حديث: رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مشاورة النبي ﷺ للخروج من المدينة لمواجهة العدو للدفاع عن أهل المدينة

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: «رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت بقرًا منحّرة، فأوّلت أن الدرع الحصينة المدينة، وأن البقر نفر، والله خير».
قال: فقال لأصحابه: «لو أنا أقمنا بالمدينة، فإن دخلوا علينا فيها، قاتلناهم» فقالوا: يا رسول الله! والله ما دخل علينا فيها في الجاهلية، فكيف يدخل علينا فيها في الإسلام؟ ! قال عفان في حديثه: فقال: «شأنكم إذًا» قال: فلبس لأمته، قال: فقالت الأنصار: رددنا على رسول الله ﷺ رأيه، فجاؤوا، فقالوا: يا رسول الله! شأنك إذًا، فقال: «إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل».

صحيح: رواه أحمد (١٤٧٨٧)، والنسائي في الكبرى (٧٦٠٠) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: «رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت بقرًا منحّرة، فأوّلت أن الدرع الحصينة المدينة، وأن البقر نفر، والله خير».
قال: فقال لأصحابه: «لو أنا أقمنا بالمدينة، فإن دخلوا علينا فيها، قاتلناهم» فقالوا: يا رسول الله! والله ما دخل علينا فيها في الجاهلية، فكيف يدخل علينا فيها في الإسلام؟ ! قال عفان في حديثه: فقال: «شأنكم إذًا» قال: فلبس لأمته، قال: فقالت الأنصار: رددنا على رسول الله ﷺ رأيه، فجاؤوا، فقالوا: يا رسول الله! شأنك إذًا، فقال: «إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: «رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت بقرًا منحّرة، فأوّلت أن الدرع الحصينة المدينة، وأن البقر نفر، والله خير». قال: فقال لأصحابه: «لو أنا أقمنا بالمدينة، فإن دخلوا علينا فيها، قاتلناهم» فقالوا: يا رسول الله! والله ما دخل علينا فيها في الجاهلية، فكيف يدخل علينا فيها في الإسلام؟ ! قال عفان في حديثه: فقال: «شأنكم إذًا» قال: فلبس لأمته، قال: فقالت الأنصار: رددنا على رسول الله ﷺ رأيه، فجاؤوا، فقالوا: يا رسول الله! شأنك إذًا، فقال: «إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل».


الشرح الوافي:



# 1. شرح المفردات:


● درع حصينة: الدرع هو لباس الحرب الذي يقي المحارب، والحصينة تعني المتينة القوية التي يصعب اختراقها.
● بقرًا منحّرة: البقر هي الإبل، والمنحّرة هي المذبوحة أو المقتولة.
● نفر: القلة أو العدد القليل.
● لبس لأمته: أي ارتدى درعه واستعد للحرب.
● يضعها: يخلعها أو يتركها.

# 2. شرح الحديث:


هذا الحديث يتعلق بحادثة غزوة أحد، حيث رأى النبي ﷺ رؤيا قبل المعركة. فقد رأى في منامه أنه في درع حصينة، ورأى بقرًا تُنحر. ففسر ﷺ الدرع الحصينة بأنها المدينة المنورة، أي أن البقاء فيها آمن ومحصن، وفسر البقر المنحرة بأنها قتل نفر (أي عدد قليل) من أصحابه.
ثم عرض النبي ﷺ على أصحابه الرأي بالبقاء في المدينة والتحصن فيها، وعدم الخروج لملاقاة المشركين خارجها، فقال: «لو أنا أقمنا بالمدينة، فإن دخلوا علينا فيها، قاتلناهم». وهذا الرأي كان من باب الحكمة العسكرية، حيث أن التحصن في المدينة سيعطي المسلمين ميزة الدفاع عن حصن طبيعي.
لكن الصحابة، خاصة الشباب منهم ومن لم يشهد بدرًا، أصرّوا على الخروج لملاقاة العدو خارج المدينة، قائلين: «يا رسول الله! والله ما دخل علينا فيها في الجاهلية، فكيف يدخل علينا فيها في الإسلام؟» أي أنهم استنكروا أن يدخل الأعداء المدينة في الإسلام بعد أن عجزوا عن ذلك في الجاهلية.
فقال النبي ﷺ: «شأنكم إذًا»، أي إذا كنتم مصرين على هذا الرأي فافعلوا ما ترونه. ثم لبس النبي ﷺ درعه (لأمته) استعدادًا للقتال.
ولما رأى الأنصار أنهم خالفوا رأي النبي ﷺ، ندموا وجاؤوا وقالوا: «شأنك إذًا»، أي نحن نتبع رأيك يا رسول الله. لكن النبي ﷺ قال: «إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل»، أي أنه once استعد للحرب وارتدى الدرع، فلا يليق به أن يتراجع أو يخلعه دون قتال.

# 3. الدروس المستفادة:


● مشورة النبي ﷺ لأصحابه: النبي ﷺ لم يكن يستبد بالرأي، بل كان يشاور أصحابه حتى في الأمور الحربية، وهذا من أدبه وحكمته ﷺ.
● ندم الصحابة على مخالفة رأي النبي ﷺ: هذا يعلمنا أن رأي النبي ﷺ هو الأعلى والأحكم، وأن مخالفته قد تؤدي إلى عواقب غير محمودة (كما حدث في أحد).
● ثبات النبي ﷺ بعد اتخاذ القرار: once اتخذ القرار بالخروج للقتال، لم يتراجع، بل ثبت عليه، وهذا من صفات القيادة الحكيمة.
● تفسير الرؤى: الرؤى الصادقة قد تكون إشارات من الله تعالى، وتحتاج إلى تفسير صحيح، كما فسر النبي ﷺ رؤياه.
● فضل المدينة المنورة: الحديث يظهر فضل المدينة وأنها حصينة منيعة.

# 4. معلومات إضافية:


- هذه الحادثة كانت قبل غزوة أحد، والتي جرت فيها أحداث مؤلمة بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي ﷺ.
- الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالسيرة النبوية.
- القصة تدل على أن النبي ﷺ كان يمتلك رؤية استراتيجية أعلى من أصحابه، لكنه لم يجبرهم على رأيه، بل ترك لهم حرية الاختيار بعد المشورة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ، وأن يوفقنا لاتباع هديه وسنته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٤٧٨٧)، والنسائي في الكبرى (٧٦٠٠) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 312 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة

  • 📜 حديث: رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب