حديث: أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد
قال قتادة: وحدثنا أنس بن مالك أنه قتل منهم يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم اليمامة سبعون.
قال: وكان بئر معونة على عهد رسول الله ﷺ، ويوم اليمامة على عهد أبي بكر الصديق يوم مسيلمة الكذاب.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٧٨) عن عمرو بن علي، حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الأثر الذي ذكر – وفقه الله – هو من رواية الإمام قتادة بن دعامة السدوسي (رحمه الله)، وهو من كبار أئمة التابعين وحفاظ الحديث، وهو يرويه عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أولاً: شرح المفردات:
* أحياء العرب: القبائل والعشائر العربية.
* أكثر شهيدًا: أي أكثر عددًا من القتلى الذين استشهدوا في سبيل الله.
* أعز يوم القيامة: أكثرهم عزّة ورفعة ومنزلة عند الله تعالى في يوم القيامة.
* بئر معونة: اسم مكان، وقعت فيه غزوة أو سرية.
* يوم اليمامة: هي المعركة الحاسمة في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق ضد مسيلمة الكذاب وأتباعه من بني حنيفة.
* مسيلمة الكذاب: هو مسيلمة بن حبيب الحنفي، ادعى النبوة كذبًا وزورًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: شرح الحديث والمعنى الإجمالي:
ليس هذا الأثر حديثًا نبوياً مرفوعاً، بل هو أثر مقطوع من كلام التابعي الجليل قتادة، يرويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يذكر فيه فضيلة عظيمة للأنصار.
* يبدأ قتادة كلامه بالإشادة بالأنصار، فيقول: إنه لا يعلم قبيلة من قبائل العرب كان لها من الشهداء في سبيل الله عددًا أكثر من الأنصار، وبسبب هذه الشهادة والصدق والتضحية، فإنهم سيكونون – بإذن الله – من أكثر الناس عزّة ورفعة ومنزلة يوم القيامة، حيث يشفع لهم دمهم وما قدموه في سبيل إعلاء كلمة الله.
* ثم يستدل قتادة على كلامه هذا بما حدثه به الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأنصار وكان حاضرًا تلك الأحداث، حيث ذكر له أن عدد الشهداء من الأنصار كان:
1- يوم أحد: سبعون شهيدًا. وذلك في الغزوة المشهورة التي استشهد فيها حمزة بن عبد المطلب وغيره من الصحابة الكرام.
2- يوم بئر معونة: سبعون شهيدًا. وهي سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم لتعليم القرآن، فغدروا بهم وقتلوهم غدرًا.
3- يوم اليمامة: سبعون شهيدًا. وهي المعركة التي قادها خالد بن الوليد في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما للقضاء على فتنة مسيلمة الكذاب، وكان للأنصار فيها دور بطولي وتضحية عظيمة، حيث كان في الجيش الكثير من قراء القرآن وحفاظه من الأنصار.
ثالثًا: الدروس المستفادة والعبر:
1- منزلة الشهادة في سبيل الله: يظهر هذا الأثر المكانة الرفيعة للشهداء عند الله تعالى، وأن تضحيتهم لا تذهب سدى، بل هي سبب لعزتهم ورفعتهم في الدنيا والآخرة.
2- فضل الأنصار وسبقهم في التضحية: يؤكد على ما تميز به الأنصار رضي الله عنهم من حب للإسلام وتضحية في سبيل نصرته، فهم الذين آووا ونصروا، ثم قدموا أرواحهم رخيصة دفاعًا عن الدين.
3- استمرار الجهاد والتضحية: التضحية لم تتوقف بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بل استمر الأنصار ومن بعدهم الصحابة في الدفاع عن الإسلام ووحدة الأمة في حروب الردة، مما يدل على ثباتهم وإيمانهم الراسخ.
4- الوفاء للشهداء: ذكر مناقب الشهداء وفضائلهم هو نوع من الوفاء لهم، وتخليد لذكراهم، وتحفيز للأحياء على الاقتداء بهم.
5- العزّة الحقيقية بالله وبدينه: العزّة الحقيقية ليست بكثرة المال أو العدد، ولكنها بالتمسك بالإيمان والتضحية في سبيل الله، كما قال تعالى: *(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)* [المنافقون: 8].
رابعًا: معلومات إضافية:
* بئر معونة: وقعت في شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سبعين من القراء المعلمين، فقتلهم بنو سليم وغطفان غدرًا عند ماء يسمى بئر معونة.
* حرب اليمامة: وقعت في سنة 12 هـ في عهد أبي بكر الصديق، وكان قائد جيش المسلمين خالد بن الوليد، وانتهت بهزيمة ساحقة لمسيلمة الكذاب وأتباعه، وكانت من أشد المعارك التي خاضها المسلمون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ولكن قال ابن إسحاق: «جميع من استشهد من المسلمين مع رسول الله ﷺ من المهاجرين
والأنصار: خمسة وستون رجلا».
قال الأعظمي: ليس منهم أربعة من المهاجرين أيضًا: وهم حمزة، وعبد الله بن جحش، ومصعب بن عمير، وشماس بن عثمان، والباقون من الأنصار.
واستدرك ابن هشام زيادة على ما ذكره ابن إسحاق خمسة آخرين فصاروا سبعين، وقد سرد ابن إسحاق أسماءهم وأسماء الذي قتلوا من المشركين وهم اثنان وعشرون رجلا. سيرة ابن هشام (٢/ ١٢٢ - ١٢٧).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 334 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
- 314 سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
- 348 قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
- 349 لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية
- 350 صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين
- 351 لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق
- 352 لكن حمزة لا بواكي له
- 353 تغسّل الملائكة حنظلة
- 354 المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد
- 355 رجلان عليهما ثياب بيض يقاتلان عن رسول الله ﷺ
- 356 أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد
- 357 ما جمع أبويه لأحد إلا لسعد: يا سعد ارم فداك...
- 358 فداك أبي وأمي
معلومات عن حديث: أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
📜 حديث: أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








