حديث: فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عفو الله ﷿ عمّن فرّ من غزوة أحد

عن عبد الله بن الزبير قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله ﷺ وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله ﷺ حتى انتهى بعضهم إلى المنقا دون الأعوص، وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان رجلان من الأنصار ثم من بني زريق حتى بلغوا الجلعب - جبلا بناحية المدينة، فأقاموا به ثلاثًا، ثم رجعوا إلى رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «لقد ذهبتم فيها عريضة».

حسن: رواه محمد بن إسحاق في سيرته (٥١٤) قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير فذكره.

عن عبد الله بن الزبير قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله ﷺ وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله ﷺ حتى انتهى بعضهم إلى المنقا دون الأعوص، وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان رجلان من الأنصار ثم من بني زريق حتى بلغوا الجلعب - جبلا بناحية المدينة، فأقاموا به ثلاثًا، ثم رجعوا إلى رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «لقد ذهبتم فيها عريضة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو يتناول موقفاً من مواقف غزوة أحد، ويبيّن فضل الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، ويذكر جانباً من حال بعض المسلمين في تلك الغزوة.

أولاً. شرح المفردات:


● أوجب طلحة: أي أوجب الجنة لطلحة، أو جعل له الواجب من الأجر والثواب، والوجوب هنا بمعنى الإثبات والإلزام، أي استحقاق الجنة.
● صنع ما صنع: يشير إلى ما فعله طلحة من دفاع وبذل للنفس في حماية النبي ﷺ.
● انهزموا: فروا من أرض المعركة.
● المنقا دون الأعوص: أماكن معروفة قرب المدينة، والمنقا: موضع فيه حجارة سوداء، والأعوص: وادٍ قرب أحد.
● الجلعب: جبل من جهة المدينة.
● عريضة: أي ذهبتم فيها ذهاباً واسعاً بعيداً، والعريضة: الأمر العظيم أو الشديد.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث موقفاً من غزوة أحد، حينما اشتد القتال على المسلمين، وحدثت الهزيمة بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي ﷺ، ففرّ كثير من الصحابة، وبقي النبي ﷺ في مجموعة قليلة تدافع عنه.
● فضل طلحة بن عبيد الله: كان طلحة رضي الله عنه من الذين ثبتوا مع النبي ﷺ، وقاتل حتى أصيب في يده وشلّت أصابعه دفاعاً عن رسول الله ﷺ، فكان هذا الموقف سبباً في استحقاقه الجنة، حتى لُقب بـ "طلحة الخير" و"طلحة الفياض" لكرمه وجهاده.
● فرار بعض الصحابة: ذكر الحديث فرار عثمان بن عفان رضي الله عنه (وهو غير الخليفة الثالث، بل هو صحابي آخر من الأنصار)، وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان، وهؤلاء من بني زريق من الأنصار، حيث فروا حتى بلغوا جبل الجلعب وأقاموا ثلاثة أيام، ثم عادوا إلى النبي ﷺ.
● قول النبي ﷺ: "لقد ذهبتم فيها عريضة": هذا تعليق من النبي ﷺ على فرارهم، حيث وصف فرارهم بأنه كان شديداً وبعيداً، ولم يقل هذا تقريعاً شديداً، بل تذكيراً لهم بما حدث، مع أنهم عادوا وربما تابوا من ذلك، وقد قبل النبي ﷺ عودتهم، وهذا من رحمته ﷺ.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- ثبات طلحة رضي الله عنه وفضله: هذا الحديث يظهر فضل طلحة بن عبيد الله وجهاده وبذله في سبيل الله، حتى استحق بهذا الموقف الثناء العظيم من النبي ﷺ.
2- ضعف البشر وخطؤهم: حتى الصحابة الكرام - وهم خير الناس بعد الأنبياء - قد يقع منهم الخطأ والفرار من الزحف، ولكنهم يعودون ويتوبون، وهذا يدل على أن الإنسان قد يعتريه الضعف، ولكن المهم هو الرجوع إلى الله والتوبة.
3- رحمة النبي ﷺ وحلمه: تقبّل النبي ﷺ عودة هؤلاء الصحابة بعد فرارهم، ولم يعنّفهم بشدة، بل قال لهم ما قال بلطف، مما يدل على رحمته وحكمته في معالجة الأخطاء.
4- الصحابة ليسوا معصومين: فهم بشر يصيبون ويخطئون، ولكنهم خير القرون وأفضل الأمة بعد نبيها، وقد قبل الله توبتهم وأثنى عليهم في القرآن في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 155].
5- الفرار من الزحف من الكبائر: لكن من فرّ ثم تاب وعاد، فإن الله يتوب عليه، خاصة إذا كان ذلك في ظروف قاهرة مثل ما حدث في أحد.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من رواية عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وهو من الصحابة الأجلاء.
- طلحة بن عبيد الله هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من السابقين إلى الإسلام.
- غزوة أحد كانت درساً للمسلمين في أهمية الطاعة والثبات، وأن النصر ليس بالعدد ولكن بتأييد الله.
- الذين فرّوا في أحد تاب الله عليهم، وكانوا بعد ذلك من المجاهدين الثابتين، وقد شهدوا باقي الغزوات والفتوحات.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه محمد بن إسحاق في سيرته (٥١٤) قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 330 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول

  • 📜 حديث: فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب