حديث: يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

غزوة بني قينقاع

عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله ﷺ قريشًا يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال: «يا معشر اليهود! أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا». قالوا: يا محمد! لا يغرنك من نفسك أنت قتلت نفرًا من قريش كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلها، فأنزل الله عز وجل في ذلك: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ﴾ إلى قوله: ﴿فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ببدر، ﴿وَأُخْرَى كَافِرَةٌ﴾ [آل عمران: ١٢ - ١٣].

حسن: رواه أبو داود (٣٠٠١) عن مصرف بن عمرو الأيامي، حدثنا يونس - يعني ابن بكير - قال: حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير وعكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله ﷺ قريشًا يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال: «يا معشر اليهود! أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا». قالوا: يا محمد! لا يغرنك من نفسك أنت قتلت نفرًا من قريش كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلها، فأنزل الله ﷿ في ذلك: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ﴾ إلى قوله: ﴿فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ببدر، ﴿وَأُخْرَى كَافِرَةٌ﴾ [آل عمران: ١٢ - ١٣].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني. وهو حديث صحيح يشهد له القرآن الكريم في سورة آل عمران.

شرح المفردات:


● أصاب: انتصر عليهم وأوقع بهم.
● بني قينقاع: هم قبيلة يهودية كانت تسكن المدينة المنورة.
● أغمارًا: جمع غمر، وهم الشباب عديمي الخبرة في القتال.
● لم تلق مثلها: لم تقابل قومًا مثْلنا في القوة والبأس.
● ستغلبون: ستُهزمون وتنكسرون.

شرح الحديث:


بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى على كفار قريش، جمع النبي ﷺ يهود بني قينقاع -وهم من أقوى قبائل اليهود في المدينة- في سوقهم، وناداهم قائلًا: "يا معشر اليهود! أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا"، أي قبل أن ينزل بكم من الهزيمة والعقاب ما نزل بهم.
فردوا عليه بتكبر وعناد قائلين: "لا يغرنك هذا النصر الذي حققته على قريش، فإنهم كانوا قومًا أغمارًا لا خبرة لهم في الحرب، أما نحن فخبراء في القتال، فلو حاربتنا لعلمت أننا لا نظهر وننتصر، وأنك لم تقابل مثلنا قط من قبل".
فأنزل الله تعالى ردًا على تكبرهم ووعيدهم في سورة آل عمران: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}.

الدروس المستفادة:


1- الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة: حيث إن النبي ﷺ لم يهاجمهم مباشرة، بل نصحهم ودعاهم إلى الإسلام تخفيفًا عنهم.
2- التكبر والغرور من صفات الكفار: حيث ظن اليهود أن قوتهم المادية ستغني عن طاعة الله ورسوله.
3- نصر الله تعالى لعباده المؤمنين: لا يتوقف على العدد أو العدة، بل هو تأييد من الله تعالى لمن يشاء من عباده.
4- العبرة والعظة في أحداث التاريخ: حيث أمرنا الله أن نعتبر بنصر بدر وأنه آية على تأييده للمؤمنين.
5- الرد على الكفار يكون بالحجة والبرهان: حيث رد الله تعالى على كفرهم وتكبرهم بنص القرآن.

معلومات إضافية:


- بنو قينقاع كانوا أول من نقض العهد من اليهود، وقد حاصرهم النبي ﷺ بعد ذلك خمس عشرة ليلة حتى استسلموا، ثم أجلاهم من المدينة.
- الآيات الكريمة التي نزلت في هذا السياق تظهر أن النصر من عند الله، وأن المؤمنين ينتصرون بإيمانهم وتوكلهم على الله لا بعدتهم المادية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٠١) عن مصرف بن عمرو الأيامي، حدثنا يونس - يعني ابن بكير - قال: حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير وعكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وهو عند ابن هشام في السيرة (٢/ ٤٧) عن ابن إسحاق يختلف سياقه قليلًا.
وحسّن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (٧/ ٣٣٢) وإن كان في إسناده محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ذكره ابن حبان في «الثقات» ولكن قال الحافظ في التقريب «مجهول».
لعله حسّنه لموافقة أهل السير والمغازي على ما ذكره ابن إسحاق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 303 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا

  • 📜 حديث: يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب