حديث: عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب انتقام قريش لقتلى بدر بالتآمر على النبي ﷺ -

عن ابن شهاب قال: لما رجع كل المشركين إلى مكة أقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحجر، فقال صفوان: قبّح الله العيش بعد قتلى بدر، قال: أجل، والله ما في العيش خير بعدهم، ولولا دين عليّ لا أجد له قضاء، وعيال لا أدع لهم شيئًا، لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملأت عينيَّ منه، فإن لي عنده علة أعتلّ بها عليه، أقول: قدمت من أجل ابني هذا الأسير. قال: ففرح صفوان، وقال له: عليّ دَينك، وعيالك أسوة عيالي في النفقة، لا يسعني شيء وأعجز عنهم. فاتفقا، وحمله صفوان وجهّزه، وأمر بسيف عمير فصقل وسمّ، وقال عمير لصفوان: أكتم خبري أيامًا.
وقدم عمير المدينة، فنزل بباب المسجد، وعقل راحلته، وأخذ السيف، وعمد إلى رسول الله ﷺ فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار، ففزع، ودخل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا نبي الله لا تأمنه على شيء، فقال: «أدخله عليّ» فخرج عمر، فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول الله ﷺ ويحترسوا من عمير، وأقبل عمر وعمير حتى دخلا على رسول الله ﷺ ومع عمير سيفه. قال رسول الله، ﷺ لعمر: «تأخر عنه» فلما دنا منه عمير قال: أنعم صباحًا. وهي تحية أهل الجاهلية. فقال رسول الله، ﷺ: «قد أكرمنا الله عز وجل عن تحيتك، وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة، وهي السلام» فقال عمير: إن عهدك بها لحديث فقال له: «ما أقدمك يا عمير؟» قال: قدمت على أسيري عندكم تفادونا في أسرانا فإنكم العشيرة والأهل. فقال رسول الله ﷺ: «ما بال السيف في عنقك؟ !»، فقال: قبحها الله من سيوف، فهل أغنت عنا شيئًا؟ إنما نسيته في عنقي حين نزلت، فقال رسول الله ﷺ: «اصدقني ما أقدمك؟» قال: ما قدمت إلا في طلب أسيري قال: «فماذا شرطت لصفوان في الحجر؟» ففزع عمير، وقال: ماذا شرطت له؟ ! قال: «تحملت له بقتلي على أن يعول أولادك، ويقضي دَينك، والله حائل بينك وبين ذلك» فقال عمير: أشهد أنك رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر كما قلت، لم يطلع عليه أحد، فأخبرك الله به، فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق، ففرح به المسلمون، وقال له رسول الله، ﷺ: «اجلس يا عمير نؤانسك»، وقال لأصحابه: «علموا أخاكم القرآن»
وأطلق له أسيره.
فقال عمير: ائذن لي يا رسول الله! فألحق بقريش، فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، لعل الله أن يهديهم، فأذن له، فلحق بمكة.
وجعل صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر، وجعل يسأل كل راكب قدم من المدينة: هل كان بها من حدث؟ حتى قدم عليه رجل فقال له: قد أسلم عمير، فلعنه المشركون. وقال صفوان: لله عليّ أن لا أكلمه أبدًا، ولا أنفعه بشيء، ثم قدم عمير فدعاهم إلى الإسلام ونصحهم بجهده، فأسلم بسببه بشر كثير.

حسن: رواه موسى بن عقبة في مغازيه عن ابن شهاب هكذا مرسلًا كما في الإصابة (٧/ ٥٣١ - ٥٣٣).

عن ابن شهاب قال: لما رجع كل المشركين إلى مكة أقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحجر، فقال صفوان: قبّح الله العيش بعد قتلى بدر، قال: أجل، والله ما في العيش خير بعدهم، ولولا دين عليّ لا أجد له قضاء، وعيال لا أدع لهم شيئًا، لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملأت عينيَّ منه، فإن لي عنده علة أعتلّ بها عليه، أقول: قدمت من أجل ابني هذا الأسير. قال: ففرح صفوان، وقال له: عليّ دَينك، وعيالك أسوة عيالي في النفقة، لا يسعني شيء وأعجز عنهم. فاتفقا، وحمله صفوان وجهّزه، وأمر بسيف عمير فصقل وسمّ، وقال عمير لصفوان: أكتم خبري أيامًا.
وقدم عمير المدينة، فنزل بباب المسجد، وعقل راحلته، وأخذ السيف، وعمد إلى رسول الله ﷺ فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار، ففزع، ودخل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا نبي الله لا تأمنه على شيء، فقال: «أدخله عليّ» فخرج عمر، فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول الله ﷺ ويحترسوا من عمير، وأقبل عمر وعمير حتى دخلا على رسول الله ﷺ ومع عمير سيفه. قال رسول الله، ﷺ لعمر: «تأخر عنه» فلما دنا منه عمير قال: أنعم صباحًا. وهي تحية أهل الجاهلية. فقال رسول الله، ﷺ: «قد أكرمنا الله ﷿ عن تحيتك، وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة، وهي السلام» فقال عمير: إن عهدك بها لحديث فقال له: «ما أقدمك يا عمير؟» قال: قدمت على أسيري عندكم تفادونا في أسرانا فإنكم العشيرة والأهل. فقال رسول الله ﷺ: «ما بال السيف في عنقك؟ !»، فقال: قبحها الله من سيوف، فهل أغنت عنا شيئًا؟ إنما نسيته في عنقي حين نزلت، فقال رسول الله ﷺ: «اصدقني ما أقدمك؟» قال: ما قدمت إلا في طلب أسيري قال: «فماذا شرطت لصفوان في الحجر؟» ففزع عمير، وقال: ماذا شرطت له؟ ! قال: «تحملت له بقتلي على أن يعول أولادك، ويقضي دَينك، والله حائل بينك وبين ذلك» فقال عمير: أشهد أنك رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر كما قلت، لم يطلع عليه أحد، فأخبرك الله به، فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق، ففرح به المسلمون، وقال له رسول الله، ﷺ: «اجلس يا عمير نؤانسك»، وقال لأصحابه: «علموا أخاكم القرآن»
وأطلق له أسيره.
فقال عمير: ائذن لي يا رسول الله! فألحق بقريش، فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، لعل الله أن يهديهم، فأذن له، فلحق بمكة.
وجعل صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر، وجعل يسأل كل راكب قدم من المدينة: هل كان بها من حدث؟ حتى قدم عليه رجل فقال له: قد أسلم عمير، فلعنه المشركون. وقال صفوان: لله عليّ أن لا أكلمه أبدًا، ولا أنفعه بشيء، ثم قدم عمير فدعاهم إلى الإسلام ونصحهم بجهده، فأسلم بسببه بشر كثير.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من دلائل نبوة النبي ﷺ، وبرهان ساطع على صدق رسالته، وإليك الشرح الوافي له:

1. شرح المفردات:


● قبّح الله العيش بعد قتلى بدر: أي ذمّه وجعله قبيحًا.
● عليّ دين لا أجد له قضاء: عليه دين لا يستطيع سداده.
● أعتلّ بها عليه: أتعلل وأتذرع بها.
● صقل وسمّ: شحذ السيف وجعله حادًا، ووضع عليه السم ليكون القتل أكيدًا.
● أنعم صباحًا: تحية الجاهلية، بمعنى "طاب صباحك".
● حائل بينك وبين ذلك: مانع يمنعك من تحقيق ما تريد.
● نؤانسك: نجالسك ونونسك.

2. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة مؤامرة دبرها صفوان بن أمية -أحد زعماء قريش- بعد هزيمة المشركين في غزوة بدر، حيث أراد الانتقام بقتل النبي ﷺ. فاتفق مع عمير بن وهب على أن يقتل النبي ﷺ، مقابل أن يتكفل صفوان بدينه وأولاده.
جهز صفوان عميرًا بالسيف المسموم، وذهب عمير إلى المدينة متظاهرًا بأنه جاء لفداء ابنه الأسير، لكن نيته كانت الغدر والخيانة.
ولكن الله تعالى قد أراد خيرًا لعمير، فكشف النبي ﷺ -بوحي من الله- نيته الخبيثة وسره مع صفوان، مما جعل عميرًا يدرك حقيقة نبوة محمد ﷺ، فيعلن إسلامه وينقلب من عدو يريد قتل النبي إلى داعية للإسلام.

3. الدروس المستفادة منه:


● عناية الله تعالى بنبيه ﷺ: حيث حماه من كيد الأعداء، وكشف له مؤامراتهم.
● صدق النبوة: إخبار النبي ﷺ بعلم الغيب هو من أعظم الأدلة على نبوته، حيث أخبر عميرًا بتفاصيل اتفاقه مع صفوان في مكان سري لم يطلع عليه أحد.
● التوبة والهداية: قصة عمير تظهر أن باب التوبة مفتوح، وأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء.
● الحكمة في الدعوة: لم يعاقب النبي ﷺ عميرًا بعد إسلامه، بل قابله بالترحيب والتعليم، ثم أذن له بالعودة إلى مكة ليدعو قومه.
● قوة تأثير الدعوة بالحكمة: حيث أسلم بسببه كثير من الناس، مما يظهر أثر الداعية الذي كان عدواً ثم أصبح داعية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه القصة وقعت بعد غزوة بدر مباشرة، مما يظهر مدى حقد قريش وهزيمتهم النفسية بعد المعركة.
- عمير بن وهب أصبح بعد إسلامه من الصحابة الأخيار، وكان لدعوته في مكة أثر كبير.
- القصة تظهر أيضًا خلق النبي ﷺ العظيم في العفو والتسامح وحسن التعامل مع من كان يريد قتله.
- فيها دليل على أن المؤامرات على الإسلام وأهله لابد أن يفشلها الله تعالى ويحولها إلى خير وهداية للمسلمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه موسى بن عقبة في مغازيه عن ابن شهاب هكذا مرسلًا كما في الإصابة (٧/ ٥٣١ - ٥٣٣). ورواه الطبراني في الكبير (١٧/ ٦٢) من طريق محمد بن سهل بن عسكر، عن عبد الرزاق، أنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، لا أعلمه إلا عن أنس بن مالك فذكر نحوه مختصرًا. ورواه ابن مندة من طريق أبي الأزهر، عن عبد الرزاق بإسناده، وقال: «غريب لا نعرفه عن أبي عمران إلا من هذا الوجه» كما قال الحافظ في الإصابة، ثم أشار إلى رواية الطبراني.
قال الأعظمي: لقد رويت قصة عمير هذه من طرق أخرى بعضها مرسلة أخرجها الطبراني وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ٤٧٠) وهي تقوي بعضها بعضًا لاختلاف مخارجها وثقة رواتها. وقد أقر بوصلها الحافظ في الإصابة بعد أن ساق مراسيلها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 302 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة

  • 📜 حديث: عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب