حديث: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ترك الرماة الجبل الذي عيّنهم عليه رسولُ الله ﷺ -
صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٣٩) عن عمرو بن خالد، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق (هو السبيعي) قال: سمعت البراء بن عازب يحدّث فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث البراء بن عازب رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحكي حدثاً مفصلياً في تاريخ الإسلام، وهو غزوة أحد، وسأشرحه لكم جزءاً جزءاً مع بيان الدروس والعبر المستفادة منه.
أولاً. شرح المفردات:
● الرجالة: المشاة من الرماة.
● تخطفنا الطير: تختطفنا الطير بسبب كثرة القتلى، أي إذا هزمنا وقتلنا.
● لا تبرحوا: لا تتركوا أماكنكم.
● أوطأناهم: غلبناهم وقهَرناهم.
● يشددن: يسرعن في المشي.
● خلاخلهن: الحلي الذي في الأرجل.
● أسوقهن: سوقهن جمع ساق، أي أرجلهن.
● صرفت وجوههم: هزموا وولوا الأدبار.
● يدعوهم الرسول: يناديهم ليرجعوا.
● المثلة: التمثيل بالقتلى وتشويه أجسادهم.
● يرتجز: ينشد شعراً.
● أعل هبل: اسم صنم كان للكفار، ومعناه اعلُ أي ارتفع.
● العزى: صنم آخر للكفار.
ثانياً. شرح الحديث:
1- توجيه النبي ﷺ للرماة:
في غزوة أحد، اختار النبي ﷺ خمسين رجلاً من الرماة الماهرين وجعل عليهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه، وأمرهم أن يبقوا في مكانهم على الجبل ليحموا ظهور المسلمين من أي التفاف من العدو. وقال لهم:
- إن رأيتم أننا هُزِمنا وقُتِلنا حتى تخطفنا الطير فلا تتركوا مواقعكم.
- وإن رأيتم أننا هزمنا العدو فلا تتركوا مواقعكم حتى آذن لكم.
2- مخالفة الأمر النبوي:
بعد أن هزم المسلمون المشركين ابتداءً، ورأى الرماة أن المسلمين يجمعون الغنائم، قال بعضهم: "الغنيمة! أي قوم الغنيمة! ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟"
فذكرهم عبد الله بن جبير بوصية النبي ﷺ، ولكنهم عصوا وقالوا: "والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة".
فتركوا مواقعهم، مما أدى إلى التفاف خالد بن الوليد (وكان يومئذ مشركاً) بفرسانه حول جبل الرماة وهجومه على المسلمين من الخلف.
3- نتيجة المخالفة:
انقلبت موازين المعركة، وهُزِم المسلمون، واستشهد منهم سبعون، ولم يبق مع النبي ﷺ إلا اثنا عشر رجلاً.
وكانت خسائر المسلمين كبيرة بسبب معصية أولئك الرماة لأمر النبي ﷺ.
4- مناداة أبي سفيان واستجابة المسلمين:
بعد الهزيمة، نادى أبو سفيان: "أفي القوم محمد؟" ثلاث مرات، فنهى النبي ﷺ أصحابه أن يجيبوه.
ثم نادى: "أفي القوم ابن أبي قحافة؟" ثم "أفي القوم ابن الخطاب؟".
فلما لم يجبوه ظن أنهم قُتِلوا، فقال: "أما هؤلاء فقد قتلوا".
فلم يتحمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك، فرد عليه: "كذبت يا عدو الله! إن الذين عددت لأحياء كلهم".
فرد أبو سفيان قائلاً: "يوم بيوم بدر، والحرب سجال" أي أن الانتصار يتناوب بين الفريقين.
5- الرد على شرك أبي سفيان:
ثم أخذ أبو سفيان يرفع صوتَه بشعار الشرك، قائلاً: "أعل هبل!" (أي ارتفع صنمنا هبل).
فأمر النبي ﷺ أصحابه أن يردوا بقول: "الله أعلى وأجل".
ثم قال أبو سفيان: "إن لنا العزى ولا عزى لكم"، فرد المسلمون بأمر النبي: "الله مولانا ولا مولى لكم".
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- وجوب طاعة النبي ﷺ وعدم مخالفة أوامره:
كانت الهزيمة في أحد بسبب معصية الرماة لأمر النبي ﷺ بعدم ترك مواقعهم.
وهذا يدل على أن الطاعة سبب للنصر، والمعصية سبب للهزيمة.
2- خطر حب الدنيا والغنائم:
ترك الرماة مواقعهم طمعاً في الغنائم، فكانت النتيجة وخيمة.
وهذا تحذير من أن حب الدنيا قد يؤدي إلى الضياع والخسارة في الدين والدنيا.
3- الثبات في المواقف الصعبة:
عبد الله بن جبير رضي الله عنه ثبت في مكانه مع من بقي معه، ولم يغره ما رأى من انتصار ابتدائي.
وهذا درس في أهمية الثبات على المبدأ حتى في أحلى لحظات الانتصار.
4- الحكمة في الرد على الأعداء:
النبي ﷺ نهى أصحابه عن الرد على أبي سفيان initially حتى لا يعرف حقيقة الأمر، ثم أمرهم بردود ترفع كلمة الله وتدحض كلمة الشرك.
5- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب:
النبي ﷺ أعد العدة ووضع خطة الدفاع، ولكن بعض الصحابة قصروا في التنفيذ، مما يدل على أن الأسباب لا تكفي بدون توفيق الله وطاعته.
6- أن الحرب سجال:
كما قال أبو سفيان: "يوم بيوم بدر، والحرب سجال"، فالنصر والهزيمة يتناوبان، والمسلمون يتعظون بهزيمتهم ويتقوون بإيمانهم.
رابعاً. فوائد إضافية:
● فضل عبد الله بن جبير:
كان من الثابتين الذين استشهدوا في أحد دفاعاً عن النبي ﷺ بعد أن تخلى عنه الكثيرون.
-
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 323 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 298 عن ابن عباس: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى...
- 299 إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس
- 300 إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
- 301 أرواح الشهداء في الجنة في طير خضر
- 302 عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة
- 303 يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب...
- 304 عنوان الحديث: النبي ﷺ يصلي على راحلته متوجهاً قبل المشرق
- 305 خروج رسول الله في غزوة بني أنمار
- 306 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
- 307 انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم
- 308 أمر النبي ﷺ سعد بن معاذ بقتل كعب بن الأشرف.
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
- 314 سيفي ذا الفقار فل فأولته فلًا فيكم
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
معلومات عن حديث: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
📜 حديث: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








