حديث: يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب هزيمة المشركين يوم أحد
قال الزبير: فوالله! إنا لكذلك قد علوناهم وظهرنا عليهم، إذ خالفت الرماة عن أمر رسول الله ﷺ فأقبلوا إلى العسكر حين رأوه مختلًا قد أجهضناهم عنه، فرغبوا إلى الغنائم، وتركوا عهد رسول الله ﷺ، فجعلوا يأخذون الأمتعة، فأتتنا الخيل من خلفنا، فحطمتنا، وكرّ الناس منهزمين، فصرخ صارخ يرون أنه الشيطان: ألا إن محمدًا قد قتل، فأعظم الناس، وركب بعضهم بعضًا، فصاروا أثلاثًا: ثلثًا جريحًا، وثلثًا مقتولًا، وثلثًا منهزمًا، قد بلغت الحرب، وقد كانت الرماة اختلفوا فيما بينهم، فقالت طائفة رأوا الناس وقعوا في الغنائم، وقد هزم الله تعالى المشركين، وأخذ المسلمون الغنائم: فماذا تنتظرون؟ وقالت طائفة: قد تقدم إليكم رسول الله ﷺ ونهاكم أن تفارقوا مكانكم إن كانت عليه أو له، فتنازعوا في ذلك، ثم إن الطائفة الأولى من الرماة أبت إلا أن تلحق بالعسكر، فتفرق القوم، وتركوا مكانهم، فعند ذلك حملت خيل المشركين.
حسن: رواه إسحاق في «مسنده» عن وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير فذكره.
![عن الزبير قال: والله إني لأنظر يومئذ إلى خدم النساء، مشمرات يسعين حين انهزم القوم، وما أرى دون أخذهن شيئًا، وإنا لنحسبهم قتلى ما يرجع إلينا منهم أحد، ولقد أصيب أصحاب اللواء، [وصبروا عنده حتى صار إلى عبد له حبشي، يقال له «صواب» ثم قتل صواب فطرح اللواء] فما يقربه أحد من خلق الله تعالى، حتى وثبت إليه عمرة بنت علقمة الحارثية، فرفعته لهم، وثاب إليه الناس.
قال الزبير: فوالله! إنا لكذلك قد علوناهم وظهرنا عليهم، إذ خالفت الرماة عن أمر رسول الله ﷺ فأقبلوا إلى العسكر حين رأوه مختلًا قد أجهضناهم عنه، فرغبوا إلى الغنائم، وتركوا عهد رسول الله ﷺ، فجعلوا يأخذون الأمتعة، فأتتنا الخيل من خلفنا، فحطمتنا، وكرّ الناس منهزمين، فصرخ صارخ يرون أنه الشيطان: ألا إن محمدًا قد قتل، فأعظم الناس، وركب بعضهم بعضًا، فصاروا أثلاثًا: ثلثًا جريحًا، وثلثًا مقتولًا، وثلثًا منهزمًا، قد بلغت الحرب، وقد كانت الرماة اختلفوا فيما بينهم، فقالت طائفة رأوا الناس وقعوا في الغنائم، وقد هزم الله تعالى المشركين، وأخذ المسلمون الغنائم: فماذا تنتظرون؟ وقالت طائفة: قد تقدم إليكم رسول الله ﷺ ونهاكم أن تفارقوا مكانكم إن كانت عليه أو له، فتنازعوا في ذلك، ثم إن الطائفة الأولى من الرماة أبت إلا أن تلحق بالعسكر، فتفرق القوم، وتركوا مكانهم، فعند ذلك حملت خيل المشركين. عن الزبير قال: والله إني لأنظر يومئذ إلى خدم النساء، مشمرات يسعين حين انهزم القوم، وما أرى دون أخذهن شيئًا، وإنا لنحسبهم قتلى ما يرجع إلينا منهم أحد، ولقد أصيب أصحاب اللواء، [وصبروا عنده حتى صار إلى عبد له حبشي، يقال له «صواب» ثم قتل صواب فطرح اللواء] فما يقربه أحد من خلق الله تعالى، حتى وثبت إليه عمرة بنت علقمة الحارثية، فرفعته لهم، وثاب إليه الناس.
قال الزبير: فوالله! إنا لكذلك قد علوناهم وظهرنا عليهم، إذ خالفت الرماة عن أمر رسول الله ﷺ فأقبلوا إلى العسكر حين رأوه مختلًا قد أجهضناهم عنه، فرغبوا إلى الغنائم، وتركوا عهد رسول الله ﷺ، فجعلوا يأخذون الأمتعة، فأتتنا الخيل من خلفنا، فحطمتنا، وكرّ الناس منهزمين، فصرخ صارخ يرون أنه الشيطان: ألا إن محمدًا قد قتل، فأعظم الناس، وركب بعضهم بعضًا، فصاروا أثلاثًا: ثلثًا جريحًا، وثلثًا مقتولًا، وثلثًا منهزمًا، قد بلغت الحرب، وقد كانت الرماة اختلفوا فيما بينهم، فقالت طائفة رأوا الناس وقعوا في الغنائم، وقد هزم الله تعالى المشركين، وأخذ المسلمون الغنائم: فماذا تنتظرون؟ وقالت طائفة: قد تقدم إليكم رسول الله ﷺ ونهاكم أن تفارقوا مكانكم إن كانت عليه أو له، فتنازعوا في ذلك، ثم إن الطائفة الأولى من الرماة أبت إلا أن تلحق بالعسكر، فتفرق القوم، وتركوا مكانهم، فعند ذلك حملت خيل المشركين.](img/Hadith/hadith_8786.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه يصف أحداثًا عظيمة من معركة أحد، وهي من المواقف التي تظهر صدق إيمان الصحابة وتضحياتهم، كما تحمل دروسًا وعبرًا عظيمة.
شرح المفردات:
● خدم النساء: خادمات النساء أو إماؤهن.
● مشمرات: رافعات أثوابهن لتسرع في المشي.
● يسعين: يسرعن في المشي.
● انهزم القوم: انهزم المشركون.
● ما أرى دون أخذهن شيئًا: لا أرى ما يحول بيننا وبين أَسْرِهِنَّ.
● أصحاب اللواء: حاملو راية المشركين.
● صبروا عنده: ثبتوا يدافعون عنه.
● وثبت إليه: قفزت إليه بسرعة.
● ثاب إليه الناس: عاد الناس واجتمعوا حول اللواء.
● أجهضناهم عنه: طردناهم وهزمناهم.
● فرغبوا إلى الغنائم: اشتاقوا إليها وتركوا مواقعهم.
● حطمتنا: كسرتنا وهزمتنا.
● ركب بعضهم بعضًا: تدافعوا وتزاحموا في الفرار.
● أثلاثًا: ثلاثة أقسام.
شرح الحديث:
يصف الزبير بن العوام رضي الله عنه، وهو من أبطال المسلمين، مشهدًا من معركة أحد، حيث كان النصر حليفًا للمسلمين في البداية، حتى انهزم المشركون، وبدأت خدم النساء (خادمات المشركات) يفررن، وظهر الضعف في صفوف العدو، وكان اللواء (راية المشركين) محمولًا بمشقة حتى سقط ثم رفعته امرأة من المشركات، فاجتمع حوله المشركون من جديد.
ثم حدثت النكسة عندما خالف الرماة أمر رسول الله ﷺ، حيث كان قد أوصاهم أن يبقوا في مواقعهم على الجبل ليحموا ظهور المسلمين من أي هجوم مفاجئ، لكنهم عندما رأوا الغنائم وأمتعة العدو منتشرة، اختلفوا: فبعضهم أصر على البقاء في مكانه امتثالًا لأمر النبي ﷺ، والبعض الآخر نزل ليجمع الغنائم، فتفرقوا وتركوا مواقعهم، فانتهز خيل المشركين الفرصة وهاجموا المسلمين من الخلف، فاضطربت الصفوف، وانتشرت إشاعة أن النبي ﷺ قد قُتِلَ، فزاد الذعر والهرب.
الدروس المستفادة:
1- وجوب طاعة النبي ﷺ وعدم مخالفة أوامره: كان بإمكان المسلمين تحقيق نصر كامل لولا مخالفة الرماة لأمر الرسول ﷺ.
2- الغنائم والدنيا قد تكون فتنة: انشغال بعض الرماة بالغنائم كان سببًا في扭转 سير المعركة.
3- الصبر والثبات في المواقف الصعبة: ثبت بعض الصحابة رغم الشدة، بينما ضعف آخرون.
4- خطورة الإشاعات في زمن الحرب: إشاعة مقتل النبي ﷺ زادت من ارتباك المسلمين.
5- الشجاعة والبطولة موجودة حتى عند النساء: كالمرأة التي رفعت اللواء وحمت راية قومها.
معلومات إضافية:
- هذه الواقعة كانت درسًا للمسلمين في أهمية الطاعة والانضباط، وقد نزلت آيات من القرآن تعقيبًا على أحداث أحد، منها قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 152].
- المعركة كانت اختبارًا لإيمان الصحابة، وظهر فيها صبر النبي ﷺ وحكمته، وكمال شجاعة بعض الصحابة مثل الزبير بن العوام رضي الله عنه.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يعتبر بمواقف السلف، ويطيع الله ورسوله، ويبتعد عن الفتن والهوى. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
«المطالب العالية» (٤٢٦٠) وهو عند ابن إسحاق في سيرته (٥٠٧) مختصرًا، وأخرجه الحاكم (٣/ ٢٧) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق مختصرًا.
وقال: صحيح على شرط مسلم.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح.
وقال الحافظ: هذا إسناد صحيح له شاهد في الصحيح من حديث البراء وهو الحديث الآتي:
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 322 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 297 استوصوا بالأسارى خيرًا
- 298 عن ابن عباس: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى...
- 299 إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس
- 300 إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
- 301 أرواح الشهداء في الجنة في طير خضر
- 302 عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة
- 303 يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب...
- 304 عنوان الحديث: النبي ﷺ يصلي على راحلته متوجهاً قبل المشرق
- 305 خروج رسول الله في غزوة بني أنمار
- 306 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
- 307 انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم
- 308 أمر النبي ﷺ سعد بن معاذ بقتل كعب بن الأشرف.
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
- 314 سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
معلومات عن حديث: يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
📜 حديث: يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








