شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ

حديث: شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ

عن علي بن أبي طالب قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي ﷺ أعطاني مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ ... الحديث بطوله.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٠٣) ومسلم في الأشربة (٢: ١٩٧٩) كلاهما من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أخبرني علي بن حسين بن علي أن حسين بن علي أخبره أن عليًا قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3140) عن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو حديث طويل، وسأقوم بشرحه جزءًا جزءًا مع بيان دروسه المستفادة.
النص الكامل للحديث (باختصار):
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الخُمُسِ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي، فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ أُرِيدُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَاغِينَ، فَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَتِي... [ثم ذكر قصة ذهابه لجمع الإذخر وملاقاته للنبي ﷺ وصاحبه، ومساعدتهما له، وذهابهما إلى بيت فاطمة، وإعانة النبي ﷺ له بدهن السمن وغيرها من التفاصيل]".

1. شرح المفردات:

* شَارِفٌ: ناقة مسنة، ولكنها هنا تُقصد بها الناقة القوية التي تُستخدم للحمل والركوب.
* المَغْنَم: ما يُغتنم من الكفار في الحرب.
* أفاء الله عليه: أي أعطاه وأرزقه من الغنيمة.
* الخُمُس: هو خمس الغنيمة الذي كان يُؤخذ لبيت مال المسلمين ويصرف في مصالحهم، ومنه يعطي النبي ﷺ ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
* أَبْتَنِي: أتزوج وأعقد النكاح. والبناء بالمرأة هو الدخول بها.
* صَوَّاغًا: صائغًا للفضة والذهب.
* بَنِي قَيْنُقَاع: هم طائفة من يهود المدينة.
* إِذْخِر: نوع من النبات العطري ذي الرائحة الطيبة، كان يُستخدم للتبخير أو الفراش.
* وَلِيمَتِي: الطعام الذي يُصنع عند العرس ويُدعى إليه الناس.

2. شرح الحديث:

يخبر سيدنا علي رضي الله عنه عن سبب تواضع مهر السيدة فاطمة رضي الله عنها وحالته المادية وقت زواجه. وكان له ناقة (شارف) من غنائم غزوة بدر، وأعطاه النبي ﷺ ناقة أخرى من حصته من الخمس.
وعندما أراد أن يتزوج بالسيدة فاطمة، أراد أن يجمع بعض المال ليكسب ويكون لديه ما ينفقه على الوليمة. فاتفق مع صائغ يهودي أن يذهب معه ليحملا نبات الإذخر من البرية، فيبيعه علي للصائغين (ربما لاستخدامه في أعمال الصياغة أو للتبخير) ويكسب ثمنه.
ذهب علي رضي الله عنه بمفرده إلى مكان الإذخر، وجمع كمية كبيرة منه وربطها جيدًا، ثم جاء ليحملها على ناقته فلم يستطع لأنها كانت ثقيلة. وفي تلك اللحظة، رأى النبي ﷺ ومعه رجل آخر (قيل هو أبو بكر الصديق)، فجاءا لمساعدته. قام النبي ﷺ بدفع الحمل من الخلف (يكنزه) بينما كان علي يقود الناقة، حتى تيسر حملها وذهبوا إلى السوق لبيعها.
ثم ذهبوا إلى بيت فاطمة، فوجدوا السيدة فاطمة جالسة حزينة لأن الناس كانوا يتكلمون عن قلة مهرها. فطمأنها النبي ﷺ وأمرها أن تحضر ماءً فتوضأ به، ثم رش ذلك الماء في أركان البيت ودعا بالبركة. ثم جاء بدهن سمن ودهن به رأس علي ولحيته قائلاً: "ابدأ بامرأتك فادهنها". ففعل ذلك، وكان هذا بمثابة تجهيز متواضع للعرس.

3. الدروس المستفادة منه:

1- التواضع والزهد في الدنيا: يظهر الحديث أعلى درجات الزهد والتواضع في حياة النبي ﷺ وأهل بيته وأصحابه. فمهر سيدة نساء العالمين كان درعًا وبعض المتاع البسيط، وكان وليمة العرس شيئًا يسيرًا.
2- الجهاد والعمل للكسب الحلال: لم يكتفِ سيدنا علي بما لديه، بل سعى وعمل بيديه لجمع المال الحلال للإنفاق على أسرته الجديدة.
3- معاونة الآخرين ومساعدتهم: النبي ﷺ وهو سيد الخلق، لم يتكبر عن مساعدة صهره في حمل الحطب، مما يعلمنا تواضع القادة ووجوب مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الأمور المباحة.
4- الدعاء والبركة: لم يعتمد النبي ﷺ على الجهد المادي فقط، بل سأل الله البركة في البيت والزوجين، فجمع بين الأسباب الشرعية والمادية.
5- التيسير في أمور الزواج وعدم المغالاة في المهور والتكاليف: هذه القصة هي أسوة للمسلمين في التيسير وعدم التكلف في حفلات الزواج والمهور، مخالفةً لعادات الجاهلية.
6- جواز التعامل مع أهل الذمة (اليهود والنصارى) في البيع والشراء: حيث تع

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٠٣) ومسلم في الأشربة (٢: ١٩٧٩) كلاهما من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أخبرني علي بن حسين بن علي أن حسين بن علي أخبره أن عليًا قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 292 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ

📜 حديث: شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية