حديث: النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وقوع النعاس يوم أحد
حسن: رواه إسحاق بن راهويه في «مسنده» عن يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره.
![عن الزبير قال: لقد رأيتني مع رسول الله ﷺ يوم أحد حين اشتد علينا الخوف، وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا وذَقَنه أو قال: ذقنه في صدره، فو الله! إني لأسمع كالحلم قول معتّب بن قشير: ﴿لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا﴾ فحفظتها فأنزل الله ﷿ في ذلك: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا﴾ إلى قوله ﴿مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا﴾ لقول معتب بن قشير قال: ﴿قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ﴾ حتى بلغ ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [آل عمران: ١٥٤]. عن الزبير قال: لقد رأيتني مع رسول الله ﷺ يوم أحد حين اشتد علينا الخوف، وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا وذَقَنه أو قال: ذقنه في صدره، فو الله! إني لأسمع كالحلم قول معتّب بن قشير: ﴿لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا﴾ فحفظتها فأنزل الله ﷿ في ذلك: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا﴾ إلى قوله ﴿مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا﴾ لقول معتب بن قشير قال: ﴿قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ﴾ حتى بلغ ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [آل عمران: ١٥٤].](img/Hadith/hadith_8792.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه، يروي لنا واقعة عظيمة من وقائع غزوة أحد، والتي تجلت فيها قدرة الله تعالى ورحمته بعباده المؤمنين، كما كشفت عن حال المنافقين ومواقفهم. وإليك الشرح الوافي للحديث على النحو التالي:
1. شرح المفردات:
● اشتد علينا الخوف: أي زاد وبلغ أشده بسبب هجوم المشركين على المسلمين بعد انكشاف الرماة لجبل الرماة.
● أرسل علينا النوم: أي ألقى الله تعالى النعاس عليهم.
● ذَقَنه أو ذقنه في صدره: الذَّقَن هو أسفل الذقن، أي أن النوم كان شديدًا حتى أن رأس كل واحد منهم كان يميل إلى صدره من شدة النعاس.
● كالحلم: أي كالصوت الخافت أو كالهمس الذي يُسمع في النوم.
● معتّب بن قشير: وهو من المنافقين الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا النفاق.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الزبير بن العوام رضي الله عنه عن موقف صعب مر به المسلمون في غزوة أحد، عندما انقلبت موازين المعركة بعد أن خالف الرماة أمر النبي ﷺ وتركوا مواقعهم على جبل الرماة، فانتهز المشركون الفرصة وهاجموا المسلمين من الخلف، فاشتد الخوف على الصحابة وكادوا ييأسون.
وفي هذا الموقف العصيب، أنزل الله تعالى عليهم النعاس، فناموا نومًا عميقًا حتى أن رؤوسهم كانت تميل إلى صدورهم من شدة النوم. وهذا النوم كان نعمة من الله تعالى ليطمئن به قلوبهم ويريح به أجسادهم المتعبة بعد ما لحقهم من الخوف والتعب.
وفي هذه اللحظة، سمع الزبير رضي الله عنه كلامًا خافتًا كالحلم، يقول فيه معتب بن قشير (وهو من المنافقين): "لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا"، أي لو كان لنا رأي أو قيادة في الأمر لما وضعنا في هذا الموقف الذي يؤدي بنا إلى القتل. فهذا الكلام ينم عن جبن ونفاق وسوء ظن بالله تعالى.
فحفظ الزبير هذه الكلمة وأخبر بها النبي ﷺ، فأنزل الله تعالى آيات من سورة آل عمران (من الآية 154) ترد على هذا المنافق وتكشف عن حقيقة نفاقه وسوء نيته، وتؤكد أن القضاء والقدر بيد الله تعالى وحده.
3. الدروس المستفادة منه:
● فضل الله ورحمته بالمؤمنين: حيث أنزل الله تعالى الأمنة والنعاس على الصحابة في وقت الشدة، فسكنت قلوبهم وهدأت نفوسهم.
● الفرق بين المؤمن والمنافق: المؤمن يتوكل على الله ويصبر على البلاء، أما المنافق فيجبن ويشكك في قدرة الله ويُظهر سوء نيته.
● أن الله تعالى هو المتصرف في الأمور: فلا يكون شيء إلا بمشيئته، وهو الذي ينزل السكينة والطمأنينة في قلوب المؤمنين.
● أن النوم في وقت الشدة قد يكون نعمة من الله: ليريح به العباد ويقويهم على مواجهة المصاعب.
● وجوب الصبر والثبات في سبيل الله: وعدم الاستسلام للخوف أو اليأس.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- الغزوة المذكورة هي غزوة أحد التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة.
- الزبير بن العوام رضي الله عنه هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وحواري رسول الله ﷺ.
- الآيات التي نزلت في هذا الحديث هي من سورة آل عمران، من قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} إلى قوله: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154].
- هذه الآيات تبين أن القتل والموت بأجل الله، لا يتقدم ولا يتأخر، وأن الله يميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصادقين المتوكلين عليه، وأن يحفظنا من نفاق القلوب وسوء الظن به تعالى. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وقد صرّح في الأسانيد السابقة فلعل هنا اختصره الراوي فقال: «عن» فإنه راوه أيضًا من وجه آخر عن محمد بن إسحاق يقول فيه: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام، قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ مُصعِدِين في أحد ... فذكر الحديث. «المطالب العالية» (٤٢٦٠).
وكذلك رواه أبو نعيم في الدلائل (٢/ ٦٢٦) من وجه آخر عن محمد بن إسحاق مصرحًا بالسماع.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 328 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 303 يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب...
- 304 عنوان الحديث: النبي ﷺ يصلي على راحلته متوجهاً قبل المشرق
- 305 خروج رسول الله في غزوة بني أنمار
- 306 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
- 307 انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم
- 308 أمر النبي ﷺ سعد بن معاذ بقتل كعب بن الأشرف.
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
- 314 سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
- 348 قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
- 349 لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية
- 350 صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين
- 351 لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق
- 352 لكن حمزة لا بواكي له
معلومات عن حديث: النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
📜 حديث: النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








