حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب مشاورة النبي ﷺ للخروج من المدينة لمواجهة العدو للدفاع عن أهل المدينة
حسن: رواه الحاكم (٢/ ١٢٨ - ١٢٩) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، أخبرني ابن الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم يحكي قصة غزوة أحد والدروس المستفادة منها، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
أولاً. شرح المفردات:
● تنفل: أخذ غنيمة أو نصيب خاص فوق تقسيم الغنائم العام.
● ذو الفقار: اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم المشهور، وسُمي بذلك لأن فيه حزوزًا أو فقارات (أخاديد) في ظهره.
● يقيم بالمدينة: يبقى داخل المدينة ولا يخرج لملاقاة العدو.
● لبس أداته: ارتدى درعه واستعد للحرب.
● كَبْش الكتيبة: الكبش هو القائد الشجاع، والكتيبة هي المجموعة من المقاتلين. أي قائد المجموعة الذي يُضحى به.
● فُلّ: أي انقطع طرفه أو حدث فيه صدع.
● بقرٌ تذبح: أي أبقار تُذبح.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن قصة تتعلق بغزوة أحد، فيذكر أمرين:
الأمر الأول: سيف ذو الفقار
ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سيفه "ذو الفقار" كغنيمة خاصة (نُفل) له بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر. وهذا السيف هو نفسه الذي رآه في الرؤيا التي ستأتي لاحقاً.
الأمر الثاني: أحداث غزوة أحد والرؤيا
- عندما اقترب جيش المشركين من المدينة لقتال المسلمين في غزوة أحد، كان رأي النبي صلى الله عليه وسلم الاستراتيجي الصائب هو البقاء داخل المدينة والقتال من داخلها، حيث تكون للمسلمين الحصانة والميزة الدفاعية.
- لكن بعض الصحابة - رضي الله عنهم جميعاً - ممن فاتهم شرف القتال في بدر، حمستهم غيرتهم على الإسلام ورغبتهم في نيل فضيلة الجهاد كما نالها إخوانهم، فألحوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج لملاقاة العدو عند جبل أحد.
- استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لرأيهم، وارتدى درعه استعداداً للخروج (لبس أداته).
- بعد أن فعل ذلك، ندم أولئك الصحابة وعادوا إلى رشدهم، وقالوا للنبي: "أقم (أي ابق في المدينة) فالرأي رأيك".
- هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم القاعدة العظيمة: «ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه». أي أنه بمجرد أن يتخذ النبي قرار الحرب ويتجهز لها، لا يليق به التراجع؛ لأنه قائد وموقفه عزة للإسلام، فيمضي ويوكل الأمر إلى الله.
ثم ذكر الرؤيا التي رآها قبل المعركة:
قبل أن يلبس النبي صلى الله عليه وسلم درعه، أخبر الصحابة برؤيا رآها وتأويلها:
1- «إني رأيت أني في درع حصينة»: وتأويلها المدينة. وهذا يؤكد صحة رأيه الأول بالبقاء فيها.
2- «وأني مردف كبشًا»: (أي أحمله خلفي على الدابة) وتأويله كبش الكتيبة، أي أن قائداً سيُقتل. وكان هذا إشارة إلى استشهاد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، سيد الشهداء.
3- «ورأيت أن سيفي ذا الفقار فُلّ»: (أي انكسر طرفه) وتأويله فلًا فيكم، أي أن مصيبة أو أذى سيصيب أحداً من أهل بيته. وكان ذلك إشارة إلى إصابة النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وكسر رباعيته وشجّ رأسه.
4- «ورأيت بقرًا تذبح»: وتأويلها أن قوماً من أصحابه سيستشهدون، فقال: «فبقر والله خير»، أي أن استشهادهم في سبيل الله هو خير وشرف عظيم لهم.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- وجوب مشورة أهل الرأي والخبرة: النبي وهو المعصوم المؤيد بالوحي كان يشاور أصحابه، فكيف بنا.
2- عدم الانقياد وراء العاطفة والحماس فقط: الحماس للجهاد فضيلة، ولكن يجب أن يقترن بالحكمة والتخطيط. ندم الصحابة عندما أدركوا أن رأي النبي كان أصوب.
3- عزة القيادة وثباتها: قول النبي: «ما ينبغي لنبي أن يضع أداته...» درس في عزة الإسلام وثبات القائد بعد اتخاذ القرار وعدم التردد الذي قد يفسره العدو ضعفاً.
4- الرؤيا الصادقة من الله: وهي جزء من النبوة، كما في الحديث الصحيح. وكانت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حقاً وصدقاً، تحمل بشارة ونذيراً في آن واحد.
5- التسليم بقضاء الله وقدره: المعركة سارت وفق ما قدره الله، رغم خروج المسلمين عن الرأي الأصوب، لحكمة يعلمها الله، منها تمحيص المؤمنين واختبار صبرهم.
6- الشهادة في سبيل الله هي الفوز العظيم: قوله: «فبقر والله خير» تذكير بأن الموت في سبيل الله هو أسمى أماني المؤمن الحقيقي.
رابعاً. معلومات إضافية:
● غزوة أحد: وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وكانت درساً عظيماً للمسلمين في طاعة القيادة وعدم التسرع.
● الرؤيا المذكورة: ذكرها الإمام البخاري في صحيحه بأطول من هذا، وهي من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر بها عن الغيب.
● الاستنباط: يستنبط العلماء من هذا الحديث مشروعية النفل (
تخريج الحديث
ورواه الترمذي (١٥٦١) وابن ماجه (٢٨٠٨) وأحمد (٢٤٤٥) من طرق عن ابن أبي الزناد به مختصرًا.
وإسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد، وهو مخرج في الجهاد بالتفصيل.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 314 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 289 خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
- 290 ضربت يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم
- 291 عطاء البدريين خمسة آلاف
- 292 شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ
- 293 "يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر"
- 294 كان النبي إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 295 بعث النبي بشيرين لتبشير اهل المدينة بفتح بدر
- 296 خلّف النبي عثمان وأسامة على رقية أيام بدر
- 297 استوصوا بالأسارى خيرًا
- 298 عن ابن عباس: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى...
- 299 إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس
- 300 إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
- 301 أرواح الشهداء في الجنة في طير خضر
- 302 عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة
- 303 يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب...
- 304 عنوان الحديث: النبي ﷺ يصلي على راحلته متوجهاً قبل المشرق
- 305 خروج رسول الله في غزوة بني أنمار
- 306 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
- 307 انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم
- 308 أمر النبي ﷺ سعد بن معاذ بقتل كعب بن الأشرف.
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
- 314 سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
معلومات عن حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
📜 حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








