخرة (الرماة على جبل الرماة) قد هوجمت أو أن العدو فيها. وفي روايات أخرى أنه صاح في المؤخرة بأن المقدمة قد هزمت.
* الفتنة والاقتتال: صدق المسلمون هذه الصيحة الشيطانية. فرجعت مقدمة الجيش (التي كانت تلاحق العدو) مسرعة إلى المؤخرة لحمايتها، وحين رأتهم المؤخرة مسرعين ظنوهم مشركين يهجمون عليهم، فاستداروا لقتالهم. وحدث ارتباك شديد ووقع قتال بين فريقين من المسلمين يظن كل منهما أنه يقاتل العدو.
* مأساة حذيفة وأبيه: في خضم هذا الاشتباك والاضطراب، رأى الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أباه حُسَيْل بن جابر (المكنى بأبي اليمان) وهو بين المسلمين. فخشي حذيفة أن يقتله أحدهم خطأً لأنه كان قد تقدم في السن ولم يكن معروفًا للجميع، فصاح بأعلى صوته: "أي عباد الله! أبي أبي!" أي هذا أبي فاتقوا الله فيه ولا تقتلوه.
* استشهاد الأب: لكن بسبب شدة الاشتباك والغبار والارتباك، لم يسمعوا صوته أو لم يتمكنوا من التمييز، فاستمر المسلمون في القتال حتى قتلوا الرجل الصالح اليمان رضي الله عنه خطأً.
* موقف عظيم من حذيفة: جاء حذيفة إلى أبيه فوجده قد قُتل. Imagine مأساة أن يموت والدك على يد إخوانك في الدين خطأً. لكن رد فعل حذيفة كان أعظم دليل على إيمانه وصبره وحلمه. لم يغضب أو يلعن أو يسب، بل قال بكلمات تحمل كل معاني التسامح والإيمان: "يغفر الله لكم". فهو يعلم أنهم غير متعمدين، وأن الأمر كان فتنة واختبارًا.
* ثناء على حذيفة: ثم يتابع الراوي (عروة بن الزبير) فيشهد لحذيفة بهذا الخلق العظيم، قائلًا: "فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله"، أي أن هذه السجية من الصفح والعفو والخير استمرت فيه طوال حياته حتى توفي رضي الله عنه.
3. الدروس المستفادة منه:
1- كيد الشيطان وعظم فتنته: الحديث يظهر كيف أن عدو الله إبليس لا يكل ولا يمل من إيقاع الفتنة بين المؤمنين، مستغلًا أي ثغرة، حتى لو كانت في لحظة نصر. وهو يحاول تفكيك الوحدة وإثارة الفوضى.
2- خطر التسرع وعدم التثبت: كان مصدر المصيبة هو تصديق الصيحة من غير تثبت أو تحرٍّ للحقيقة. قال تعالى: *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾* [الحجرات: 6].
3- فضل الصبر والعفو عند المقدرة: يقدم حذيفة رضي الله عنه أروع مثال على
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 321 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 296 خلّف النبي عثمان وأسامة على رقية أيام بدر
- 297 استوصوا بالأسارى خيرًا
- 298 عن ابن عباس: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى...
- 299 إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس
- 300 إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
- 301 أرواح الشهداء في الجنة في طير خضر
- 302 عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة
- 303 يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب...
- 304 عنوان الحديث: النبي ﷺ يصلي على راحلته متوجهاً قبل المشرق
- 305 خروج رسول الله في غزوة بني أنمار
- 306 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
- 307 انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم
- 308 أمر النبي ﷺ سعد بن معاذ بقتل كعب بن الأشرف.
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
- 314 سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
معلومات عن حديث: قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
📜 حديث: قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








