حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مشاورة النبي ﷺ للخروج من المدينة لمواجهة العدو للدفاع عن أهل المدينة

عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله ﵌ سيفه ذو الفقار يوم بدر قال ابن عباس: وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد وذلك أن رسول الله ﵌ لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأي رسول الله ﵌ أن يقيم بالمدينة يقاتلهم فيها فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرًا تخرج بنا يا رسول الله ﵌ إليهم نقاتلهم بأحد ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر فما زالوا برسول الله ﵌ حتى لبس أداته فندموا وقالوا: يا رسول الله أقم فالرأي رأيك فقال رسول الله ﵌: «ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه» وقال وكان لما قال لهم رسول الله ﵌ يومئذ قبل أن يلبس الأداة: «إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة وأني مردف كبشًا فأولته كبش الكتيبة ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم ورأيت بقرًا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير».

حسن: رواه الحاكم (٢/ ١٢٨ - ١٢٩) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، أخبرني ابن الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله ﵌ سيفه ذو الفقار يوم بدر قال ابن عباس: وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد وذلك أن رسول الله ﵌ لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأي رسول الله ﵌ أن يقيم بالمدينة يقاتلهم فيها فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرًا تخرج بنا يا رسول الله ﵌ إليهم نقاتلهم بأحد ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر فما زالوا برسول الله ﵌ حتى لبس أداته فندموا وقالوا: يا رسول الله أقم فالرأي رأيك فقال رسول الله ﵌: «ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه» وقال وكان لما قال لهم رسول الله ﵌ يومئذ قبل أن يلبس الأداة: «إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة وأني مردف كبشًا فأولته كبش الكتيبة ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم ورأيت بقرًا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم يحكي قصة غزوة أحد والدروس المستفادة منها، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● تنفل: أخذ غنيمة أو نصيب خاص فوق تقسيم الغنائم العام.
● ذو الفقار: اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم المشهور، وسُمي بذلك لأن فيه حزوزًا أو فقارات (أخاديد) في ظهره.
● يقيم بالمدينة: يبقى داخل المدينة ولا يخرج لملاقاة العدو.
● لبس أداته: ارتدى درعه واستعد للحرب.
● كَبْش الكتيبة: الكبش هو القائد الشجاع، والكتيبة هي المجموعة من المقاتلين. أي قائد المجموعة الذي يُضحى به.
● فُلّ: أي انقطع طرفه أو حدث فيه صدع.
● بقرٌ تذبح: أي أبقار تُذبح.


ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن قصة تتعلق بغزوة أحد، فيذكر أمرين:
الأمر الأول: سيف ذو الفقار
ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سيفه "ذو الفقار" كغنيمة خاصة (نُفل) له بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر. وهذا السيف هو نفسه الذي رآه في الرؤيا التي ستأتي لاحقاً.
الأمر الثاني: أحداث غزوة أحد والرؤيا
- عندما اقترب جيش المشركين من المدينة لقتال المسلمين في غزوة أحد، كان رأي النبي صلى الله عليه وسلم الاستراتيجي الصائب هو البقاء داخل المدينة والقتال من داخلها، حيث تكون للمسلمين الحصانة والميزة الدفاعية.
- لكن بعض الصحابة - رضي الله عنهم جميعاً - ممن فاتهم شرف القتال في بدر، حمستهم غيرتهم على الإسلام ورغبتهم في نيل فضيلة الجهاد كما نالها إخوانهم، فألحوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج لملاقاة العدو عند جبل أحد.
- استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لرأيهم، وارتدى درعه استعداداً للخروج (لبس أداته).
- بعد أن فعل ذلك، ندم أولئك الصحابة وعادوا إلى رشدهم، وقالوا للنبي: "أقم (أي ابق في المدينة) فالرأي رأيك".
- هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم القاعدة العظيمة: «ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه». أي أنه بمجرد أن يتخذ النبي قرار الحرب ويتجهز لها، لا يليق به التراجع؛ لأنه قائد وموقفه عزة للإسلام، فيمضي ويوكل الأمر إلى الله.
ثم ذكر الرؤيا التي رآها قبل المعركة:
قبل أن يلبس النبي صلى الله عليه وسلم درعه، أخبر الصحابة برؤيا رآها وتأويلها:
1- «إني رأيت أني في درع حصينة»: وتأويلها المدينة. وهذا يؤكد صحة رأيه الأول بالبقاء فيها.
2- «وأني مردف كبشًا»: (أي أحمله خلفي على الدابة) وتأويله كبش الكتيبة، أي أن قائداً سيُقتل. وكان هذا إشارة إلى استشهاد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، سيد الشهداء.
3- «ورأيت أن سيفي ذا الفقار فُلّ»: (أي انكسر طرفه) وتأويله فلًا فيكم، أي أن مصيبة أو أذى سيصيب أحداً من أهل بيته. وكان ذلك إشارة إلى إصابة النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وكسر رباعيته وشجّ رأسه.
4- «ورأيت بقرًا تذبح»: وتأويلها أن قوماً من أصحابه سيستشهدون، فقال: «فبقر والله خير»، أي أن استشهادهم في سبيل الله هو خير وشرف عظيم لهم.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب مشورة أهل الرأي والخبرة: النبي وهو المعصوم المؤيد بالوحي كان يشاور أصحابه، فكيف بنا.
2- عدم الانقياد وراء العاطفة والحماس فقط: الحماس للجهاد فضيلة، ولكن يجب أن يقترن بالحكمة والتخطيط. ندم الصحابة عندما أدركوا أن رأي النبي كان أصوب.
3- عزة القيادة وثباتها: قول النبي: «ما ينبغي لنبي أن يضع أداته...» درس في عزة الإسلام وثبات القائد بعد اتخاذ القرار وعدم التردد الذي قد يفسره العدو ضعفاً.
4- الرؤيا الصادقة من الله: وهي جزء من النبوة، كما في الحديث الصحيح. وكانت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حقاً وصدقاً، تحمل بشارة ونذيراً في آن واحد.
5- التسليم بقضاء الله وقدره: المعركة سارت وفق ما قدره الله، رغم خروج المسلمين عن الرأي الأصوب، لحكمة يعلمها الله، منها تمحيص المؤمنين واختبار صبرهم.
6- الشهادة في سبيل الله هي الفوز العظيم: قوله: «فبقر والله خير» تذكير بأن الموت في سبيل الله هو أسمى أماني المؤمن الحقيقي.


رابعاً. معلومات إضافية:


● غزوة أحد: وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وكانت درساً عظيماً للمسلمين في طاعة القيادة وعدم التسرع.
● الرؤيا المذكورة: ذكرها الإمام البخاري في صحيحه بأطول من هذا، وهي من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر بها عن الغيب.
● الاستنباط: يستنبط العلماء من هذا الحديث مشروعية النفل (
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ١٢٨ - ١٢٩) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، أخبرني ابن الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.
ورواه الترمذي (١٥٦١) وابن ماجه (٢٨٠٨) وأحمد (٢٤٤٥) من طرق عن ابن أبي الزناد به مختصرًا.
وإسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد، وهو مخرج في الجهاد بالتفصيل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 314 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم

  • 📜 حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب